19/11/2010 - 19:47

الولايات المتّحدة "تسحق" جهود الفلسطينيين في الحصول على عضويّة دولة بالأمم المتّحدة

الولايات المتحدة أشارت في اعتراضها إلى أن التغيير الذي يطالب به الجانب الفلسطيني على وضعه، شمل عنصرا جديدا، وبالتالي لم يكن هذا رفضا كاملا، وإنما محاولة لتأجيل النقاش

الولايات المتّحدة

بعيدا عن أعين وسائل الاعلام، يحاول المسؤولون الفلسطينيون دفع برنامج إقامة دولتهم بوسائل بسيطة ورمزية، وهي لا تلقى اهتماما من أغلب المسؤولين في وكالات الأمم المتحدة.

لكن حتى في تلك الساحات الهامشية بجهاز الأمم المتحدة المترامي الأطراف، واجهت جهودهم تعطيلا من الولايات المتحدة العازمة على عدم إظهار أي ميل ولو بسيط تجاه الفلسطينيين، في الوقت الذي تسعى فيه للقيام بدور الوسيط النزيه في محادثات السلام المتعثرة بينهم وبين الاسرائيل.

ويشتبه كثير من الاسرائيليين في أن الرئيس باراك أوباما، عازم على إقامة دولة فلسطينية بأي ثمن، لكن يعتقد المسؤولون في رام الله أنه غير جاد بشأن إقامة الدولة كما يقول.

وقال سليمان زهيري، عضو الوفد الفلسطيني الذي شارك الشهر الماضي في اجتماع بالمكسيك للاتحاد الدولي للاتصالات، إن الفلسطينيين كان بوسعهم اللجوء إلى الاقتراع والحصول على ما يرغبون فيه.

وقدم زهيري مذكرة كان من شأنها أن تضمن للفلسطينيين حقوق دولة عضو بالاتحاد، وبعد شهور من الاستعدادات الدبلوماسية حصلوا على دعم نحو 50 دولة، وكان الاقتراح في طريقه للحصول على الموافقة بتأييد 40 دولة أخرى.

وبين الزهيري أيضًا أن الوفد الفلسطيني طالب بمنح الفلسطينيين حقوق وامتيازات دولة دون أن يكونوا دولة عضوا بالفعل، وقال إنه لا يهتم بالتوصيف الذي يمكن منحه للفلسطينيين بقدر اهتمامه بحصولهم على كل حقوق الدولة العضو، إلا أن الولايات المتحدة اعترضت على الخطوات الفلسطينية  تلك، وتراجع الفلسطينيون خشية عواقب الاخلال بالتوازن الذي لم يدل زهيري بتفاصيل بشأنه.

ولم يصدر تعليق من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن هذه الرواية، لكن الاعتراضات الأمريكية تنسجم مع سياسة متبعة منذ فترة طويلة تعامل الفلسطينيين على أنهم ليسوا أكثر من عضو مراقب بالأمم المتحدة.

هذا ويأمل الفلسطينيون في الحصول على المزيد من الدّعم الأممي للتصريح علنا عن إقامة دولتهم والاعتراف فيها دولة عضوا بالأمم المتحدة، كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان حادا في التعبير عن خيبة أمله حول هذا الموضوع.

وفي كلمة ألقاها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني كان محمود عباس صريحا في التعبير عن احباطه إزاء النهج الأمريكي، وركز على معارضة واشنطن لفكرة سعي الفلسطينيين للحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لإقامة دولتهم.

وذكر عباس أوباما بأن إقامة الدولة الفلسطينية وعد ودين في رقبته ويجب أن يتحقق، غير أنه سعى للتهوين من حجم التوقعات عندما قال إن الدعم الأمريكي للدولة الفلسطينية لا يزال أسير مرحلة الشعارات.

ويوضح جورج ميتشل، مبعوث أوباما لعملية السلام في كل زيارة إلى المنطقة، أن واشنطن تعول على امتناع الفلسطينيين وإسرائيل عن القيام بأي تحركات من جانب واحد قد تضر بالمفاوضات بشأن القضايا الأساسية، ويشمل هذا محاولات الفلسطينيين للدفع ببرامج عمل دبلوماسية من جانب واحد.

ووفقا لرويترز، صرح مسؤولون فلسطينيون بأنه حتى الخطوات الصغيرة داخل الوكالات المغمورة التابعة للأمم المتحدة، يتم سحقها بزعم أنها يمكن أن تضر بسياسة المسار المزدوج المتوازنة بشكل دقيق.

الولايات المتّحدة عطّلت حصول الفلسطينيين على عضويّة في اليونيسكو لحفظ آثارهم

وعندما قام الفلسطينيون في سبتمبر/أيلول بأولى محاولاتهم للحصول على العضوية الكاملة بلجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث يمكن للدول السعي لاستعادة الآثار، كان ممثل الفلسطينيين حمدان طه، يأمل في استغلال الهيئة للسعي لاستعادة عشرات الآلاف من القطع الفنية التي انتزعها الاحتلال الاسرائيلي.

وقال طه إن الاقتراح كان من شأنه أن يسمح للفلسطينيين والفاتيكان اللذين يتمتعان بوضع مراقب بالتصرف على أنها دولة عضو، وأضاف أن ممثل الولايات المتحدة هو الذي عارض المقترح وحده.

وتابع يقول إن الولايات المتحدة أشارت في اعتراضها إلى أن التغيير الذي يطالب به الجانب الفلسطيني على وضعه، شمل عنصرا جديدا، وبالتالي لم يكن هذا رفضا كاملا، وإنما محاولة لتأجيل النقاش.

وقال طه إنه تم إبلاغ الوفد الفلسطيني بأن الولايات المتحدة عارضت التعديل خشية أن يقوض محاولات واشنطن لإحياء محادثات السلام.

التعليقات