14/09/2014 - 19:42

أطفال غزة يحكون خوفهم من العدوان البشع مع بداية العام الدراسي الجديد

وتقول أزهار مبتسمة: "اليوم أول يوم في المدرسة. أنا سعيدة رغم أن بابا استشهد في الحرب". وتضيف الطفلة التي تحلم أن تصبح طبيبة تحقيقا لأمنية والدها الذي ترك وراءه ستة أطفال: “أنا خائفة من الحرب مرة ثانية، قصفوا بيتنا بقذائف وسقطت على غرفتي قذيفة، وقذيفة على المطبخ، ووقع البيت على بابا واستشهد".

أطفال غزة يحكون خوفهم من العدوان البشع مع بداية العام الدراسي الجديد

طلاب غزة يمشون في الشارع القريب من المدرسة في حي الشجاعية مع إفتتاحيّة العام الدراسي اليوم / (أ.ف.ب)

 وقفت الطفلة أزهار أمام أكثر من 60 من زميلاتها لإلقاء قصيدة رثاء لوالدها الذي قتل في الحرب الأخيرة على غزة مع تدفق مئات الآف التلاميذ، اليوم، الأحد إلى المدارس وسط الدمار الذي خلفه العدوان الاسرائيلي الهمجي.

وافتتح العام الدراسي الجديد بتأخير ثلاثة أسابيع بعد الحرب التي استمرت لأكثر من خمسين يوما وأوقعت أكثر من 2,140 شهيدا فلسطينيا.
وأزهار تامر جندية (9 سنوات) طالبة في الصف الرابع استشهد والدها في حي الشجاعية شرق غزة. وتقع مدرسة "الشجاعية ألف للبنات" في وسط حي الشجاعية الذي شهد أعنف قصف إسرائيلي خلال الحرب التي استمرت من 8 تموز (يوليو) حتى 28 آب (اغسطس). وتقول أزهار مبتسمة: "اليوم أول يوم في المدرسة. أنا سعيدة رغم أن بابا استشهد في الحرب". وتضيف الطفلة التي تحلم أن تصبح طبيبة تحقيقا لأمنية والدها الذي ترك وراءه ستة أطفال: “أنا خائفة من الحرب مرة ثانية، قصفوا بيتنا بقذائف وسقطت على غرفتي قذيفة، وقذيفة على المطبخ، ووقع البيت على بابا واستشهد".

ووقفت الطفلة إسراء وهي ترتجف من الخوف وتبكي وهي تحكي عن القصف الإسرائيلي الذي قتل جدها وخالتها، قائلة: "كان الشهداء والجرحى امامنا وخفنا كثيرا.خالتي ليلى وجدي استشهدا في الحرب، رايتهما في منزلنا".

أما الطفلة دعاء (9 سنوات) التي جاءت بملابسها العادية دون الزي الرسمي للمدرسة فتحدثت عن منزلها المهدم مؤكدة أنها "خائفة من ان تعود الحرب مرة اخرى". وأضافت: "جئت للمدرسة بدون زي مدرسي لان بيتنا تهدم بالحرب. تركنا المنزل عند القصف ثم عدنا ووجدناه مدمرا".

وأكدت المعلمة ريما أبو ختلة أنها تلقت دورة تدريبية لإستقبال الطلبة والحديث معهم لمواجهة قصص الدمار وصدمات ما بعد الحرب، قبل العودة إلى تعليم المنهاج، من خلال الإستماع لقصص الأطفال. وقالت: "نطلب منهم أن يرووا قصصا مرت عليهم خلال الإجازة (الصيفية)، قصص أبكتهم وقصص أضحكتهم، ونشجعهم على الحديث بقدر المستطاع، ثم نقوم بمسابقات ألعاب".

وأكدت مدرسة الإرشاد النفسي إبتهال غيث أن اليوم سيكون يوما ترفيهيا بينما سنحاول باقي الايام استكمال التفريغ النفسي عن الطلبة. وتقول أرقام صادرة عن الأمم المتحدة أن 373 الف طفل على الأقل سيتأثرون نفسيا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وهي الثالثة خلال ست سنوات.
وقتل أكثر من 500 طفل في هذا النزاع الأكثر دموية منذ الإنسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من القطاع عام 2005، بينما أصيب آلاف الأطفال بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل والمدارس والمنشات الأخرى.

ووقفت المديرة سامية الزعلان وسط ركام مدرستها الواقعة في حي الشجاعية التي دمر جزء كبير منها بالقصف الإسرائيلي بينما كان بعض العمال يقومون بإزالة الركام ووضع أسلاك شائكة في المكان حتى لا تتعرض الطالبات للخطر. واضطرت الزعلان إلى ترحيل بعض الطلبة إلى مدارس مجاورة وإستقبال آخرين في صفوف مكتظة مؤكدة أنه من أصل 18 صفا دراسيا لم يبق هناك سوى تسعة صالحة للتدريس. وقالت الزعلان: "المدرسة تقريبا دمرت بالكامل فكان من الصعب إستقبال جميع الطلبة. تم ترحيل بعض الطلبة إلى مدارس مجاورة واستقبلنا باقي الطالبات داخل فصول مكتظة".

وأوضحت الزعلان أنه: “تم دمج الفصول. من المفروض ان يكون هناك 35 طالبات في الصف الواحد والان اصبح هناك ستون طالبة في الغرفة الواحدة”. وتابعت: ”هناك طالبات لم يستطع اهاليهن توفير ادنى احتياجات المدرسة اليوم ومنهن من لم يستطع شراء الزي المدرسي فجاؤوا بملابس البيت. نستقبلهم اليوم بنفسية صعبة بعد ظروف صعبة جدا مررن بها”.

ويقول وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة زياد ثابت أنه خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع: "تم تدمير 24 مدرسة بشكل كامل بينما تعرضت أكثر من 120 مدرسة للتدمير الجزئي. وفي المدارس التي تشرف عليها الأونروا طالت الأضرار أكثر من 70 مدرسة". وقبل إندلاع الحرب ، قدرت منظمة غيشا غير الحكومية الاسرائيلية التي تدعو لحرية التنقل للفلسطينيين أن قطاع غزة ينقصه 259 مدرسة أخرى ويعود ذلك بشكل خاص إلى منع دخول مواد البناء إلى القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 2006. وما زال عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة يقيمون في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد نزوحهم من منازلهم بفعل القصف الإسرائيلي على القطاع مما أدى إلى عدم بدء العام الدراسي في عدة مدارس تابعة للأونروا.

وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا في تصريح صحافي: "بدأت العملية التعليمية في كافة مدارس قطاع غزة ما عدا منطقة بيت حانون شمال القطاع حيث لا زال الأهالي يرفضون مغادرة مدارس الإيواء والتجمع في ثلاث مدارس" تستقبل 9600 طالب. وهناك 11 مدرسة أخرى للأونروا لا تزال تستقبل نازحين. وتم نقل طلابها إلى مدارس حكومية ستفتح لهم أبوابها في الفترة المسائية. وأضاف: "اتخذت الأونروا قرارا بعدم بدء العام الدراسي في بيت حانون"، مؤكدا أن الأونروا ستواصل بذل الجهود لإستئناف العملية التعليمية في المدارس المذكورة.

 

التعليقات