18/05/2013 - 17:21

وفاة شاعر الثورة الفلسطينية ومنشدها "أبو عرب"

ولد أبو عرب في قرية الشجرة قضاء طبرية في فلسطين سنة 1931، وتنقل من لبنان إلى سوريا وتونس ومخيمات الشتات في العالم. استشهد والده عام 1948 خلال اجتياح القوات الاسرائيلية لفلسطين، واستشهد نجله عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.

وفاة شاعر الثورة الفلسطينية  ومنشدها

توفي، اليوم السبت، شاعر الثورة الفلسطينية، إبراهيم محمد صالح (أبو عرب)، في دولة الامارات العربية المتحدة حيث كان يتلقى العلاج.
وأكد تلفزيون فلسطين نقلا عن مراسلته في لبنان نبأ وفاة شاعر الثورة.


ولد أبو عرب في قرية الشجرة قضاء طبرية في فلسطين سنة 1931، وتنقل من لبنان إلى سوريا وتونس ومخيمات الشتات في العالم.
استشهد والده عام 1948 خلال اجتياح القوات الاسرائيلية لفلسطين، واستشهد نجله عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.


وشهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني والتي كرس لها جده أشعاره كافة للإشادة بالثورة ولتشجيع أفرادها، ولتحريض الشعب ضد المحتل البريطاني.

وكان ابو عرب قد زار قلسطين في العام الماضي ودخل الى قريته السجرة "تهريبا" بعد أن تبخرت احلامه في دخولها فاتحا، وسلم الراية للأجيال القادمة" وكان ل"عرب 48" معه هذا اللقاء الذي نعيد نشره بهذه المناسبة الحزينة.

في زيارته لفلسطين: أبو عرب لم يجد توتة الدار
عــ48ـرب/ ربيع عيد
تاريخ النشر: 20/04/2012 - آخر تحديث: 00:59

- أبو عرب في قريته الشجرة  -

في عامه الثمانين يتحقق حُلم الشاعر الشعبي والمغني الفلسطيني، أبو عرب بزيارة مسقط رأسه، فلسطين، بعد أربعة وستين عاما من عمر النكبة، ممارسا حق العودة لأيام معدودة في قريته الشجرة التي عاش فيها طفولته، ليقبل ثرى فلسطين بشغف، ويلتقي بأهله وأحبائه. 

 

 

 
 موقع عــ48ـرب شارك "شاعر الثورة الفلسطينية" جزء من هذه اللحظات.
 
"يا توتة الدار صبرك ع الزمان ان جار... لا بد ما نعود مهما طول المشوار" غنّاها أبو عرب في كل مكان كما غنّى للتين والخروب والمرار والعكوب، للفدائي والبندقية للشهيد والأسير، والثورة والحرية، فصاحب "هدي يا بحر هدي" زار هذا الأسبوع "الأرض اللي ربتنا" ، زار قريته الشجرة لأول مرة منذ أن هُجر منها ولوحق كونه ابن قرية من القرى المغضوب عليها عند اليهود آنذاك كون قرى الشجرة ولوبية وعرب الصبيح أبدوا مقاومة شديدة في وجه العصابات الصهيونية وأوقعوا خسائر كبيرة في جندهم.
 
التقينا بأبو عرب في بيت السيد واصل طه رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يستضيفه في بيته بكفر كنا الذي لا يفرغ من جموع الأقارب والأصدقاء مستقبلين "مطرب الثورة الأول". 
 
أين توتة الدار؟
"المقاوم بالأغنية" مقاوم أيضا تقدم سنه، فلم ينفك خلال السهرة عن سرد القصص والحكايا، رغم نهاره المنهك والطويل خصوصا زيارته لقريته الشجرة الذي ما زال يذكر كل تفاصيلها وزواياها وكل بيوتها وأصحاب البيوت كما قال لنا مرافقوه الذين تفاجأوا منه فهو ليس فقط "الذاكرة الحية للتراث الغنائي الفلسطيني" بل ذاكرته ما زالت تحفظ خارطة فلسطين، حيث كان يساهم في تخطيط برنامج زيارته لليوم التالي وترتيب برنامج مسار القرى والمدن التي يود بزيارتها.
 
بكى "شاعر المخيمات" وتألم جدا في الشجرة، حزن لمشهد المنازل التي يغطيها العشب، وحزن أكثر عندما لم يجد "توتة الدار" التي حلم بها دائما كما قال لنا وغنى لها، فتوتة الدار لم تعد تحتمل جور الزمان، لقد شعر أبو عرب أنه تأخر عليها أو خذلها، فهو عندما خرج من فلسطين لم يتوقع أن يبقى خارجها كل هذه المدة. 
 
ماذا جلبت لنا المفاوضات؟
وتوتة الدار مثل العديد من معالم هذا الوطن التي ما زالت مرسومة في مخيلة اللاجئين، الكثير من هذه المعالم طُمست وتبدلت "كما تبدلنا عندما ابتعدنا عن الثورة" على حد قوله، فأبو عرب الذي عايش كل فترات الثورة الفلسطينية وكان أحد رموزها لا يؤمن بالمفاوضات ولا بما يُسمى العملية السلمية، يؤمن بالثورة والمقاومة لتحرير الأرض والانسان متسائلا "كم سنة ونحن نفاوض؟ ماذا جلبت لنا المفاوضات؟؟" مضيفا في نفس الوقت "لماذا ما زال يوجد لدينا أسرى في السجون حتى اليوم؟ المفروض قبل الشروع بالمفاوضات تحرير كافة الأسرى".
 
- في بيت السيد واصل طه -
 
"صوت الثورة" في عامه الثمانين لم يبخل علينا بصوته الذي يختزل في بحته الحنونة مسيرة شعب أقسم " بغزة وصفد واللد والأغوار"، فأنشد لنا "أطفالنا بحب الوطن.. رضعوا حليب المرجلة... لو طال ليلك يا زمن... لا بد صبحك ينجلي" فأنشدنا معه.
 
يحدثني ابو عرب عن تراجع الخط الغنائي الذي ينتهجه وانعدام أرضية حاضنة لهذا الخط عازيا الأمر لانكفاء الثورة الفلسطينية، الا انه يؤكد في كل مرة ينتفض فيها الشعب الفلسطيني ترى هذه الأغاني تعود وبزخم الى الشارع. 
 
فلسطين بدون حواجز
إلا أن أبو عرب وبالرغم من كل هذا تراه سعيدا جدا في فلسطين، ليس فقط لانه يزروها لأول مرة بعد عام 1948، بل لأنه وجد فيها شعبا قابضا على الجمر، محافظا على الذاكرة والمكان والهوية، ومتمسكا بالأرض، معتبرا أن الفلسطينيين في أراضي الـ48 هم الأمل لهذا الشعب.
 
ختم حديثه بالتمني أن تكون زيارته المقبلة دون تصاريح أو حواجز أو قيود، ومع كل اللاجئين، تركته ليستريح بعد يومه الأول في الوطن، فما زال أمامه يومين عليه أن يستغلهما ليزور أكثر ما يكون في فلسطين قبل أن ينتهي مدة تصريحه الزمنية ليعود الى الضفة الغربية من ثم الى سوريا.   
 
_______________________________________________________________________________________

 

التعليقات