31/10/2010 - 11:02

مصر ترجئ مباحثات الحوار الوطني الفلسطيني

مصدر مصري مسؤول: المحادثات المقررة يوم الاثنين ستؤجل "لحين توافر المناخ اللازم والملائم لانعقاد وضمان فرص نجاحه."

مصر ترجئ مباحثات الحوار الوطني الفلسطيني
أكد مصدر مصري إن القاهرة قررت يوم السبت تأجيل محادثات الوحدة الفلسطينية التي كانت تعتزم استضافتها الأسبوع الجاري ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مصري أن قوله إن القاهرة "قررت تأجيل اجتماع الحوار الفلسطيني." وقال بيان لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان المحادثات المقررة يوم الاثنين ستؤجل "لحين توافر المناخ اللازم والملائم لانعقاد وضمان فرص نجاحه."

وجاء القرار المصري بعدما لوحت حماس بمقاطعة المحادثات المقرر اجراؤها يوم الاثنين والهادفة الى انهاء الصراع بين حركة المقاومة الاسلامية وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. واشترطت حماس مشاركتها في الحوار بإطلاق سراح معتقليها في الضفة الغربية.

واكدت مصادر فلسطينية من جانبها ان القاهرة ابلغت الفصائل الفلسطينية عن تاجيل الحوار الذى كان من المتوقع ان ينطلق فى القاهرة يوم الاثنين المقبل.

وحسب المصادر فان التاجيل جاء بناءً على التحفظات التي قدّمتها أربعة فصائل فلسطينية. وقد أبلغت هذه الفصائل المسؤولين المصريين صراحة أنها لن تحضر الحوار ما لم تأخذ القاهرة بعين الاعتبار ملاحظاتها وتحفظاتها على الورقة المصرية.

وأكّدت المصادر أن أربعة فصائل فلسطينية هي "حماس" والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ومنظّمة الصاعقة كانت قد أوصلت الرسالة للمسؤولين المصريين بانها لن تشارك فى جلسات الحوار نتيجة الفجوة الواسعة بين الاطراف المشاركة .

ونقلت مصادر فلسطينية لاحد مواقع حماس تحفظات الحركة حول بدء الحوار موضحة ان التحفظات" تركّزت حول أمرين أساسيين، الأول يتعلّق بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في سجون سلطة رام الله، والثاني يتعلّق بالترتيبات الإدارية للحوار حيث ترى الفصائل الأربعة انحيازاً واضحاً لرئيس السلطة محمود عبّاس، على حساب حركة "حماس" وفصائل المقاومة.

وكان أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان قال في وقت سابق "إذا لم يهيأ المناخ للحوار فليتأخر الحوار حتى يهيأ المناخ له، ونحن ننتظر إجابات من الأشقاء في مصر على عناوين الحوار. اليوم سيحسم الموقف بشكل نهائي، إذا لم تصل الإجابات المناسبة لا أظن أن الحوار سينطلق".

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس من غزة ان عباس "دق المسمار الاخير في نعش الحوار الفلسطيني" وان الحوار اصبح بالتالي عديم الفائدة.

وردا على هذه التصريحات قال اسامة الفرا المسؤول بفتح وهو احد اعضاء وفد الحركة في محادثات القاهرة "غياب حماس لن يخدم الشعب الفلسطيني خاصة ونحن في مرحلة احوج ما نكون فيها الى وفاق والى انهاء حالة الانقسام..هذا قد يضر الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا."

ونفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال المؤتمر الصحفي مع وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، يوم أول أمس الجمعة، وجود معتقلين سياسيين من حركة حماس في سجون السلطة، وقال: "نؤمن بمبدأ التعددية وحرية الرأي والتعبير لأي شخص، ولكن لن نقبل من أي احد ان يؤثر على الامن أو يحصل على السلاح أو المال بطريقة غير مشروعة".

وأثار تصريح عباس ردود فعل غاضبة في أوساط حماس، وقالت حكومة اسماعيل هنية فى غزة ان تصريحات الرئاسة الفلسطينية في المؤتمر الصحفي مع وزيرة الخارجية الامريكية في الادارة التي تستعد للرحيل قريبا عن البيت الابيض بانكار وجود معتقلين سياسيين وتأكيد على تطبيق الشق الامني من خارطة الطريق التي تتضمن سحب سلاح المقاومة واعتقال المقاومين تمثل ضربة قاصمة للجهود المصرية والعربية للمصالحة واعلان نعي لنجاح أي حوار فلسطيني فلسطيني.

واكدت الحكومة ان الحوار الفلسطيني يتطلب وقفا فوريا لحملات الاعتقال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في سجون الضفة ووقف الارتهان امام الضغوط الامريكية والتي جاءت لتكريسها رايس في زيارتها اليوم.

كما اكدت إن هذه التصريحات من قبل الرئاسة في هذا التوقيت من قبل الرئاسة تؤكد ان القرار الامني في الضفة الغربية ليس فلسطينيا وان الفيتو الامريكي لا زال قائما امام انطلاق أي حوار فلسطيني متسائلة اذا ليس باستطاعة قيادة الضفة اطلاق سراح المعتقلين السياسيين لديهم الان كيف سيكون مصير الحوار على اعادة بناء وهيكلة الاجهزة الامنية على اسس وطنية في ظل العقيدة الامنية القائمة على خارطة الطريق لحماية أمن الاحتلال بديلا عن حماية امن أبناء شعبنا.

وأشار إسماعيل هنية يوم أول أمس، الجمعة، ان إستمرار حملة الإعتقال التي تشنها الأجهزة الأمنية ووجود أكثر من 200 معتقل سياسي في الضفة الغربية يعرق لجهود الحوار ولن يجعله يصل إلى مبتغاه.

وقال هنية" ما يجرى في الضفة الغربية يشكل عائق حقيقي أمام إنطلاق الحوار الذي ترعاه مصر ويبدو أن الضفة الغربية قراراها الأمني غير مستقل وأن إستحقاقات التعاون الأمني تفرض بقاء المعتقلين السياسيين في سجون الضفة ظلما وعدوانا".

وتابع" هناك تيار لا يسعى للمصالحة الوطنية وهو من يتحمل عرقلة الحوار وكان عليهم الإنصياع للإرادة الشعبية وللأجواء التي تسود شعبنا سعيا للمصالحة فنحن نريد مصالحة حقيقية متوازنة ويكتب لها الحياة.

ويتزامن تأجيل المحادثات مع بيان لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بأن حركته مستعدة لاجراء محادثات مع باراك اوباما مادام الرئيس الامريكي المنتخب يحترم "حقوق وخيارات" الحركة.

وقال مشعل في مقابلة مع موقع سكاي نيوز على الانترنت من العاصمة السورية دمشق ان حماس على استعداد للحوار مع اوباما ومع الادارة الامريكية الجديدة بعقل متفتح وعلى اساس ان تحترم الادارة الامريكية حقوق حماس وخياراتها.

وقال مستشار رفيع لاوباما في مجال السياسة الخارجية "الرئيس المنتخب أوباما قال طوال حملته الانتخابية انه لن يتحدث مع حماس الا اذا نبذت الارهاب واعترفت بحق اسرائيل في الوجود ووافقت على التقيد بالاتفاقات السابقة."

التعليقات