12/09/2013 - 22:22

في الذكرى العشرين لأوسلو: حماس تدعو فتح لإسقاط الغطاء عن المفاوضات

وتدعو إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات التي وصفتها بالكارثية، والتأسيس لرؤية وطنية شاملة، وتؤكد على رفضها لمخططات التوطين وتجاهل حق العودة، وتوجه التحية للأسرى في سجون الاحتلال، وباقي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات والداخل الفلسطيني

في الذكرى العشرين لأوسلو: حماس تدعو فتح لإسقاط الغطاء عن المفاوضات

مساحة الاستيطان وأعداد المستوطنين تضاعفت منذ أوسلو

في الذكرى العشرين لاتفاق أوسلو، التي تصادف الثالث عشر من أيلول/سبتمبر، أصدرت حركة حماس بيانا دعت فيه حركة فتح إلى رفع الغطاء الذي أعطته للدخول في المفاوضات الأخيرة. كما دعت إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات التي وصفتها بالكارثية، والتأسيس لرؤية وطنية شاملة.

كما أكدت على رفضها لمخططات التوطين وتجاهل حق العودة، ووجهت التحية للأسرى في سجون الاحتلال، وباقي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات والداخل الفلسطيني. ودعت أيضا إلى فك الحصار المفروض على قطاع غزة.

وجاء في البيان، الذي وصل عــ48ـرب نسخة منه، إنه في الثالث عشر من شهر أيلول/ سبتمبر، قبل عشرين عاماً من اليوم، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو، الذي وصفته بالمشؤوم، وأنها "ضاربة بعرض الحائط الإجماع الوطني الفلسطيني، ومتجاهلة الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني في انتفاضته الأولى، والتي أجبرت الهالك رابين أن يحلم بيوم يبتلع البحر فيه غزة، بل ومحدثة شرخاً كبيراً في الوحدة الوطنية". بحسب البيان.

وأضاف البيان أن إسرائيل حصلت من خلال هذا الاتفاق على اعتراف صريح من قبل المنظمة بحقها الكامل في اغتصاب78% من أرض فلسطين التاريخية، بل وأن تجعل ما تبقى من مساحة للأرض في الضفة والقطاع قضية متنازعاً عليها، ولتستمر المفاوضات عشرين عاماً استثمرها المحتل في تغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية داخل الضفة والقدس، الأمر الذي يجعله يهيمن على أكثر من نصفها ما بين المستوطنات الكبرى والأغوار، والقدس والجدار حتى بات الحديث اليوم عن 9% فقط من أرض فلسطين التاريخية لإقامة ما يسمَّى بالدولة على بقع متناثرة من الأراضي الفلسطينية هي حصيلة ما تبقى من أرض.

وتابع البيان أنه رغم تنكر المحتل لكل الاتفاقيات التي تلت أوسلو، ورغم عملية تهويد القدس الممنهجة، ورغم إنكار حق عودة اللاجئين، واشتراط الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، فقد عادت السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات مرَّة أخرى. وقال البيان "عادت وهي أكثر التزاما بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا تترك فرصة لشعبنا للتعبير عن رأيه أو عن غضبه إزاء إجراءات الاحتلال وقمعه، بل وعمدت السلطة إلى عملية تعاون أمني خطير اعتقلت بموجبها الأحرار وقتلت وتعاونت مع المحتل على الاعتقال والقتل". بحسب البيان.

واعتبرت حركة حماس أن هناك كارثة سياسية يدبر لها في الأفق، "حيث تستقوي السلطة بالاحتلال والأمريكان وبعض الأنظمة العربية لإسكات صوت الشعب ولحصار غزة، وتشويه سمعة المقاومة حتى يتسنى لهم تصفية القضية الفلسطينية تحت شعار "ليس في الإمكان أفضل ممَّا كان)".

وقالت حركة حماس إن السلطة الفلسطينية تنصلت من استحقاقات المصالحة لتتفرغ للمفاوضات مع المحتل، وذلك استجابة لطلب رسمي من وزير الخارجية الأمريكي كيري كشرط أساسي لقبول السلطة طرفاً في هذه المفاوضات التي وصفتها بـ"الهزيلة".

وأكدت الحركة في ختام بيانها على أن:

"أولاً: إنَّ اتفاق أوسلو وما تلاه من الاتفاقيات اتفاقات باطلة، لأنَّ ما بني علي باطل فهو باطل، وشعبنا الفلسطيني لن يلتزم بما التزمت به المنظمة، ولن يعترف بأيّ نتائج تنتقص ذرة واحدة من تراب فلسطين أو مقدساتها أو حقوقه المشروعة؛

ثانياً: إنَّنا ندعو حركة فتح لرفع الغطاء الذي أعطته للدخول في المفاوضات الأخيرة والتي هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وعدم المراهنة على المتغيرات في المنطقة العربية، والجلوس للحوار الشامل على قاعدة استنقاذ المشروع الوطني من براثن التصفية والتطبيع مع الاحتلال، وعلى قاعدة الشراكة الكاملة في الدم والقرار والاعتراف بالآخر واحترام ثقله في الوطن؛

ثالثاً: ندعو الفصائل الوطنية والقوى الاجتماعية الفلسطينية إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات الكارثية والتأسيس لرؤية وطنية شاملة تقوم على التمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتحرير الأرض وعودة اللاجئين وتقرير المصير؛

رابعاً: ندعو الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لإسقاط مشروع التوطين، وتجاهل حق العودة، ونؤكّد أنَّ حق العودة حق مقدَّس يستحق أن تتوحّد عليه الجموع وأن تبذل من أجله الأرواح؛

خامساً: إنَّ القدس بشرقها وغربها بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى عربية فلسطينية، ونحذّر الاحتلال من مغبَّة التمادي فيما يقوم به من إجراءات إجرامية بحق القدس والمقدسات والمقدسيين، وستظل القدس عنوان الكرامة التي سننتزعها انتزاعاً بكل ما أوتينا من قوّة؛

سادساً: في الوقت الذي نستحضر فيه بطولات آلاف الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل تحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين، فإنّنا نتقدّم بالتحيّة للأسرى الأبطال خلف قضبان السجون الصهيونية الذين ينتظرون لحظة تحريرهم وإطلاق سراحهم، وإنّها قادمة وقريبة بحول الله؛

سابعاً: في ذكرى أوسلو الأسود نتقدّم بالتحية إلى أهلنا في الضفة الغربية القابضين على جمر المقاومة، وأهلنا في الشتات وأبطالنا في فلسطين المحتلة عام 1948، وندعو الجميع إلى الصُّمود والصَّبر والثبات حتى تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا؛

ثامناً: ندعو إلى رفع الحصار الظالم ونؤكّد للعالم أنَّ الحصار الذي يقتل المرضى والأطفال وصمة عار في جبين الإنسانية ولن ندفع ثمناً من ثوابتنا وحقوق شعبنا لرفعه، ولكن سندفع الأثمان من أرواحنا وقوت أولادنا على طريق العزَّة والكرامة والصمود والمقاومة.. وستبقى غزة الباسلة رمز العزَّة رغم كل أشكال الحصار". حسبما جاء في البيان.
 

التعليقات