31/10/2010 - 11:02

نص الحوار المفتوح مع الوزير الفلسطيني نبيل شعث حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين

نص الحوار المفتوح مع الوزير الفلسطيني نبيل شعث حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين
على هامش زيارة وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث لكل من لبنان وسوريا إستطاع مكتب الخدمات الصحافية والإعلامية في بيروت ان يقتطع وقتاً هاماً من جدول اعمال زيارة السيد الوزير المكثفة والتي تخللتها لقاءات ومشاروات مع رئيس الحكومة اللبناني السيد رفيق الحريري ووزير الخارجية اللبناني جان عبيد، بالاضافة الى لقاءه مع العديد من الشخصيات اللبنانية الحكومية والنيابية.

وفي هذا السياق بادر مكتب الخدمات الصحافية والإعلامية الى تنظيم حوار مفتوح مع السيد الوزير الدكتور شعت في فندق الكومودور – ميرديان بيروت وذلك يوم الجمعة في الخامس عشر من آب اغسطس الحالي. وحضر اللقاء حشد من ممثلي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة المحلية والعربية والدولية. وشارك في الحوار المفتوح ايضا حشد من الشخصيات السياسية والوطنية الفلسطينية واللبنانية.

وتطرق الدكتور شعت في محاضرته وفي ردوده على الاسئلة الى كافة القضايا الهامة المطروحة والمتعلقة بالشأن الفلسطيني، ودارت محاور الحوار حول خريطة الطريق، قضية اللاجئين، جدار العزل، الاستيطان، الموقف الاميركي، موقف روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، العلاقات الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية السورية، العلاقات الفلسطينية العربية وخاصة الازمة الناشئة بين الكويت وفلسطين وقضية الأسرى والمعتقلين والحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات وتداعيات الوضع الفلسطيني العام. ومن بين القضايا المهمة التي تناولها الدكتور شعت كانت مسألة الهدنة التي اعلنتها القوى الفلسطينية، كذلك تطرق الدكتور شعت الى الوضع الداخلي في إسرائيل والوضع الداخلي الفلسطيني فيما يلي النص الحرفي للحوار المفتوح الذي اداره مدير مكتب الخدمات الصحافية والاعلامية السيد هشام دبسي.

أنا اشكركم واشكر حضوركم واشكر الاخوان الذين نظموا هذه الندوة، وانقل لكم تحيات اخوانكم في فلسطين، الأخ أبو عمار الصامد في اسره والأخ أبو مازن وكل الاخوان الذين صنعوا من خلال هذه الانتفاضة الفلسطينية الباسلة ملحمة، سقط فيها ثلاثة الاف شهيد وكبدت إسرائيل الف قتيل.

اعتقد انها اكبر مواجهة فلسطينية - اسرائيلية من حيث طول المدة ومن حيث عمق المواجهة ومن حيث النتائج. لقد تحمل الشعب الفلسطيني فيها معاناة كبيرة وخسائر فادحة اضاعت نصف دخله القومي، حولت سبعين بالمئة من الشعب الفلسطيني الى تحت خط الفقر، وهددت بمجاعة فلسطينية لكن الشعب الفلسطيني صمد كعادته طيلة قرن من الزمان من أجل حريته واستقلاله ومن أجل عودة اللاجئين ومن أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي على ارضه.

وشأن النضال الفلسطيني الدائم هو البندقية وغصن الزيتون. الشعب الفلسطيني وان قام بعض افراده بعمليات استشهادية اثناء الانتفاضة، اذ فإنه ليس انتحارياً. هو شعب يستخدم كل الادوات من أجل التحرير وليس من أجل الموت والذين قدموا حياتهم، قدموها من أجل ان تحيا بلادهم، من أجل ان يستطيع شعبهم ان يستمر. لذلك دائماً هذا الشعب يقدم التضحيات، الشيء الكثير ودائماً هذا الشعب يسعى للسلام في كل الظروف. يرفض الاستسلام لكنه لا يجد بديلاً للسلام. النضال من أجل السلام العادل والتضحيات من أجل السلام العادل، والمعاناة من أجل السلام العادل.

اصبح السلام العادل واضح المعالم: انهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967 بما في ذلك القدس عاصمة دول فلسطين، قيام الدولة الفلسطينية المستقلة عل كل هذه الأرض التي يتم تحريرها، انهاء الاستيطان فيها انهاء كاملاً، حق اللاجئين، حل عادل لمشكلة اللاجئين من خلال الاعتماد على قرار 194 ومفاوضات الحل النهائي، وانهاء كل القضايا العالقة مثل المياه والامن، والحدود وغيرها من خلال المفاوضات.

وضوح الفكر الفلسطيني لا يشوبه شائبة، وهناك اجماع فلسطيني هناك أناس في فلسطين يتوقعوا ان يحدث ذلك ويتوقعوا اكثر من ذلك. ولكن الالتزام الفلسطيني الواضح هو بهذه الحدود، لأن هذه الحدود تقبلها الشرعية الدولية، اصبحت حدود تقبلها حتى 70% من الاسرائيليين، اصبحت هذه الحدود هي مشروع السلام العربي الذي أقرٌ في قمة بيروت العربية والذي بدأ بافكار سمو الامير عبد الله ولي عهد المملكة العربية السعودية. تم تبناه مؤتمر القمة العربية في بيروت بالاجماع الكامل.

لهذه الاسباب جميعاً، لا تجد حقيقة في فلسطين اية رؤية مختلفة، اية رؤية تستعد لتقديم تنازل في هذه الحدود الواضحة والتي نعتبرها حقيقةً تشكل تضحية للشعب، لانه في النهاية الضفة الغربية وغزة بما فيها القدس الشرقية هي تمثل 22% من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 48. ولذلك عندما يقول الشعب الفلسطيني وقيادته انه لا قبول بسنتميتر واحد اقل، معنى ذلك ان افكار شارون حول الدولة المسخ مرفوضة، حول سور العزل العنصري الذي يتلوى كالثعبان في بطن الضفة الغربية كما قال "الرئيس بوش" فهو مرفوض. بقاء الاستيطان امر مرفوض، العزل الى كنتونات امر مرفوض. وفي رفضنا لا نحتاج للشعر، ولانحتاج للمبالغة. هذا هو الشيء المعقول فلسطينياً وعربياً ودولياً. وما قدم من تضحيات عبر قرن من الزمان، اضافة الى 3000 شهيد والى 40000 جريح الذين سقطوا في السنوات الثلاثة الماضية نقول ان لا حل ادنى من ذلك.

عندما اتت خريطة الطريق تبنت ذلك تماماً وارجو ان اكون واضحاً، فخريطة الطريق لا يتمنى أحد فشلها، نريدها ان تنجح، ولا يوجد انسان في فلسطين الا ويتمنى لـ خريطة الطريق ان تنفذ بالكامل ولكننا نعتقد ان إسرائيل ستفعل كل ما هو ممكن لافشالها. ولا نقول نعتمد على إسرائيل في افشالها لان هذا كلام خاطىء. نحن نريدها ان تنجح. ارجو ان اكون واضحاً. ولكننا سنقاوم محاولات إسرائيل افشالها. سنفعل كل ما نسنطيع من تحرك عربي، وتحرك دولي لكي نفشل المحاولات الإسرائيلية لتدمير خريطة الطريق. والسبب في ذلك اننا نعتقد ان خريطة الطريق هي الافضل مما عرض علينا منذ عام 1967 حتى الآن. هي ان خريطة الطريق تتكون من ثلاثة اجزاء.

الجزء الاول: هو المرجعية، والمرجعية في خريطة الطريق هي قرار 242 و338 و 1397 من مجلس الامن الذي ينص على دول فلسطينية مستقلة ومقررات مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية، لا يوجد افضل من ذلك والحد المطلوب او نهاية خريطة الطريق هي دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية كاملة الاستقلال والحرية والسيادة، تنهي الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وسوريا الذي بدأ في عام 1967.

يعني حرف ال" The" الساقط من قرار 242 موجود في خريطة الطريق..
Ending The occupation** ,The territories.*
Occupalion او Territories وبعد ذلك نبحث عن حرف "الف لام" فيقولوا لنا "الف الام" في بطن الشاعر. لا، خريطة الطريق تنص على انهاء الــ"احتلال" الذي بدأ عام 67 على فلسطين وسوريا ولبنان وحل كافة المشكلات العالقة وعلى رأسها مشكلة اللاجئين. فلذلك نحن عندما نقول نريد تنفيذ خريطة الطريق نعني ما نقول استناداً الى مرجعيتها واستناداً الى اهدافها النهائية. الان بين المرجعية والاهداف النهائية خريطة الطريق تتضمن مراحل.

المرحلة الاولى: هي انهاء الاحتلال الجديد الذي حدث بعد 28 ايلول سبتمبر عام 2000 اي بعد انطلاقة الانتفاضة وفكفكة المستوطنات التي بنيت بعد الانتفاضة وانسحاب القوات الإسرائيلية وانهاء الحواجز. وانهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وتحرير الأسرى. هذه هي المرحلة الاولى.

والمطلوب منا في هذه المرحلة هو الوقف الكامل لكل العمليات العسكرية ضد الاسرائيليين كما هو مطلوب

* إنهاء الـ "إحتلال"
** الـ "أراضي"


منهم وقف العمليات ضدنا. ولكن المطلوب فيها ايضا وهو عقدة المنشار، هو انهاء الوجود المستقل
للتنظيمات المسلحة اكتفاءً بجيش فلسطيني واحد في دولة فلسطينية واحدة وانهاء وجود الميليشيات المستقلة.

المرحلة الثانية: هي مرحلة المؤتمر الدولي وفكفكة المستوطنات التي اقيمت منذ عام 67 في المناطق التي تقطع الوجود المستمر الفلسطيني وتخلق انفصالاً جغرافياً كاملاً بين الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 67.

واقامة دولة ذات حدود مؤقتة تقوم بالتفاوض على انهاء الاحتلال وقيام الدولة المستقلة قبل شهر حزيران عام 2005. وبالتالي نحن نتحدث عن اقل من سنتين. من المفروض ان تنجز خريطة الطريق خلالهم.

بطبيعة الحال خريطة الطريق انشأت بالاضافة الى ذلك كله ما لم يكن موجوداً في اوسلو او غيرها، وان كان وجد في لبنان بعد تفاهمات نيسان، الا وهو لجنة الرقابة التي انشات في لبنان بعد تفاهمات نيسان. وهذه اللجنة هي لجنة دولية مفروض ان تراقب على الأرض وان تبلغ نتيجة رقابتها للجنة الرباعية المكونة من امريكا واوروبا وروسيا والامم المتحدة. وبالتالي تحقق في هذه الخريطة لاول مرة تواجد دولي على الأرض وتواجد دولي في القرار ومؤتمرين دوليين قبل نهاية عام 2003 الحالي.

طبعاً السؤال الذي يتبادر الى الذهن... هل ذلك ممكن التحقيق؟ كل هذا الكلام جميل وافضل مئة مرة من مدريد وافضل مئة مرة من اوسلو. اوسلو لم يكن فيها دولة فلسطينية. كانت تتضمن مفاوضات نهائية تستند الى قرار 242. وايضا مفاوضات مدريد وحتى لا نعطي حجماً لمفاوضات مدريد، فهي عملياً تم فيها استبعاد وفد ترأسه فلسطين مستقل وبالاصرار على وفد اردني ترأسه الاردن، واستبعد سكان القدس عن هذا الوفد وأبعد كل فلسطينيي الخارج عن هذا الوفد، ومنع اي شخص ينتمي الى منظمة التحرير الفلسطينية من المشاركة في الوفد الى مدريد. وفي مدريد حقيقة لم يتكرس الا قرار 242 الذي يبقى حتى الان يحتاج الى تفسير والى توضيح لمدى الأرض التي يشملها.
لماذا قبلنا خارطة الطريق؟

ليس فقط لانها فقط تحوي عناصر غير موجودة في اي اتفاق اخر ولكن لأنه بدا انه من الممكن تطبيقها. وسبب التطبيق يعود الى ثلاثة عناصر رئيسية:-
العنصر الاول:- ما فعلته الانتفاضة، لانه حقيقة يسأل الناس، بعد ثلاثة آلاف شهيد، هل استفدتم شيئا من هذه الانتفاضة؟! الاحتلال زاد بدل ان ينقص! الاحتلال تكثف بدل ان يتقلص المعاناة زادت بدل ان تنقص. فماذا استفدتم من الانتفاضة؟!
بدون شك انه لولا الانتفاضة لما اتت هذه العناصر التي اسميها جديدة على كل الاتفاقات السابقة. ولولا الانتفاضة ما تم في امريكا لأول مرة الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.

يمكن لبعضكم ان لا يدرك الفارق لاول وهلة بين دولة فلسطين ودولة فلسطينية. لان دولة فلسطينية يمكن ان تقام في المنفى اسمها فلسطينية لان من ينشأها هم فلسطينيون. ولكن دولة فلسطين هي دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية. وكلينتون بالرغم من اقترابة الشديد من الموقف الفلسطيني نسبياًً قبل كامب ديفيد وبعدها، الا انه لم ينطق في حياته كلمة فلسطين.

خاصة كنت دائماً من أجل اغاظة السيدة اولبريت لانها كانت متشددة في عدم استخدام كلمة فلسطين فكنت استخدم كلمة فلسطين عشرة مرات في الدقيقة الواحدة مثل: أنا اتٍ من فلسطين، الجو في فلسطين جيد، الناس في فلسطين يقولون كذا.... ماذا اقول؟ يعني اقول الجو في الأراضي التي تحكمها السلطة الفلسطينية والواقعة تحت الحكم الذاتي المؤقت الذي صدر بناء على اتفاق اوسلو!!.؟

هذا اسمها الاصلي، وانت اسمك اميركية ولست "ولاياتية متحدية". وبالتالي ايضاً نحن فلسطينيون على ارض فلسطين.
الاعتراف بفلسطين ودولة فلسطين وانهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 67 لم يكن ممكناً لولا الانتفاضة.
العنصر الثاني: الاستعداد الشعبي الفلسطيني والإسرائيلي بعد معاناة طويلة الى العودة الى مفاوضات تأتي بنتيجة.
بالنسبة لنا استقلالاً كاملاً وبالنسبة لهم اماناً كاملاً. طبعاً نحن نريد اماناً ايضا لكن هم دائماً حاجتهم الى الامان وتذكرهم للمحرقة والهولوكوست امر اصبح جزءاً من التعبير الحياتي الإسرائيلي.

والاستعداد للعودة الى السلام هو امر ايضا كان من نتاج الانتفاضة.

العنصر الثالث: أوضاع دولية، لعل جزءً منها هو فشل الاميركان في تحقيق السلام في المنطقة بالرغم من انتصارهم في الحرب. فالمشاهد للعراق يُدرك ذلك دون ان نحتاج الى تفصيل، يمكن لك بقوة هائلة ان تحقق النصر في الحرب ولكنك لا تستطيع بالقوة الهائلة ان تحقق السلام الذي يحتاج الى قبول الشعب به وتقريره لمصيره، ولذلك أنا اعتقد ان الظروف الدولية ايضا: هناك اجماع على ضرورة الحل العادل القائم على هذه الاسس.

وبالرغم من ذلك وبالرغم من هذه الاسباب الثلاثة الجوهرية والتي ترتب عليها تغيير لا بأس به في الموقف الامريكي، الا ان، هذه الحكومة الإسرائيلية بالذات هي اشد الحكومات اليمينية تطرفاً في تاريخ اسرائيل ولها اكبر اغلبية في تاريخ إسرائيل لأية حكومة في الكنيست الإسرائيلي الحالي. ولذلك فهذه الحكومة لا تريد خريطة الطريق ولا تريد الانسحاب من كل الأرض الفلسطينية بدليل بناءها لسور العزل العنصري الذي يتلوى كالثعبان في بطن الضفة الغربية كما قال بوش.

هذا كله دليل على ان هذه الحكومة لا تريد سلاماً... واغتيالاتها في نابلس كانت لتفجير الهدنة...اغتيالها بالامس في الخليل لتفجير الهدنة ومماطلتها بالافراج عن الأسرى لتفجير الهدنة، ومماطلتها في تسليم المدن بعد مدينتي غزة وبيت لحم لتفجير الهدنة.... فنحن امام حكومة علناً تقول أنا لا اريد هذه الخريطة. ولا اريد نتائجها وعلينا ان نصر على هذه الخريطة لانها في مصلحتنا وعلينا ان نعمل كل الجهد الدولي من أجل استمرار الضغط العالي لتحقيق دور الرباعي ولجنة المراقبة على الأرض وللضغط الحثيث والمستمر على إسرائيل من أجل الانصياع لهذه الخريطة ولاهدافها المعلنة والتي شرحناها لكم.

هل هذا ممكن؟ يعني الان يتحول دوري من سياسي الى منجم، قد يكون ممكناً وقد لا يكون ولكن هذا الشعب الذي دفع 3000 شهيدا خلال سنتين يستطيع ان يصبر شهرين وسنتين من أجل ان يرى ما إذاكانت هناك فرصاً حقيقية للضغط على إسرائيل من أجل تحقيق الحرية لهذا الشعب وانهاء الاحتلال.

ذلك يتطلب عملاً عربياً مشتركاً صحيح ان العراق واحتلال العراق هدّ الكتف العربي. هدّ اكتافنا ايضا. ولا شك بان هناك 400 الف جندي في المنطقة، ولا شك ان هناك اوضاعاً مختلفة في هذا العالم، ولا شك انه هناك اوضاعاً عربية ايضا تعاني من القهر والضعف. ولكن هذا لا يكفي اعتذاراً من عدم بذل الجهد. وأنا اعتقد ان اللقاء الثلاتي الاخير الذي تم في القاهرة بين مصر والسعودية وسوريا هو امر جيد. حتى رومنسياً يذكّرنا بمحاولات الشهيد الراحل جمال عبد الناصر في بدايات انطلاقة العمل العربي، يذكرنا بكل المحاولات الايجابية التي يقودها هذا الثالوث العربي لاستنهاض الهمم العربية. هذا الثالوث العربي يتطلب ثالوثاً اخر... ثالوث الذين مازالت اراضيهم محتلة. ثالوث الذين مازلوا يعانون من الاحتلال الإسرائيلي: فلسطين ولبنان وسوريا. نحن الثلاثة يجب ان ننسق في كل شيء ويجب الا يقودنا الى صراع المسارات. او يقودنا الى غياب التنسيق ويجب علينا ان نقود شعوبنا الى المزيد من التناغم والمزيد من التطبيع الحقيقي. والمزيد من التنسيق ولذلك أنا هنا وسأكون غداً في دمشق.

لذلك نحن سنواصل العمل من أجل توحد العمل العربي بثالوث القوة العربية وبثالوث النضال العربي في وجه الاحتلال الإسرائيلي. ثالوثين يلتقيان من أجل اعادة اللحمة واعادة القوة للعمل العربي المشترك في التنسيق من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا.

هل ذلك كل ماجئت من اجله؟! لا، طبعا، وهناك مشكلة حقيقية يعاني منها شعبنا في لبنان، ولذلك فانه من غير الممكن على اي انسان ان يتناسى هذه المشكلة ولا اعقتد انها تغيب عن عقول الجزء الاكبر من ابناء شعبنا اللبناني ان لم يكن كل ابناء شعبنا اللبناني.

هذا الشعب الحبيب الى القلب الذي احتضن الشعب الفلسطيني والذي قدم من التضحيات والشهداء من أجل فلسطين اكثر من اي شعب عربي قاطبة. ليس ممكناً انه بعد هذه الفترة الطويلة من الاحتضان والنضال المشترك ان يظل الشعب الفلسطيني يعاني في مخيمات اللجوء في لبنان، يعاني من عدم قدرته على بناء غرفة صغيرة لابناءه وبناته الذين كبروا وتزوجوا وانجبوا. ليس ممكناً ان يبقى الفلسطيني في لبنان لا يجد عملاً ولا يجد فرصة من أجل حياة كريمة له ولابناءه، ليس ممكناً ان يعامل الفلسطيني في لبنان بأقل مما يعامل به اي اجنبي اخر يأتي الى هذا البلد المضياف، وليس ممكناً ان يستمر الوضع الفلسطيني في قلق على حياته وعلى مستقبله ومصيره.

ولأ نُهي هذا القلق يجب ان يُفصل بين الوضع السياسي والوضع الانساني.

في الوضع السياسي نحن لا نرى حلاً لابناء شعبنا في لبنان الا العودة الى وطنهم. ولا يوجد حل سياسي اخر. فالعودة الى الوطن هي عودة اكيدة... الان وحتى اكون واضحاً.

العودة الى الوطن تشمل العودة الى الدولة الفلسطينية المستقلة وتشمل العودة الى المدن الفلسطينية الموجودة في إسرائيل وبالتالي سواء عاد الانسان الى حيفا وعاد الانسان الى نابلس... فعودته الى وطنه اكيدة، لانه لا يوجد اي قيد على عودته الى دولته المستقلة تحت العلم الفلسطيني.

والمشكلة الوحيدة التي بحاجة الى تفاوض هو ان يعود اسرائيلياً شأنه شأن عرب إسرائيل الحاليين الى الجليل او الى مناطق اخرى اصبحت الان جزء من إسرائيل.

فالتفاوض سيكون حول هذا الجزء وليس حول العودة الى الدولة الفلسطينية.
كل الفلسطينيين لهم موقع في غزة والقدس ونابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية وكل مدن فلسطين التاريخية الموجودة الان في الضفة الغربية وغزة.

ما نحن بصدد التفاوض عليه او استكمال التفاوض الذي تم في طابا، هو حق من اراد العودة الى إسرائيل وليس الى الدولة الفلسطينية لان بيته وحقله ومدينته تقع في الجزء الذي اصبح تابعاً لاسرائيل.

في مفاوضات طابا التي جرت في آخر يناير عام 2001 أقر الاسرائيليون حق العودة استناداً الى القرار 194 وقالوا ان حق العودة يمكن ان يمارس في اربعة اشكال.

حق العودة الى الدولة الفلسطينية يمارس بدون قيود، حق العودة الى اراضٍ في إسرائيل تضم الى الأراضي الفلسطينية، وتبنى عليها مدن تصبح جزء من الدولة الفلسطينية وانما هي اصلاً جزء من إسرائيل. عودة بلا حدود، العودة بناء على جمع الشمل هي عودة بلا حدود. العودة الى المدن والقرى الفلسطينية الان في إسرائيل والتي نريد تفاوضاً عليها، على الاعداد والازمان والمراحل والى غير ذلك.

تعويض إسرائيل هو خلافاً لقرار 194، لأن 194 يقول العودة او التعويض لمن لا يرغب بالعودة. لكن نحن اتفقنا معهم على ان التعويض هو للجميع سواء عادوا او لم يعودوا لانهم عانوا مدة خمسين سنة وإسرائيل اخذت ممتلكاتهم. فالتعويض للجميع وهناك فرق بين التعويض والتأهيل. فالتعويض هو عن الضرر اما التأهيل هو كل من يريد العودة سواء لفلسطين او لإسرائيل. نحتاج الى بند جديد ونحتاج الى حقل جديد وفرص عمل جديدة. هذه ستأتي من المعونة الدولية. اما التعويض عما اخذته إسرائيل او عن المعاناة هو مسوؤلية اسرائيلية اعترفت إسرائيل بها في مفاوضات طابا.
لذلك أنا اقول: لم يعد حق العودة شيئاً هلامياً ولم يعد شيئا خرافياً فهو جزء لا يتجزاء من مشروع السلام العربي الذي اصبح مرجعية قرار خريطة الطريق وهو جزء اقره الاسرائيليون في مفاوضاتنا على احقيته من حيث الهدف ويكون التفاوض على جزء من التطبيق وهذا يختلف تماماً عن موقفهم السابق الذي كان يرفض المبدأ وليس التطبيق. كانوا يقولون حتى كامب ديفيد هؤلاء خرجوا بارادتهم وكل الحروب يترتب عنها مثل هذا، وبادلناهم بـ500 الف يهودياً مغربياً ويمنياً وعراقياً. هذه المقولة انتهت في مفاوضاتنا في طابا هذا هو الوضع بشكل عام.

اريد ان اطمئنكم عن الأخ أبو عمار، هو صحيح في سجن منذ سنة وثمانية اشهر لكنه يضل أبداً البطل الوطني والتاريخي للشعب الفلسطيني والرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني، وهو يعاني من الحصار الإسرائيلي كما يعاني كل الشعب الفلسطيني، ويتحمل قدَرَهُ من هذا المنطلق انني اقود شعباً محاصراً فانا مستعد ان اتحمل الحصار. هو والأخ أبو مازن في اللجنة المركزية لحركة "فتح" منذ اربعين سنة يعملان سوياً، ينطلقان من نفس المبادىء ومتفقان على نفس الاهداف. لاخلاف بالاستراتيجية ولا في التكتيك.

هناك احيانا خلافات حول بعض القرارات لكن تبقى من خلال العائلة ومن خلال الاسرة الفلسطينية والفتحاوية. اطمئنكم شعبكم صامد. وشعب فلسطين لايزال في كل رؤيتة القومية العربية ولم ينسى ولن ينسى دوره العربي. المعاناة كبيرة والضغط شديد لكن يا جبل ما يهزك ريح والأمل في المستقبل.

ورداً على سؤال إذاكان ما ورد في خطاب بوش حول الدولة اليهودية يعتبر الغاء لقرار 194 ان ذلك يعتبر اسكمالاً لوعد بلفور 194.

أجاب الدكتور شعث، بان قرار 194 يستند اصلاً الى قرار 181 بتحديد الدولتين،لأن قرار 181 يسميها دولة يهودية، لأنه يقول التقسيم الى دولة عربية ودولة يهودية ولا يقول دولة إسرائيل وبالتالي قرار 181 الذي استند اليه قرار 194 هو يسميها دولة يهودية، ولا دولة علمانية ولا دولة مسيحية ولا شيء آخر. ولذلك نحن نفهم بأنها كدولة يهودية سقطت من حيث ان غالبية سكانها يهود، ولكن فيها الآن مليون و 400 الف فلسطيني عربي مسلم ومسيحي وفيها الآن 600 الف روسي سوفياتي – مسيحين ومسلمين وفيها 50 الف فلاشا – احباش مسلمون ومسيحيون وبالتالي مسألة هويتها النهائية يحددها المستقبل.
اما استخدام كلمة دولة يهودية فهو يعود الى قرار 181 وعدم استخدام القرارات الأخرى الحقيقة ربما يعود الى تاريخ الحل القائم على نتائج حرب 67 وليس على نتائج حرب 48.

القضية الوحيدة التي تعود دائماً الى عام 48 هي قضية اللاجئين فانا اذكر في كامب ديفيد . أنا كنت فاتح سيرك اسمه حرب الـ 48.
كل اللجان كانت تتحدث عن حرب 67 وانا كنت اتحدث عن حرب 48، اصلاً القضية بدأت قبل قبل الـ 48.
في كامب ديفيد كنت اعمل مداخلة يومية تستمر من الصباح وحتى الليل حول مسؤولية الصهاينة الاسرائيليين عن قضية اللاجئين. لم نترك بنداً في التاريخ عن قضية اللاجئين لم نعد اليه بشكل لم يستطيعوا نفيه . لأن إسرائيل خططت لطرد الشعب الفلسطيني وإسرائيل. قامت بطرد الشعب الفلسطيني والادلة كلها موجودة الآن ولم يعد هناك شيئاً خافياً.
لكن عندما نتحدث عن الأرض الآن، دعونا نكون واضحين ، لا أحد يتكلم الآن إلا عن الأرض التي احتلت عام 1967. سوريا لا تتحدث الا عن الأرض التي احتلت عام 67.. لبنان نفس الشيء.. قرار 242 يتحدث عن الأرض التي احتلت عام 1967 ولذلك فانا اقول الآن الحل السلمي الذي نتحدث عنه يُنهى إذازال الاحتلال الذي بدأ عام 67 ومع ذلك مرجعية 194 ما زالت مرجعية مهمة لأن قضية اللاجئين تعود اليه.

مرجعية 181 هذا بديل غير ممكن للاسف، ولنكن واضحين.
ان نعود الآن للارض التي احتلت في التقسيم اصبح غير ممكن. الشرعية الدولية التي نريد الاستناد اليها الآن تُقر بقرار 242 وبكل نتائجه وبالتالي القرارات التي اشرت اليها في تقرير المصير وبحق الشعب الفلسطيني الغير قابل للتصرف.. كلها الحقيقة داخلة في ما نتحدث عنه، وكلها موجودة في القرارات 1397 بما فيها دولة فلسطينية.
الشيء الوحيد الذي لا نستطيع العودة اليه هو ارض اكثر من الأرض التي احتلت عام 67 .. الله غالب.

وحول المسألة الكويتية او الخلاف الفلسطيني الكويتي الذي ظهر مؤخراً وحول رفض الكويت لاستقبال رئيس الوزراء الفلسطيني أبو مازن...

قال الدكتور شعث: هذه قضية طويلة وقد سعينا دائماً للمصالحة مع الكويت.. منذ الغزو العراقي للكويت وهو كان غزواً ظالماً .. غزو العراق للكويت 90 -91 كان غزواً ظالماً وكان جريمة ان يرتكب أخ عربي ما فعله النظام العراقي في وقتها بالكويت.. ليست جريمة احتلال فقط... جريمة نهب.. لم يبق شيئاً في الكويت لم ينهبوه.. اي أخ يعتدي على اخيه ويعمل به هكذا !! مصيبة كبرى.

لكن نحن، حاولت منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت أن تلعب دوراً للمصالحة من منطلق انه إذاكنا نصالح اعداءنا الاسرائيليين لاخراجهم من اراضينا فمن الاولى ان يصطلح الاشقاء لتمكين الارادة العربية من اخراج الجيش العراقي من الكويت وعودته الى شعبه. هذا كان الموقف الفلسطيني . هذا الموقف الفلسطيني اصابه الكثير من الاشكاليات في التعبير احياناً.. ولا اريد العودة الى التاريخ الآن. ولكن مع ذلك سعينا سعياً دائماً للمصالحة مع الكويت وتلقيت 3 دعوات من الدكتور محمد الصباح وزير الخارجية ومن الشيخ صباح الاحمد الصباح اثناء لقاءاتنا المختلفة في الجامعة العربية، وكانوا دائماً كريمين وكانوا دائماً ودودين..

ولكن كل دعوة لم يصحبها تحديد موعد، وعندما كنا نطلب موعد لم نجد فرصة لتحديد موعد.. حتى تم تحديد الموعد الأخير. الموعد الاخير ابلغ رسمياً من السفارة الكويتية في عمان ومن السفارة الكويتية في لندن ولم يطلب منا وانا اقولها امام العلن، لم يطلب منا رسمياً إلا من هم اعضاء الوفد، اسماؤهم ، ارقام وثائق سفرهم، رقم الطائرة، وموعد الوصول ولم يطلب منا شيئاً آخر.. لم يطلب منا بيان مشترك. لم يطلب منا شرط.. فاذا في اليوم التالي مباشرة نُبلغ من خلال السفارتين نفسهم انهم يعتذرون .. ولم نبلغ عن سبب الإعتذار . فكان ردنا الاول للناس محاولة عدم تصعيد المشكلة.. ربما هناك مشكلة في المواعيد للاشقاء الكويتيين .. نتقبل بكل صدر رحب ومرة ثانية نزورهم .. فاذا الاخبار تخرج في الكويت ان السبب انه نحن رفضنا الإعتذار عن أخطاءنا في عام 1990.. أخطاءنا بحق نظام انتهى..

العراق كله انتهى المشكلة حقيقة لم تطرح علينا.. هناك بيان اتى به صحافي فلسطيني في الاردن اقترحه علينا وهذا البيان ليس فيه اعتذار عن 1990 وانما مقاربة بالاعتراف بالحكومة العراقية الجديدة .. نحن لا نستطيع الاعتراف بالحكومة الجديدة وكل الامة العربية لم تعترف بها., العالم والشرعية الدولية لم تعترف بها.. الجامعة العربية طلبت التعاون معها وليس الاعتراف بها. الى ان تصبح هناك انتخابات.. هذا هو ولا يوجد سبب آخر.

لو سؤلنا الآن هل انتم اخطأتم عام 1991 .. نعم اخطأنا عام 1991. هل الرجوع عن الخطأ فضيلة .. نعم الرجوع عن الخطأ فضيلة.. هل كان الهجوم على الكويت عادلاً ام ظالماً؟ ظالماً مئة بالمئة.. ولكن يجب ان نتخطى هذه المشكلة .. يجب ان نذهب الى مرحلة اكبر.. واكثر من ذلك سألوني هل انتم ذاهبون لطلب شيء ..لا شيء. لأن الكويت للأمانة يدفع ما عليه من استحقاقات الجامعة العربية، الكويت تدفع ونحن لسنا ذاهبون لطلب شيء. الكويت يجمع تبرعات شعبيه ساهمت في بناء قرى فلسطينية والكويت لم يتأخر حتى في عز القطيعة بيننا وبينهم عن الدفع والمساعدة مرة واحدة وعن أخذ موقف ضد التطبيع في المؤتمرات الدولية. فلا يوجد سبب.. حقيقة لا يوجد سبب.
أنا افهم ان هناك اسباب داخلية.. اوكي.. في ناس في الكويت لا يريدون رؤيتنا.. ولذلك لم نضغط على اشقاءنا وعندما يكونوا جاهزين لاستقبالنا.. نكون سعداء دائماً.

ورداً على سؤال حول إذاما تم بحث أوضاع الفلسطينيين في لبنان مع المسؤولين اللبنانيين.

أجاب شعث:نعم.. نعم كيف يمكن لفلسطيني ان يزور لبنان وان لا يتحدث عن أوضاع الفلسطينيين في لبنان.

وحول قضية نزع أسلحة فصائل المقاومة الوارد في خريطة الطريق وعما إذاكانت زيارته الى دمشق تندرج في هذا السياق.
أجاب شعث. هذا هو الجزء الوحيد من خريطة الطريق الذي لا نستطيع تنفيذه وقلنا للإسرائيليين وللامريكان، نحن لا نستطيع تنفيذ ذلك. نحن لا نستطيع ان ننفذ شيئاً قسراً على ابناء الشعب الفلسطيني وللمناكفه، قلت للإسرائيليين تفضلوا وانزعوا سلاح المستوطنين.. إذاكانت حكومة إسرائيل قادرة على نزع سلاح المستوطنين .. الذي يغتالوا به في الشوارع ويقتلوا به الفلسطينيين في حقولهم.. تعالوا اطلبوا منا ان ننزع أسلحة الميليشيا الفلسطينية.

الأخ أبو مازن منذ لقائه الاول مع بوش ومع شارون قال بكل وضوح . نحن ملتزمون بتحقيق الهدوء والسكينة ووقف المواجهة.. لكن كيف نحققها .. اتركوها لنا.. الافضل ان نحققها بالمصالحة، الافضل ان نحققها بالاتفاق..

وكلام أبو مازن كان يمكن ان يُلقى جانباً لولا مفاجئتهم الانتفاضة. يعني نحن اتفقنا على هدنة واشهد بالله ان حماس والجهاد نفذا هذه الهدنة بحذافيرها دون غلطة واحدة.. الغلط كان يأتي من "فتح" .

هذه ليست دعاية، فمن يلتزم بالقتال ويقاتل بمصداقية، إذا التزم بالهدنة يجب ان يلتزم بها بمصداقية.. ولكن كتائب شهداء الاقصى التي هي اصلها كلها من "فتح" هي ليست كتيبة واحدة وليست تنظيماً واحداً ، وهي ليست تنظيماً رسمياً معترف به من قبل حركة "فتح" ولكن الذين يقومون بذلك هم فتحاويون .. وخلية في طول كرم، وخلية في قلقيلية وخلية في الخليل وبالتالي من الصعب ضبطها كما تضبط حماس.. حماس تنظيم حديدي .. خلص، قال لا يعني لا، لا يوجد مناكفه. ومنافسه وعبارات انشائية تقال لقيادة حماس عن الفداء والتضحية، خلص اسكت، فيسكت.

لكن إسرائيل عملت كل جهدها لتفكيك هذا الالتزام ونحن قلنا هذا الكلام لبوش وقلناه لشارون من اليوم الاول.. اوقفوا الاغتيالات وقفاً كاملاً .. اليوم الذي تعودون فيها للاغتيالات فنحن لا نضمن .. لذلك فالتجاوز الذي صدر من حماس بعدما قتلوا أربعة شهداء في نابلس.. ومع ذلك لملمنا الامور.. طلعوا بعمليتين الأخوان وتمت لملمة الامور. وامس كان اللقاء بين موفاز ودحلان فالى حد كبير تم لملمة الامور.

لكن وقع إغتيال الخليل امس والله اعلم ونحن نحاول بكل جهدنا..
المسألة ليست مسألة انتقام .. فالشعب ليس في المعركة من أجل انتقام شخصي، وكارثة إذاكنا نفكر بهذه الطريقة.. لا ليس من أجل الانتقام، اين مصلحة العمل الفلسطيني؟ وما الفرق بين الهدنة واللاهدنة،؟ نحن في اللاهدنة كنا ضربة منهم وضربة منا.
الهدنة معناها الصمود الى ان نتتهي الهدنة او الى ان نتفق فلسطينياً على انهاء الهدنة.

نحن نريد لهذه الهدنة ان تستمر – الهدنة تفشيل لاسرائيل. والصبر والصمود المطلوبين كما صبر الانسان على 3000 شهيد نصبر على شهيدين الى ان نتحقق انه لا يوجد امل .. ولكن نحن نقول انه لا يزال هناك امل ولا زال هناك فائدة ، ورجاء وامكانية.

- حول العلاقات مع سوريا
قال الدكتور شعث : الحقيقة انني قد زرت دمشق اربعة مرات للتحضير لزيارة الأخ أبو عمار لدمشق، والحقيقة ان الذي افشل هذه الزيارة كانت احداث 11 ايلول 2001، لأنه كان من المفروض ان يصل أبو عمار الى دمشق يوم 12 ايلول، أنا وصلت يوم 10 للتحضير للزيارة. وجاءت احداث ايلول، والتي خلقت قدراً عالياً جداً من المخاطرة اذ لا أحد يعرف الى اين ستؤدي هذه الاحداث. لذلك طلب الاشقاء السوريون تأجيل الزيارة.

وجرى بعدها ما جرى . لذلك فانا ذاهب الى اشقائي، ذاهب الى اخواني في سوريا وهم يرحبون بذلك وأنا متأكد اننا سنسعى الى ترتيب زيارة للاخ أبو مازن الى سوريا ولبنان والى مزيد من التقارب ، لأن الثالوث الفلسطيني اللبناني السوري مهم جداً للثلاثي السوري السعودي المصري.


- وحول مدى الضغوط الاميركية وجديتها على إسرائيل وخاصة مع اقتراب بدء حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية.

قال الدكتور شعث: هناك مفارقة غريبة جداً والمفارقة هي الآتي. لا شك ان المقاومة التي يبديها الشعب العراقي الآن ضد الاحتلال هي أمر مفرح لكل انسان عربي يريد للعراق ان يتحرر، لكن المفارقة ان هذه المقاومة اضعفت جورج بوش داخل الولايات المتحدة الامريكية ولذلك اذكر انه عندما رأينا جورج بوش لأول مرة قال ان الانتخابات على حذائي، أنا لا يهمني انتخابات وأنا امتلك اغلبية الآن لدى الرأي العام الامريكي، 85% ولا تهمني الانتخابات.
لكن الوضع الآن مختلف، فقد هبطت شعبيته من 85% الى 52- 53% نتيجة لحرب العراق ايضاً ونتيجة للوضع الاقتصادي الذي اسقط والده بعد انتصاره في حرب الخليج في عام 1990.

لذلك أنا قلت التنبؤ يدخل الانسان الى حي المنجمين.
لأن ذلك يعتمد على ما سيحصل للاقتصاد الاميركي وعلى ما الذي سيحدث في العراق، وما الذي سيحل على صعيد العلاقات الاميركية الاوروبية وما الذي سيجري داخل إسرائيل.
فالمناضل دائماً يقول أنا مستعد للصمود والنضال ولكن إذافتح باب السلام فاهلاً وسهلاً وإذااغلق باب السلام فنحن نستمر في صمودنا. حتى الآن الاميركيون مهتمون وعندما ذهبنا الى واشنطن فتحت لنا كل الابواب، وكل القيادات الاميركية، كل قيادات الكونغرس ، كل الوزراء.. القيادات اليهودية في امريكا، القيادات المسيحية بما فيها المسيحيين المتعصبين.. الصهاينة المغالين.

اقول ان ما سمعناه منهم، هو ان هناك تصميم وقالوا انهم سيواصلون العمل من أجل تحقيق كامل لخريطة الطريق ولما يسميه بوش الرؤية ، رؤية بوش لدولة فلسطينية تنهي الاحتلال الإسرائيلي.. نحن علينا ان ندفع باستمرار .. ندفع باستمرار فإذاكان هناك باب يمكن فتحه سنستمر في طرقه.
اصدقاءنا لا ننساهم ويمكن انكم رأيتم خلال الشهر الماضي أنا ذهبت الى الصين والى تركيا والى هنغاريا وخاطبت 25 وزير خارجية اوروبية في بروكسل وذهبت الى ايطاليا عند برلسكوني وجعلته يصرح الى جانبي بأنه سيعود للقاء أبو عمار في رام الله ... ونحن نتحرك ونحن لسنا متوقفين على حركة امريكية. فنحن نسعى في كل الاتجاهات..

ان صدقوا عال وهذا معناه ان امريكا ستستمر خطوة خطوة. والمعيار هو الاسبوع القادم. يعني لو لم يحصل تصعيد واخواننا ضغطوا على انفسهم قليلاً، كان من المفروض ان يسلمونا اربعة مدن جديدة .فإن سلموهم فذلك يعني وجود تقدم.
ومن المفروض ان ينجح الاميركيون في ايقاف بناء السور تماماً داخل الأرض الفلسطينية.. فإذاارادوا بناءه فليبنوه في إسرائيل.

- وحول مسألة اعتقال أبو العباس من قبل الاميركيين .

قال الدكتور شعث: ان الأخ أبو مازن طرح الموضوع مع الاميركيين وبالاضافة الى أبو العباس هناك ثلاث مسؤولين فلسطينيين اعتقلوا في السفارة الفلسطينية في بغداد اوصلنا المسألة الى الرئيس بوش وفي لقاءاتنا المستمرة مع المسؤولين الامريكيين ايضا طرحنا قضية المناضل الاسير مروان البرغوثي والمناضل عبد الرحيم ملوح وغيرهم من المناضلين الذين لا يعتبرون انفسهم اهم من 7000 آلاف أسير فلسطيني ولكن نحن اوليناهم اهتماماً خاصة لصفتهم القيادية ونحن نعمل من أجل تحرير الأخ أبو العباس وكل الاخوان.

وحول حظوظ الدور الأوروبي في مقابل إحتكار الولايات المتحدة لخريطة الطريق ، وحول إستمرار حصار الرئيس ياسر عرفات.

قال الدكتور شعث: أولاً ليس لاميركا ولإسرائيل حق تعيين من يمثل فلسطين، ويجب ان نكون واضحين، أن الأخ أبو عمار هو الذي اختار الأخ أبو مازن وكان هناك بدائل اخرى عديدة من الداخل والخارج. والأخ أبو مازن عندما عُرض اسمه، عُرض أولاً على المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يمثل المجلس الوطني في غيابه والذي اجتمع مرتين في رام الله واعتمد ترشيح الأخ أبو مازن. وقبل ذلك اقرته اللجنة المركزية كونه ممثلاً لحركة "فتح" وبعد ذلك اقرته اللجنة التنفيذية، ثم عُرض على المجلس التشريعي المنتخب واخذ الثقة من هذا المجلس، لا أحد يفرض علينا، ولكن هناك من فرض علينا عزل الأخ أبو عمار وهو عملياً في سجن وهذا الوضع مفروض على كل قرية ومدينة فلسطينية ونحن نعمل يومياً من أجل انهائه، في كل لقاء اقوم به او يقوم به الأخ أبو مازن ، وكلمتنا الاولى هي حول الأخ أبو عمار وحرية الحركة.
في زيارتي لاوروبا استطعت ان اغير قرار هنغاريا والدول الثمانية في وسط وشرق اوروبا الذين كانوا قد استجابوا لفترة للمطلب الإسرائيلي بعدم لقاء الأخ أبو عمار فأعلنوا عودتهم عن هذا القرار واستعدادهم للقاء الأخ أبو عمار وكذلك السيد برلسكوني الذي زار إسرائيل ولم يقابل أحداً من الجانب الفلسطيني والآن عاد الى الالتزام بالضغط من أجل انهاء عزل الأخ أبو عمار. ونحن نحاول باستمرار. وكم هي قدرة اروروبا وروسيا على الضغط وعلى الاداء.. أنا لا اعتقد بالابيض والاسود في هذا المجال.. لأن الناس عندهم اما ابيض اما اسود.. اما اوروبا وروسيا اصبحوا لا يمتلكون اي قدرة ويجب ان نرميهم ونتركهم.. ليست القصة هكذا فاوروبا هي حليف حقيقي ودائم للشعب الفلسطيني ولم تغير موقفها منذ مؤتمر فينسيا عام 1980 وبالتالي هي صديقة من جميع النواحي.

أوروبا تدفع سنوياً للشعب الفلسطيني بين 600 الى 800 مليون دولار.. يمكن بدونها كنا دفعنا الى المجاعة. الآن الدول العربية كلها متوقفة عن العطاء ما عدا السعودية للأمانة، الباقون دفعوا الدفعة الاولى في قمة القاهرة، والجزء الاول من قمة بيروت، لكن الوحيدة المستمرة الآن هي السعودية التي تدفع 5ر7 مليون دولار شهرياً لشعب اقتصاده كله منتهك ومضروب ومدمر من قبل السلطات الإسرائيلية، فاروبا تقف الى جانبنا وكل قرارات الامم المتحدة تقف أوروبا الى جانبها.

لذلك فنحن بحاجة الى صيانة هذه العلاقة . كم يمكن لهذه القارة ان تكون قادرة على الضغط على إسرائيل بوجود اميركا. هناك حدود لما تستطيع وخصوصاً بعد ما حدث في العراق.

وضعت المانيا وفرنسا اللتان وقفنا ضد حرب العراق، في خانة المربع الاسود بالنسبة لامريكا. ورأيتم بالامس فقد اتفق الاميركان والبريطانيون مع القذافي على دفع 7ر2 مليار دولار على لوكربي، احتج الفرنسيون، وباول هدد دوفيلبان علناً يجب ان نقدر ان الاصدقاء وقفوا معنا بقدر امكاناتهم. وعلينا ان لا ندير ظهرنا لهم. نستمر في العمل معهم لكي ندفعهم في اللحظة المناسبة الى اعطاءنا ما يمكن.

- ورداً على سؤال حول صحة المعلومات عن مبادلة المناضل مروان البرغوثي بالجاسوس الإسرائيلي عزام عزام المعتقل في مصر.

أجاب الدكتور شعث: في مبادلة الأسرى مقابل جنود في الطرف الآخر هي امر مُقر في كل الاعراف الدولية. واصلاً هذا حصل في لبنان هنا.. الأسرى الذين اخذناهم في لبنان بادلناهم بــ 3000 اسير. واستخدام كلمة الجاسوس تبدو كأنها لتبشيع المشكلة، لا، مبادلة الأسرى امر مُقر في القانون الدولي ويمكن اننا لو طالبنا مصر في قضية عزام عزام كان يمكن لنا ان نطلب 2000 اسير وليس فقط مروان البرغوثي.. لكن مصر لا تريد.. لأن مصر تعتقد انه في القانون المصري صدر قراراً على هذا الرجل ولذلك لا تريد ان تبادله بأحد وخصوصاً عندما زادت وقاحة شارون عندما قال انه إذالم تطلق مصر سراح عزام عزام فلن يكون لها دور في عملية السلام .. يا سلام.

لذلك مصر لا تريد اذن نحن نحترم ذلك.

- ورداً على سؤال متعلق بتوقيت "فتح" مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية رسمياً في لبنان.

أجاب الدكتور شعث: ان هذا أحد العناصر المهمة ليس في لبنان فقط بل في لبنان وسوريا.. حتى الآن حقيقة لا يوجد سفارة لدولة فلسطين مع ان لبنان وسوريا يعترفان بدولة فلسطين.. لاسفارة لدولة فلسطين في بيروت ولا سفارة لفلسطين في دمشق. وهما البلدين العربين الوحيدين الذي لا يوجد فيهما سفارة لدولة فلسطين.
لذلك فالمشكلة بحاجة الى حل وانشاء الله بيصير الحل.

التعليقات