01/05/2015 - 08:57

استشهاد الفتى عياش: ملف التحقيق المغلق يؤكد استخفاف المحققين

محققو الشرطة ومحققو وحدة التحقيقات مع عناصر الشرطة تعاملوا باستخفاف مع القضية، وأغلق الملف بادعاء أن المجرم غير معروف..

استشهاد الفتى عياش: ملف التحقيق المغلق يؤكد استخفاف المحققين

تشييع جثمان الشهيد عياش

تبين من مواد التحقيق الإسرائيلية في حادثة استشهاد الفتى ميلاد عياش من سلوان في القدس، قبل 4 سنوات، أن محققي الشرطة ومحققي وحدة التحقيقات مع عناصر الشرطة تعاملوا باستخفاف مع القضية، وأغلق الملف بادعاء أن "المجرم غير معروف".

وكان الشهيد ميلاد عياش (17 عاما)، قد أصيب برصاصة في بطنه، بتاريخ 13 أيار (مايو) من العام 2011، أثناء مواجهات في سلوان مع الشرطة والمستوطنين في المبنى الذي استولوا عليه وأطلق عليه "بيت يوناثان".

وتكشف مواد التحقيق، التي وصلت صحيفة "هآرتس"، أن المحققين تعاملوا باستخفاف مع القضية، قبل إغلاق الملف، حيث تبين أنه لم يتم التحقيق تحت التحذير مع أفراد الشرطة الذي كانوا في المكان، وبينهم شرطيان أفادا بشهادتهما أنهما أطلقا النار.

وتبين أيضا أن أحد حراس المبنى الذي استولى عليه المستوطنون قد أفاد في شهاتها بأنه شاهد لحظة إطلاق النار بواسطة كاميرات الحراسة، إلا أن أحدا لم يبحث عن اللقطات المصورة.

وتبين كذلك أن أن التحقيق مع أحد المستوطنين قد توقف بعد دقائق من بدئه، رغم أن شخصا آخر قد ذكر اسمه باعتباره كان معنيا بما التقطته كاميرات الحراسة بعد دقائق من إطلاق النار.

وبعد استشهاد عياش حققت الشرطة مع الحراس التابعين لوزارة الإسكان في "بيت يوناثان" ومع المستوطنين في المبنى، في حين حققت "وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة" مع أفراد الشرطة الذين كانوا في المكان. وفي آب (أغسطس) من العام 2012 أغلق ملفا التحقيق بادعاء أن المجرم غير معروف. وفي نيسان (أبريل) من العام الماضي 2014 تلقت عائلة الشهيد بلاغا بإغلاق الملف. وقبل شهرين قدمت العائلة استئنافا على القرار، بواسطة منظمة "بتسيليم".

وعرض في الاستنئناف سلسلة من الإخفاقات في التحقيق، بينها أن وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة لم تحقق مع عناصر الشرطة الذين كانوا في المكان كمشتبهين وإنما كشهود، وبضمنهم شرطيان أفادا أنهما أطلقا النار بأسلحتهما.

واتضح من شهادة الشرطيين المشار إليهما أن هناك تناقضات كثيرة في شهادتيهما، بيد أن أحدا لم يسألهما عن هذه التناقضات.

أما بالنسبة للتحقيق الذي أجرته الشرطة، فقد تبين أنه بالرغم من شهادة أحد الحراس الذي شاهد لحظة إصابة الشهيد بالرصاص من خلال كاميرا الحراسة، فإن الشريط المصور غير قائم في ملف التحقيق، ولم يعثر عليه أفراد الشرطة.

ويظهر في مواد التحقيق رسالة تفيد أنه يجب التوجه إلى ضابط الأمن في ما يسمى "مدينة داوود" لسؤاله عن التوثيق في كاميرات الحراسة، بيد أنه سواء الشرطة أم وحدة التحقيقات لم يفعلا ذلك.

وأظهرت مواد التحقيق أيضا أنه خلال المواجهات التي وقعت عام 2011 كان يستوطن المبنى 8 عائلات، إضافة إلى مستوطنين آخرين كانوا في ضيافتهم، إلا أنه لم يتم التحقيق إلا مع أربعة مستوطنين وحارسين.

وبحسب مواد التحقيق، فقد تم التحقيق تحت التحذير فقط مع ثلاثة مستوطنين، بيد أنه يتضح أن التحقيق لم يكن جديا، حيث أن أحدهم رفض الإجابة على أسئلة المحقق بذريعة أنه يريد التشاور مع محاميه. وعندها توقف التحقيق معه، وتجدد بعد نحو نصف ساعة، ورفض مرة أخرى الإجابة على أسئلة المحققين. وبذلك انتهى التحقيق معه.

وجاء أيضا أنه لدى سؤال أحد الحراس عما إذا شاهد أحدا من المستوطنين يبدو متوترا، ذكر اسم أحدهم وهو نفسه الذي رفض الإجابة على أسئلة المحققين. كما أشار الحارس إلى أن المستوطن طلب فحص كاميرات التصوير أيضا.

تجدر الإشارة إلى أن الشهيد ميلاد، هو نجل الأسير المحرر سعيد عياش، والذي أكد على أن لا ثقة لديه بالشرطة الإسرائيلية ولا بالجهاز القضائي الإسرائيلي.

التعليقات