31/10/2010 - 11:02

هنية في مؤتمر الدفاع عن حق العودة: الجميع داخل م.ت.ف على أسس وطنية تحقق التقارب السياسي

"الواقع يؤكد أن الصغار الذين عُول عليهم أن ينسوا بعد موت الكبار وان يندمجوا، هم الذين فجروا الانتفاضتين، ومازالوا في الميدان يتمسكون بالأرض والمقدسات وحق العودة"..

هنية في مؤتمر الدفاع عن حق العودة: الجميع داخل م.ت.ف على أسس وطنية تحقق التقارب السياسي
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، يوم أمس الجمعة، أن المشروع الاحتلالي وبعد 58 عاماً من النكبة في مرحلة تراجع وتقهقر في ركائزه الأساسية، وأن المشروع الفلسطيني العربي والإسلامي هو الذي يشهد مرحلة صعود مستمرة ولو بشكل بطيء.

وشدد خلال مشاركته في المؤتمر الفكري والسياسي للدفاع عن حق العودة الذي نظمه مساء أمس التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة في مركز رشاد الشوا بغزة، وبمشاركة حشد واسع من الفعاليات السياسية والجماهيرية وقادة الأحزاب والقوى والمدافعين عن حق العودة، " على أهمية حق العودة ورفضه لكافة المشاريع التصفوية لقضية اللاجئين ومسح الذاكرة الفلسطينية.

وقال: "إن الاحتلال راهن على أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، إلا أن الواقع يؤكد أن الصغار الذين عُول عليهم أن ينسوا وان يندمجوا هم الذين فجروا الانتفاضتين، ومازالوا في الميدان يتمسكون بالأرض والمقدسات وحق العودة".

وأشاد بالفلسطينيين الذين عاشوا في أراضي عام 1948 والذين يبلغ عددهم حوالي مليون فلسطيني ويتمسكون بحق العودة.

قال هنية إن الحكومة الفلسطينية تطالب بالإسراع في تطبيق تفاهم القاهرة والإسراع في تطوير وبناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة القوى مثل حماس والجهاد الإسلامي.

وأكد حرصه أن يكون الجميع داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية تحقق التقارب السياسي.

وتابع: ندعم كل حوار فلسطيني - فلسطيني على أساس التحضير الجيد حتى نخرج بنتائج وثمار إيجابية، لأن شعبنا مل الحوارات التظاهرية ويحتاج إلى حوار معمق.

وأكد الحاجة لأن يتناول الحوار المعمق كل شيء، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني والتي مثلت وتمثل الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لا خيار له سوى الحوار المعمق، مؤكداً أهمية التجهيز للحوار حتى يخرج حواراً مثمراً يرقى إلى مستوى ومتطلبات الشعب الفلسطيني.

وأدان هنية الحصار الذي تفرضه بعض الأطراف خارج الأرض المحتلة على الشعب الفلسطيني لمعاقبته على خياره الديمقراطي، مشيراً إلى أن الهدف من الحصار هو دفع الحكومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات سياسية.

وحذر رئيس الوزراء من محاولات إظهار وكأن المشكلة فلسطينية فلسطينية، مؤكداً أن المشكلة هي في المحتل الذي يرفض الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني. وقال: إذا كانوا يتصورون أن الشعب الفلسطيني والحكومة يمكن أن تقدم تنازلات فهم واهمون. وأضاف: لن نقدم أية تنازلات تمس بالحقوق والثوابت الفلسطينية.

وأضاف: إن ذلك لا يعني إننا دعاة حرب وقلب طاولة في المنطقة، مؤكداً التطلع نحو إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين والإفراج عن الأسرى.

وحول الصدامات المسلحة في قطاع غزة قال هنية: إن الأحداث التي وقعت في غزة آلمتنا كثيراً لأن دماء الشباب هي دمائنا جميعاً. وقال إن السلاح كان يجب أن لا يوجه إلى الصدر الفلسطيني، مؤكداً الحاجة لأن يكون هناك انزلاق نحو احتكاك تؤول إلى حوار ساخن بالسلاح.

وأضاف: كانت الصدامات شيئاً محزناً ومست إشراقه الوجه الفلسطيني. وأشاد بالتحرك الذي قامت به حركتا فتح وحماس من أجل حقن الدماء، مؤكداً أن الاجتماع ما زال متواصلاً بين الحركتين رغم أن هناك أحداث هنا وهناك.

وشدد على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وعلى التماسك ورص الصفوف وحماية الدم الفلسطيني، مؤكداً الحاجة لأن لا يصوب السلاح الفلسطيني إلى الصدر الفلسطيني لأن ميدان السلاح معروف. وتعهد بأن تشكل الحكومة السياج الواقي لحماية الوحدة الوطنية لأنها صمام الأمان.

من جهته عبر زكريا الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة اللاجئين عن أمله أن يخرج المؤتمر بتوصيات تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة غير القابلة للتصرف وفي القلب حقه في العودة طبقا للقرار 194.

وقال يأتي هذا المؤتمر اليوم في فترة زاخرة بالأحداث المترابطة بمأساة اللجوء والتشريد التي لحقت بشعبينا الفلسطيني عام 48، ويتجسد ذلك في التنكر الإسرائيلي لحقوق شعبنا المشروعة والإسناد الأمريكي حسبما أعلن الرئيس الأمريكي في رسالة الضمانات الأمريكية لشارون، وإسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإعطاء الشرعية للاستيطان الإسرائيلي، وأكدت على دعم الإدارة الأمريكية لخطة شارون أحادية الجانب في الضفة الغربية والذي يباشر في تنفيذها الآن رئيس الحكومة الجديد اولمرت.

وأكد الآغا أن مواصلة بناء الجدار وتوسيع الاستيطان وهدم البيوت واستمرار التطهير العرقي يعيد إلى الأذهان مشاهد النكبة عام 48.

وقال انه بالرغم ما أصاب شعبنا من مآسي وويلات إلا انه ظل صامدا في مواجهة كافة المؤامرات التي تهدف إلى طمس قضيته العدالة وتذويب شخصيته الوطنية، ولقد أثبت شعبنا انه لم ينس ارض الآباء والأجداد ولم ولن ينسى حقه المشروع في العودة وهذا الحق الذي تتوارثه الأجيال حيلا بعد جيل ومن اجله خاض شعبنا مسيرة النضال الطويل .

وقال الآغا إن الظروف الحالية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني من حصار جائر على الصعيد السياسي والاقتصادي والمالي منذ ثلاثة أشهر، عقابا له على خياره الديمقراطي من قبل حكومة الاحتلال والدول الأخرى، لن ينال من عزيمتنا وصمودنا فهذا الحصار هو امتداد للعدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا.

وأضاف إن مواجهة العدوان والخروج من الحصار الجائر يتطلب منا صوغ إستراتيجية فلسطينية جديدة تنطلق على الصعيد الفلسطيني في الوطن والشتات وتركز على توفير كل متطلبات الصمود في مواجهة العدوان المتواصل، والحذر من المخاطر الكامنة في خطة أولمرت والتي هي امتداد لخطة شارون أحادية الجانب ولكافة المشاريع والمخططات الرامية إلى إسقاط حق العودة والسعي لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير.

من ناحيته شدد عبد الله الحوراني منسق التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة أن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية ولا فلسطين دون حق العودة ولا أي قضية تساوي هذه القضية.

وأكد أن كل الضغوط التي يتعرض لها اليوم الشعب الفلسطيني سواء كانت اقتصادية أو سياسية فإنها تستهدف أن تنسي هذه الشعب قضية حق العودة، وجره إلى القضايا الثانوية.

وشدد انه لا يمكن أن يخدع الشعب الفلسطيني ببضع دراهم أو دويلة صغيرة على أن ينسى قضيته الأهم ألا وهي حق العودة، مؤكدا انه لن يكون هناك سلام في المنطقة وإنهاء للصراع دون عودة اللاجئين إلى أرضهم التي هجروا منها.

وأشار إلى أن أول طلب إسرائيلي للرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفلسطيني محمود عباس هو إلغاء حق العودة، مشيرا إلى المؤتمر اليهودي الذي يعقد سنويا في هرتسيليا من اجل أن لا يكون هناك عودة.

وحذر من المؤامرات التي تحاك ضد حق العودة والتي يقودها فلسطينيون وبعض من القيادة الفلسطينية سواء من خلال الرسائل التي يرسلونها للإسرائيليين أو الجلوس المباشر معهم، داعيا للتصدي لهؤلاء الذين وصفهم بالمتآمرين.

وانتقد الحوراني التراجع في الخطاب السياسي الرسمي الفلسطيني عن حق العودة والتأكيد على قضايا تؤثر على حق العودة وتغيبه عن الذاكرة الفلسطينية والذاكرة العربية. وطالب قيادة منظمة التحرير عدم التراجع عن الخطاب السياسي حول موضوع حق العودة، كما أشار إلى أن المبادرة العربية لم تتطرق لحق العودة بل لحل حول موضوع حق العودة.

وتخلل افتتاح المؤتمر كلمات مقروءة وأخرى مسجلة للأسرى، ولفلسطيني الثمانية والأربعين ولفلسطيني الشتات، أكدوا في مجملها على حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا عنها وان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع، وهي في قضية سياسية وليس إنسانية، محذرين من مخاطر المشاريع التي تستهدف إسقاط هذه القضية كما قام المشاركون في افتتاح المؤتمر وفي مقدمتهم هنية والآغا بالتوجه إلى النصب التذكاري للجندي المجهول ووضع إكليل من الورد على ضريح الجندي المجهول.

التعليقات