18/01/2015 - 11:01

حكومة الوفاق الفلسطيني... إلى أين؟

عوكل: وجود حكومة الوفاق الفلسطيني على الأرض في غزة صفر وأن كافة الملفات التي يجب على هذه الحكومة أو أي حكومة أخرى لم يتم معالجتها نهائيا وعلى رأسها القضايا التي تمثل أزمات حقيقية كالكهرباء والوقود والمعابر

حكومة الوفاق الفلسطيني... إلى أين؟

(قوس قزح في سماء غزة  - أ ف ب)

بين التجاذبات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس وبين مطالبتها بتحمل مسؤولية احتياجات قطاع غزة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة وما نتج عنه من تشريد لعشرات الآلاف من أماكن سكناهم واللجوء في العراء، ومصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأموال السلطة الفلسطينية بعد انضمامها لميثاق روما، تواجه حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني تحديا يعد من أصعب ما واجهته حكومة الدكتور رامي الحمد الله من تحديات في وجه ما تتعرض له وما هي مطالبة به تجاه الحركتين من جهة وتجاه الشعب الفلسطيني على الصعيد المجتمعي من جهة ثانية.

وقال المحلل والكاتب السياسي طلال عوكل من غزة لعرب 48 إن وجود حكومة الوفاق الفلسطيني على الأرض في غزة صفر وأن  كافة الملفات التي يجب على هذه الحكومة أو أي حكومة أخرى لم يتم معالجتها نهائيا وعلى رأسها القضايا التي تمثل أزمات حقيقية كالكهرباء والوقود والمعابر وغيرها من أزمات ما زالت ترزح تحت ظل الخلافات والتجاذبات.

واستبعد عوكل انهيار حكومة التوافق الفلسطيني لأن انهيارها يعني انهيار المصالحة برمتها وتوقفها، ولا يعطي انهيارها أيضا فرصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس  لإعادة تشكيل حكومة جديدة أو إعفاء هذه الحكومة، وأن أية حكومة وفاق جديدة ستحتاج إلى خطوات جديدة على صعيد المصالحة.

وأضاف عوكل أن حركة حماس تستطيع أن تقول إن هذه الحكومة انقلابية وغير شرعية أو أنها تعمق الانقسام لكنها لن تجرأ على سحب الاعتراف من هذه الحكومة.

وقال عوكل إن القيادة الفلسطينية تتحدث الآن عن الضفة الغربية وغزة سياسيا وفي ما يتعلق بكافة الأبعاد السياسية، ولا أحد يستطيع تجاوز هذه الأبعاد ومن ضمنها حكومة الوفاق الوطني.

وأكد عوكل أن حضور حكومة الحمد الله على الأرض في غزة أقرب إلى الصفر وأن أربع وزارات فقط تحاول التحرك في قطاع غزة ولسان حال الحكومة يقول إنها لا تستطيع ولا تتمكن من العمل في غزة في الوقت الذي تقول به حماس "تعالوا ومارسوا عملكم في غزة".

في الوقت ذاته، قال عوكل إن المؤسسات الموجودة على الأرض وهي التركة التي أبقتها حركة حماس وحكومتها المقالة على الأرض وهي التي ما زالت تمارس عملها على الأرض، سواء على الصعيد الأمني من خلال أجهزة حماس الأمنية أو من خلال المؤسسات المدنية التي تركتها حكومة اسماعيل هنية التي رحلت لكن الحكم على الأرض بيدها من خلال هذه المؤسسات.

ويرى عوكل أن الملفات المطروحة للمعالجة من حكومة الحمد الله لم يتم معالجة أي ملف منها رغم مرور ثمانية شهور على تشكيل هذه الحكومة وعلى رأسها الكهرباء والوقود والمعابر، وبالتالي كيف سيشعر المواطن بوجود هذه الحكومة.

وينظر عوكل إلى التصريحات المتضاربة على لساني نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، وعلى لسان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، أسامة حمدان، إلى أنها تصريحات تلوح ما بين الإيجابية والتهديد وأن هذه التصريحات تصدر بين حين وآخر، لكن هناك تصريحات محسوبة على حماس تحاول أن تقدم صورة سلبية كالتصريحات التي اعقبت تفجير صراف بنك فلسطين والمجلس الثقافي الفرنسي، في حين أن تصريحات أسامة حمدان تأتي في إطار إيجابي تجاه حكومة الوفاق.

وكان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس”، أسامة حمدان، قال إن حركته ستعطي حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني فرصتها للنجاح مهما كانت الاختلافات. وأضاف خلال تأبين للوزير الفلسطيني الراحل زياد أبو عين أقامته مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في الرباط، إننا "نسعى لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، كما سنعطي حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني فرصتها للنجاح مهما كانت الاختلافات، فلا انقسام بعد اليوم".

وتتناقض تصريحات حمدان مع أقوال موسى ابو مرزوق التي انتقد فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب “عدم وجود إرادة سياسية فعلية لديه لإعادة إعمار غزة، بل إنه يضغط على حكومة التوافق الوطني كي لا تقوم بواجباتها تجاه غزة من إعمار بعد الحرب الشرسة التي تعرضت لها”، لافتاً إلى أن “هناك التزامات على الحكومة، بعد اتفاق المصالحة الذي حدد مهماتها بالنسبة إلى إعمار غزة. لكن الحكومة غير فاعلة، بل تقف متفرجة وغير معنية تجاه ما يجري في غزة”.

 وتابع: “كنت أتوقع من الرئيس الفلسطيني أن يتصل بالأطراف الدولية التي التزمت المشاركة في إعمار غزة ولم تدفع أياً من المبالغ التي التزمت بها".

التعليقات