10/12/2011 - 13:35

اتساع دائرة التضامن مع النواب المقدسيين؛ وفد التجمع يزور خيمة الاعتصام

خيمة الاعتصام تستضيف المقرر الخاص لحق حرية التعبير في الأمم المتحدة والسفير السويسري والسفير المصري لدى السلطة الفلسطينية

اتساع دائرة التضامن مع النواب المقدسيين؛ وفد التجمع يزور خيمة الاعتصام
استقبل النائب محمد طوطح والوزير السابق خالد أبوعرفة، يوم أمس الجمعة، وفد حزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة النائب جمال زحالقة رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع، والنائبة حنين زعبي وعضو المكتب السياسي للتجمع د. محمود محارب، وعضو اللجنة المركزية المحامي إياد رابي، وسكرتير الكتلة البرلمانية موسى ذياب.
 
وأفاد بيان صادر عن النائبين المقدسيين المهددين بالإبعاد أن الوفد الزائر استمع لتوضيح من الوزير السابق خالد أبوعرفة حول طبيعة التهديدات التي وجهتها شرطة الإحتلال للنائب طوطح والمهندس أبوعرفة، حيث أشعرتهما الشرطة أنّ عليهما تسليم نفسيهما خلال 48 ساعة وإلا فإنهما يتحملان مسؤولية التداعيات حسب زعم الشرطة الإسرائيلية.
 
وأضاف أبوعرفة أن هذا الإشعار قد جاء في أعقاب إبعاد النائب أحمد عطون إلى رام الله حيث لم تكن هناك أية ردود فعلية تثني سلطات الإحتلال عن الاستمرار في اعتداءاتها على المقدسيين.
 
من جهتهما أعرب النائبان زحالقة وزعبي عن تفاؤلهما إزاء تفاعل الرأي العام مع النواب المقدسيين، وخاصة ما صدر عن السفيرين المصري ياسر عثمان والسويسري رولاند ستينينجر، وكذلك اللقاء مع المقرر الخاص لحق التعبير عن الرأي في مجلس حقوق الإنسان السيد فرانك لارو.
 
وتدارس الوفد الزائر مع المهندس أبوعرفة طبيعة الاتصالات الجارية مع السلطة الفلسطينية وباقي المؤسسات ذات العلاقة، ودور القاعدة الشعبية في حماية المقدسيين وخيام الرباط المنتشرة في المدينة المقدسة. من جهة أخرى سلط الحضور الضوء على تداعيات الثورات في الإقليم العربي، حيث أكد الدكتور محمود محارب على أهمية الدور المصري للمرحلة المقبلة فيما يتعلق بالفلسطينيين.
 
 
وعلى صلة أعرب الشيخ عكرمة صبري، أمام حشد من المصلين أتوا للصلاة في خيمة الاعتصام، عن استنكاره الشديد لتهديدات الشرطة الإسرائيلية، وحذر من تفاقم الأوضاع في المدينة المقدسة كنتيجة للهجمة المسعورة التي يقودها الاحتلال ضد كل ما هو مقدسي.
 
كما استعرض في خطبته الانتهاكات في باب المغاربة حيث تنوي سلطات الاحتلال هدم الجسر، والتخطيط لمصادرة الجبل بين العيسوية والطور لصالح إقامة حديقة توراتية، والانتهاكات أسفل جنوب الأقصى المبارك وحوله.
 
وأكد الشيخ صبري على خطورة سياسة الإبعاد التي تنتهجها سلطات الإحتلال تجاه المقدسيين عامة وتجاه الشخصيات السياسية والقيادية خاصة. وحث المقدسيين على استمرار النضال والدفاع عن القدس والمقدسات بكل غال ونفيس إلى حين زوال الإحتلال.
 
 
طوطح وأبوعرفة يجتمعون مع فرانك لارو المقرر الخاص لحق حرية التعبير في الأمم المتحدة
 
وكان قد استقبل النائب طوطح والوزير السابق أبوعرفة صباح الجمعة في خيمة النواب فرانك لارو المقرر الخاص لحق حرية التعبير في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والوفد المرافق له. وكان في استقبال الضيف السيد زكريا عودة مدير الإئتلاف الأهلي والسيد زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الديمقراطية والإقتصادية والأستاذ فادي القواسمي عضو طاقم المحامين للنواب المقدسيين.
 
وأطلع النائب محمد طوطح فرانك لارو على مجمل الانتهاكات التي تعرض لها المقدسيون وممثلوهم الشرعيون منذ انعقاد الإنتخابات الفلسطينية في العام 2006 من اعتقالات وإرهاب وإبعاد على خلفية التعبير عن آرائهم التي يعتقدونها. كما كشف طوطح للضيف الزائر مدى تقصير المؤسسات الدولية وعلى الأخص الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام بان كي مون الذي لم يرد حتى هذه الساعة على رسائل ومطالب النواب المقدسيين والوزير السابق منذ سحبت سلطات الإحتلال إقاماتهم فعلياً وشرعت في اعتقالهم وإبعادهم.
 
وجاء أن فرانك لارو أبدى إعجاباً كبيراً بأسلوب دفاع النواب عن أنفسهم وعن المقدسيين، وقال إن ما تقومون به عمل شجاع وأنا أشجعكم عليه.
 
ومن جهته فقد أكد أبوعرفة على أنّ الصدمات التي يتلقاها المقدسيون من سلطات الاحتلال متوقعة ومتفهمة كونها تصدر عن احتلال فاسد وبغيض، ولكن الصدمات غير المتفهمة ناتجة عن مواقف الأمم المتحدة والمنظومة الدولية ممثلة بالرباعية، والذين تنصلوا من حقوق الفلسطينيين ورفضوا قبول نتائج الديمقراطية التي اختاروها، ثم ساهموا بحصار الشعب الفلسطيني وبرروا للاحتلال همجيته ونازيته.
 
وقد أكد كل من السيدين زكريا عودة وزياد الحموري أمام الضيف الزائر على حقوق المقدسيين الواجب احترامها من قبل مؤسسات الأمم المتحدة فعلياً وليس مجرد بالقول.
 
أما محامي النواب الأستاذ فادي القواسمي فقد تحدث عن قضية سحب اقامة النواب من الناحية القانونية وماهية الادعاءات الاسرائيلية في هذه القضية وكيفية مخالفة هذه الادعاءات للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الاسرائيلي.
 
وأحاط الضيف علما بكافة الاجراءات القانونية التي تم القيام بها من أجل الاعتراض على القرار الإسرائيلي ووضعه في صورة آخر التطورات القانونية في هذه القضية.
 
كما تحدث القواسمي عن تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة لحق حرية التعبير حيث يقوم الكنيست الإسرائيلي بدعم من الحكومة الإسرائيلية بعمل قوانين من أجل الحد من حق حرية التعبير؛ منها مشروع القانون الذي يستهدف مؤسسات حقوق الإنسان الذي يحد من قدرتها الحصول على دعم من دول أجنبية وذلك من أجل الحد من قدرتها في التعبير عن رفضها لخروقات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال، وكذلك تعديل قانون التشهير الإسرائيلي الذي يسمح لكل من تم التشهير به بالحصول على تعويضات بقيمة 300 ألف شيكل بدون إثبات حصول أي ضرر.
 
 
خيمة النواب تستقبل السفير السويسري رولاند ستينينجر
 
إلى ذلك، زار السفير السويسري رولاند ستينيجر بصور عاجلة، الجمعة، خيمة النواب، حيث أعرب عن قلقه على النائب طوطح والوزير السابق أبوعرفة والنائبين المعتقلين أحمد عطون ومحمد أبوطير، وألمح السفير أن زيارته تأتي في أعقاب اتصالات دولية وربما مصرية على وجه الخصوص، تنديداً بقيام الشرطة الإسرائيلية بإمهال النائب طوطح والوزير أبوعرفة 48 ساعة لتسليم نفسيهما.
 
وقد أطلع النائب طوطح السفير رولاند على آخر المستجدات في أعقاب قرار المحكمة العليا الطلب من وزير الداخلية الإسرائيلي بيان الأسباب التي منعته من إرجاع الإقامات للسادة النواب، وأمهلته تسعين يوماً لبيان أسباب مقنعة، خاصة وأن القانون، يقول قرار العليا، لا يعطي وزير الداخلية أية صلاحية في سحب الإقامات بدعوى عدم ولاء النواب لدولة إسرائيل، ولا أية ادعاءات أخرى. وأضاف طوطح أن الشرطة الإسرائيلية قامت قبل ذلك بأيام بخطف النائب عطون من ساحة مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر، ثم أبعدته إلى رام الله بعد اعتقال دام شهرين ونصف، وها هي تهدد النائبين نفسيهما خلال يومين.
 
من جهته أعرب السفير رولاند من جهته عن أسف شديد لما تفعله سلطات الإحتلال، خاصة في مدينة القدس، وفي وجه التحديد خلال الأشهر الأخيرة. وقد تعهد ببذل المستطاع في أن تقوم حكومته التي نقل موقفها المتعاطف مع المقدسيين ممثلين بالنواب بمنع أية تداعيات مؤسفة من قبل السلطات الإسرائيلية.
 
 
زيارة بالغة الأهمية للسفير المصري ياسر عثمان
 
كما استقبل النائبان المقدسيان في خيمة الاعتصام، الجمعة، السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان والوفد المرافق له، حيث أطلعهما على الموقف المصري الرافض بشدة لاعتقالهما والمساس بحريتهما الشخصية.
 
وأكد عثمان على أن وزير الخارجية المصري قد شرع باتصالات مكثفة بالعديد من الوزراء والسفراء المعنيين بالشأن الفلسطيني، وحثهما بالضغط السريع على الإسرائيليين ليوقفوا اعتداءاتهم على المقدسيين عامة وعلى النواب خاصة. ووصف هذه الاعتداءات بالجرائم الإنسانية.
 
من جهتهما فقد شكر أبوعرفة وطوطح جهود مصر الشقيقة ومواقف السفير إلى جانب حق الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة في أن يعيشوا كرماء أعزاء في بلادهم ومقدساتهم. كما شكرا السفير على زيارته وتضامنه مع النائب المبعد أحمد عطون، حيث زاره واطمأن عليه في مكتب النواب في رام الله.
 
 
إلى ذلك، سلم النائب المقدسيان، الخميس، محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني رسالة خاصة للرئيس محمود عباس شرحا فيها التهديدات التي تلقياها من ضباط الشرطة الإسرائيلية بلزوم تسليم نفسيهما خلال 48 ساعة.
 
 وأكدا في الرسالة على أنهما رفضا هذا التهديد وأغلقا الهاتف في وجه ضباط الشرطة بعدما أكدا لهم أنهما لن يسلما نفسيهما، وأنهما سيستمران في الإعتصام حتى آخر دقيقة ممكنة. وحذرا كذلك من خطورة إبعادهما، بعدما تم إبعاد النائب المقدسي أحمد عطون قبل يومين، وحيث أنّ سلطات الإحتلال كانت قد هددت بإبعاد المئات من الشخصيات المقدسية فور انتهائها من إبعاد النواب والوزير السابق.
 
من جهة أخرى استقبل طوطح وأبوعرفة سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري والدكتور عطا الله حنا والأستاذ حاتم عبد القادر الذين رفضوا التهديدات الإسرائيلية.
 
 
 

التعليقات