06/09/2014 - 23:43

أبو مرزوق في حوار مطول؛ ينتقد عباس ويدعو لتشكيل حكومة وحدة

دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، موجها انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأعرب عن استغرابه لعدم قيام السلطة الفلسطينية بالانضمام لمعاهدة روما المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية.

 أبو مرزوق في حوار مطول؛ ينتقد عباس ويدعو لتشكيل حكومة وحدة

دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية،  موجها انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأعرب عن استغرابه من عدم قيام السلطة الفلسطينية بالانضمام لمعاهدة روما  المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية.

ودعا أبو مرزوق في مقابلة مطولة مع موقع "الرسالة نت" المقرب من حركة حماس، إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية،  قائلًا " إن حالة التخبط التي تعيشها الحكومة، هو دليل ضعفها والسبب وراء الكثير من الازمات".

وأشار إلى أن الكثير من الشخصيات الوطنية يعتقدون أن ضعف هذه الحكومة هو السبب الحقيقي في كل الأزمات الداخلية التي يشهدها الواقع الفلسطيني.

وطالب أبو مرزوق بضرورة تغيير حكومة التوافق إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم فعلًا على خدمة الناس دون تميز أو محاباه"، مشيرًا إلى أن قيادات بفتح تؤيد رؤية حركته بشأن حكومة التوافق.

وفيما يتعلق بقضية الرواتب التي تسبب المعاناة لما يزيد عن 250 ألف مواطن، كشف أبو مرزوق عن تواصل وزراء من حكومة التوافق معه، بشأن تحويل قيمة المنحة القطرية لحساب السلطة بغرض تحويلها لبنوك غزة وتقديم رواتب لموظفي غزة بالتوازي مع موظفي رام الله.

وقال أبو مرزوق "توافقنا ان يكون دفع الرواتب متزامنًا، وبعد فترة تبيّن أنه لا يوجد رأي واحد ولا طريق واحد لمعالجة الازمة".

ولكنه أكد أن الحركة ستكون ضامن لحياة كريمة لموظفي غزة، وأنها ستكون بجانبهم، وقد طلبت حماس ألّا تكون هناك أي ردة فعل سيئة بأي حال من الاحوال من طرفهم، حرصًا على مؤسسات القطاع، طبقًا لتعبيره.

وتأتي هذه التطورات تباعًا بعد التوصل لوقف إطلاق النار، الذي أكدّ ابو مرزوق على أنه سيستمر وغير مرتبط بموعد زمني محدد، منوهًا إلى أن حركته ستبقى ملتزمة به ما التزم الاحتلال بذلك.

وأعلن أن الوسيط المصري أجرى مباحثات في رام الله مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بشأن بحث استئناف المباحثات بالقاهرة، وفتح المعابر.

واعتبر أن الخروقات الاسرائيلية لهذه التهدئة اعتداء مستمر، لافتًا إلى أن المواجهة مع الاحتلال مفروضة وليس لها موعد محدد، "وما دام هناك احتلال فإن المقاومة ستستمر".

وأشار أبو مرزوق إلى أن الحديث بشأن عدم نية الاحتلال ارسال وفد إلى القاهرة، بأنه تكهن غير دقيق، وأن حماس أُبلغت بلقاء الوسيط مع الكيان للحديث عن استئناف المفاوضات، بانتظار دعوة القاهرة ببدء الاجتماعات والمقررة أن تكون بعد شهر من وقف إطلاق النار.

واعتقد أن الهامش المسموح للوفد الاسرائيلي من قيادته سيكون ضيقًا بشأن ما يتعلق بالقضايا العالقة وفي مقدمتها الميناء والمطار والأسرى، ولكن إسرائيل هي الأحوج لهذا اللقاء، وأنها سترسل وفدها فور دعوة مصر لبدء التفاوض، على حد تعبير أبو مرزوق.

ولفت إلى أن عددًا من الأطراف بما في ذلك الإقليمية، أعربت عن رفضها لبناء الميناء والمطار، لكنه اعتبر أنه حق فلسطيني سيبقى على جدول أعمال الحركة بكل الظروف والأحوال لحين الوصول إلى بنائهما.

وفيما يتعلق بمؤتمر المانحين، أكدّ أبو مرزوق أن المؤتمر سيعقد في شهر أكتوبر بالقاهرة، على أن يتولى تنسيقه النرويج كما تم الاتفاق بذلك بينها وبين مصر.

وفي السياق، كشف أبو مرزوق عن اجتماع عُقد بين السلطة والأمم المتحدة بمشاركة شخصيات اعتبارية، من أجل تسهيل اجراءات عاجلة على حركة المعابر، ولم تبلغ حماس عما تمخض عن هذا الاجتماع بعد.

وقال إن حركته لا علاقة لها بإدارة المعابر، وحكومة التوافق هي المسئولة عن ادارتها في المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بمعبر رفح تحديدًا، جدد ترحيب حركته بعودة الأجهزة المعنية من طرف السلطة، لكنه قال إن حركته تفاجأت من خبر تدريب مسؤولين فلسطينيين على إدارة المعبر عبر الإعلام، ولم يكن هذا الأمر من ضمن الأمور المتفق عليها.

وحمّل السلطة مسؤولية تبعات أي تأخير في ترتيبات عمل معبر رفح، والمفترض ان تبدأ منذ أول يوم انتهى فيه وقف اطلاق النار.

وأضاف "المفترض أن كل العوائق التي تحول دون عمل المعبر قد أزيلت، وباقي ان تقوم السلطة بما عليها ليفتح المعبر، وأي تأخير هو مؤذي للشعب".

وأكدّ أبو مرزوق أن حماس ترحب بعودة الموظفين القدامى الى المعبر، لكنه رفض أن يكون ذلك بديلًا عن الموظفين الحاليين، أو اعتبارهم بأنهم موظفين غير شرعيين.

وفيما يتعلق بمحضر الاجتماع الذي ضم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وكل من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي سربته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أكد أبو مرزوق صحته.

وقال أبو مرزوق " إن عباس كرر شكواه التي تحدث بها للأمير القطري مرة أخرى لحماس، وقد رفضت الحركة هذا المنطق واستغربت من ردود فعله، معتبرًا أن ما طرحه كان مفاجئًا للحركة.

أبو مرزوق أكدّ أن رئيس مخابرات السلطة، ماجد فرج، كان قد اخبره مسبقًا أن الرواية الاسرائيلية بانقلاب حماس على رئيس السلطة محمود عباس مكذوبة وعارية تمامًا عن الصحة، وأن المخابرات التي اعتقلت الآلاف من أنصار حماس لم تلحظ أي شيء.

وقال إن وزير المخابرات القطرية قال لفرج اعطني التسجيلات القديمة التي تحدث عباس فيها بان حماس كانت تعد أنفاقًا لتفجير موكبه بغزة والاشرطة الجديدة التي مدت الاستخبارات الاسرائيلية السلطة بها، ليستطيعوا كخبراء معرفة إن كانت صحيحة ام مفبركة وخيال، إلّا أنه رفض.

وأضاف أبو مرزوق "هناك روايات عمرها 8 سنوات لو كان هناك تحقيق فيها لدفنت لأنها ليس لها أصل، وعباس رفض كل المقترحات التي نادت بلجنة تحقيق في كل ما تحدث به، وقد أخطأ باعتماده على هذه الرواية الاسرائيلية".

وتابع "باعتقادي لوكان هناك لجنة تحقيق لأقفل الملف ولم يعد ذريعة يقدمها أي أحد بهذا الخصوص".

وفيما يتعلق بتصريحات نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية التي قال فيها إن عباس أمده بخرائط بشأن الأنفاق بين القطاع ومصر، عقب بالقول "عباس عمل مخبرا عند العربي يسلمه أنفاقا لغزة تجري خلالها عمليات! (...) هذه ليست اعمال رئيس".

وقد أكد أبو مرزوق فحوى خطوات عباس التي اطلعهم عليها، وقال لهم إنه سيتوجه لواشنطن وإسرائيل لمطالبتهم بدولة على حدود عام 67م بما في ذلك "القدس الشرقية"، وسيمهلم 3 أشهر من أجل الموافقة.

وأضاف "حال وافقوا فستبدأ الخطوات من أجل ترتيب الحدود وبدء مفاوضات حول القضايا لمدة 3 سنوات".

ولفت إلى أن عباس ابلغهم بأنه سيوقف التنسيق الأمني وسيسلم مفاتيح السلطة لإسرائيل حال رفضت هذا المقترح!.

وفيما يتعلق بتوجه السلطة لمحكمة الجنايات الدولية، فإن أبو مرزوق شدد على أن حركته لم تكن يومًا عائقا أمام عباس لكي يفعل ذلك، معتبرًا أن ارجاء رئيس السلطة لهذه الخطوة خاصة بعد موافقة الفصائل عليها غير مبرر، في ضوء الحجم المهول من المجازر والجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضد القطاع.

وعزا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ارجاء السلطة التوجه للانضمام لميثاق روما، بفعل الضغوط التي مورست على السلطة وقد استجابت لها بعد اعلانها عن تأجيل هذه الخطوة، معقبًا "لا اعتقد أن احدا في الشعب الفلسطيني يريد أن يقف متفرجًا على الجراح، ومن ثم يقول انه لن يؤخذ العدو الى محكمة الجنايات لمحاكمته".

وقد أعلن أبو مرزوق أن اللجنة المركزية لفتح أبلغت حماس رسميًا بتشكيل وفد خماسي لإجراء مباحثات معها بشأن الاتفاق على تطبيق باقي ملفات المصالحة.

وقال إن فتح تفضل أن يكون اللقاء خارج القطاع، ونحن رحبنا وأعلنا استعدادنا للحوار حول كل القضايا، والمشاورات مستمرة لتحديد الزمان والمكان بغرض بدء الحوار.

وأوضح أن اللقاءات ستتطرق للحديث عن تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الورقة المصرية التي وقعت بمايو عام 2011م، وصولًا إلى تحقيق شراكة وطنية، إضافة إلى الحديث عن عمل حكومة التوافق وانهاء الخلاف على موظفي حكومة غزة، وملفات الاعمار وغيرها من القضايا التي تم تأجيلها.

وأشار أبو مرزوق إلى أن حركته تؤدي ما عليها، محذرًا من أن أي جهة لديها سوء نية أو تأخير في تطبيق ما تم الاتفاق عليه فإنها ستتحمل المسئولية بشكل كامل.

وأكد أبو مزروق ضرورة أن يعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير فورًا، شريطة أن يكون اجتماعًا مسؤولًا يضم الأمناء العامين للفصائل الحاضرة في الواقع الفلسطيني.

وقال إن حركته ستبقى تطالب بإعادة بناء المنظمة للقيام بواجباتها، لأنها مرتبطة بالاستراتيجية الفلسطينية ورؤيتها المستقبلية، مشيرًا إلى أن حركته ستواصل البحث وصولًا الى انتخابات المجلس الوطني.

وطالب الجميع بضرورة الوقوف مع مطلب اعادة بناء المنظمة وأن يقفوا مع الحق ولا يتجنبوا الحديث عن ذلك.

وأشار إلى أن المتضرر من عدم التوافق هو الشعب الفلسطيني، "وسنطالب بكل ما هو خير ولن ننجر الى أي مناكفات جانبية"، طبقًا لتعبيره.

وبدا أن الدور المصري في التوسط لوقف اطلاق النار، قد فتح أُفقًا في العلاقة الثنائية بين القاهرة وحماس، وهو ما أكده أبو مزروق الذي وصف العلاقة بينهما خلال المفاوضات بأنه سادها كثير من الود.

ودعا إلى ضرورة طي صفحة الماضي بكل ما فيها لا سيما أن كل طرف بجعبته ما يكفيه، وضرورة النظر الى المستقبل واعادة بناء العلاقة على الاحترام المتبادل.

واعتبر ان احتمالية امكانية اعادة العلاقة الثنائية بين الطرفين كبيرة، قائلًا " نحن لم نفكر مسبقًا ولا حاليا ولن نفكر مستقبلًا بأن تكون حماس في مواجهة مع القاهرة ويعنينا العلاقة معها أن تكون ايجابية، ونحن حريصون على علاقتنا معها، ونعمل جاهدين كي لا يكون هناك شيء يخل بالأمن المصري من طرفنا".

ونفى أبو مرزوق ما نقل عن زيارة محتملة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى القاهرة، وقال ان هذا الخبر لم يكن صحيحًا من الأساس.

وبشأن إقامته في القاهرة، قال إن الترحيب بذلك ما زال قائمًا لدى المصريين، وإن كانت الاقامات لم تجدد منذ فترة طويلة، عازيًا عدم تجديدها لوجود عقبات بهذا الشـأن.

وأثنى أبو مرزوق على الدعم الايراني السابق لحركته، وقال "إنها وقفت الى جوارنا فترات كبيرة وهذا جميل لا ننكره، وكانت أحدى الاطراف الاساسية التي وقفت لجوارنا اثناء الاستعداد لهذه الحرب".

ولكنه أشار إلى أن الدعم الايراني متوقف منذ فترة لهذه اللحظة، "وقد تبدى للناس أنهم خاضوا الحرب الأخيرة وحدهم دون أي سند من أحد، وكانت معظم الصواريخ التي أطلقت صناعة محلية".

واستطرد "إيران لم تعط حماس شيئًا منذ فترة، ونحن لا ننكر وقوفها معنا سابقًا، ولسنا بفائض من العلاقات لنضحي بعلاقتنا مع أي طرف يسعى لدعمنا".

وأشار إلى وجود اتصالات بين حركته وإيران بغرض ترميم العلاقة، مؤكدًا أنه لا شأن لحماس سوى محاربة الاحتلال الاسرائيلي ومعالجة آثاره، وأنها حريصة في علاقتها مع كل الدول.

وعن محاولة رئيس الحكومة الإسرائيليةن بنيامين نتنياهو، تشبيه حركة حماس بـ "داعش" أكدّ أن ربط حماس بهذه التنظيمات هو اختراع اسرائيلي، مشددا أن أي محاولة لتشويه الحركة هي قضية خاسرة لأنها معروفة بمبادئها وثوابتها لدى شعوب الأمة كاملة.

  

التعليقات