31/07/2015 - 23:26

فلسطين بعد الإرهاب: اشتباكات وإصابات خطيرة ومظاهرات وزجاجات حارقة

اشتباكات عنيفة مستمرة في القدس* الضفة الغربية: اشتباكات مستمرة* مظاهرات في البلاد تنديدًا بالاعتداء الإرهابي* إسرائيل: لا طرف خيط يقود إلى الإرهابيين*أبو العينين يطالب بتسليح الشعب الفلسطيني*حماس تدعو لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال

فلسطين بعد الإرهاب: اشتباكات وإصابات خطيرة ومظاهرات وزجاجات حارقة

صورة من الاشتباكات على حاجز حوارة (تصوير: أ ف ب)

عقب انتهاء صلاة الجمعة ، اندلعت مواجهات عنيفة في مناطق عدّة في الداخل والضفة الغربية تنديدًا بالاعتداء البشع الذي قام به مستوطنون ضد عائلة دوابشة في قضاء نابلس فجر الجمعة، وأدّى إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة وإصابة أبناء العائلة بجراح خطيرة نقلوا على إثرها إلى مستشفى 'سوروكا' و 'شيبا'، ممّا أدّى إلى إصابة فلسطيني بجراح خطيرة أثناء اشتباكات مع قوّات الاحتلال على حاجز عطّارة القريب من مدينة رام الله.

اشتباكات عنيفة مستمرة في القدس

وفي القدس، اندلعت اشتباكات عنيفة عقب انتهاء صلاة الجمعة بين قوّات الاحتلال وشبّان مقدسيين امتدت إلى مناطق عدّة كان أبرزها قرية العيساوية شماليّ القدس المحتلة، إذ استعانت قوّات الاحتلال الإسرائيلي بسيّارة رش المياه العادمة لتفريق المتظاهرين.

وبالإضافة إلى الاشتباكات في العيساوية، ألقى شبّان في بيت حنينا بالقدس المحتلة بعض الزجاجات الحارقة باتجاه مبنى للمستوطنين في البلدة، إلّا أنه لم يعلن عن أي إصابات. وفي مخيّم شعفاط وبلدة الطور وحي الصوّانة، اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة أكثر من 15 متظاهرًا، بحسب مواقع فلسطينية.

وقالت مصادر إن اشتباكات عنيفة تدور مساء الجمعة بين جيش الاحتلال وشبّان فلسطينيين على حاجز مخيّم شعفاط.

الضفة الغربية: اشتباكات مستمرة

أمّا في الضفة الغربية، فألقى شبّان في مدينة بير زيت زجاجة حارقة باتجاه مركبة عسكرية إسرائيلية، ردّ الجنود فيها بإطلاق الرصاص الحي ممّا أدّى إلى إصابة شاب بجراح وصفت بالمتوسّطة، وفي المقابل أصيب شابًا من قرية جفنا القريبة من رام الله، برصاص في الصدر خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بين شبّان فلسطينيين وقوّات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز عطارة العسكري، ووصفت حالته بالخطيرة.

واندلعت في محيط مدينة نابلس الجمعة، اشتباكات عنيفة بعد تشييع جثمان الشهيد الرضيع، أصيب خلالها 10 مواطنين فلسطينيين خلال الاشتباك مع قوّات الاحتلال الإسرائيلي.

واستمرت مواجهات عنيفة منذ عصر الجمعة حتى ساعات الليل المتأخرة على حاجز قلنديا العسكري، إذ قالت مصادر فلسطينية إن شابًا أصيب إصابة متوسّطة برصاص الاحتلال وتم نقله إلى مستشفى رام الله حيث خضع لعملية جراحية.

وفي الخليل، استمرت المواجهات طيلة يوم الجمعة، وقام مستوطن بدهس عامل إطفاء فلسطيني ممّا أدى لإصابته بجروح طفيفة.

تأهب إسرائيلي واستمرار حالة الطوارئ

وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعد تقييم الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، قرّر الإبقاء على حالة التأهب حتى نهاية الأسبوع القادم لوجود تقديرات بتنفيذ عمليات تستهدف جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية.

وأضافت التقارير أنه وعلى طول اليوم، استمر التنسيق بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله وضبّاط جيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف المحافظة على 'الاستقرار' في الضفة الغربية.

وباستثناء إطلاق النار على مستوطنين اليوم قرب رام الله، لم تسجّل أي عمليات عسكرية فلسطيني كرد على إعدام الرضيع علي دوابشة.

تظاهرات في الداخل تنديدًا بالاعتداء الإرهابي

أمّا في البلدات العربية داخل إسرائيل، فانطلقت تظاهرات غاضبة في كل من مدينة الناصرة ومجد الكروم والطيبة وأم الفحم وكابول.

وندّدت المظاهرات بالاعتداء الإرهابي الذي قام به المستوطنون فجر الجمعة، بالإضافة إلى قيام بعض الشبّان في مدينة الطيبة بإضرام النار في إطارات مشتعلة على مدخل الجسر، ولم تسجّل أي مواجهات مع قوّات الشرطة الإسرائيلية.

ودعت القوى الوطنية في حيفا، لتظاهرة يوم السبت تنديدًا بالعملية الإرهابية في تمام الساعة السابعة مساءً على دوّار البهائيين في حي الألمانية بمدينة حيفا.

وفي يافا، دعت القوى الوطنية لتظاهرة غضب موحدّة يوم الثلاثاء على دوّار الساعة في تمام الساعة السابعة مساء.

إسرائيل: لا طرف خيط يقود إلى الإرهابيين

وعلى الصعيد الإسرائيلي، كالعادة، ادّعت الأجهزة الأمنية أن لا طرف خيط لديها عندما يكون الجناة إرهابيون يهود والضحية فلسطينية.

ورغم أن التقديرات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى أن الاعتداء الإرهابي الذي ارتكبه إرهابيون يهود في قرية دوما، الليلة الماضية، وراح ضحيته الطفل الرضيع علي سعد دوابشة، نفذته 'خلية لديها خبرة'، أي أنها نفذت عمليات مشابهة في الماضي أو تدرب أفرادها ووُجهوا من قبل من نفذوا مثل هذه الاعتداءات، إلا أن هذه الأجهزة ادعت أنها لا تملك طرف خيط يقود إلى الإرهابيين.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله، محمود عبّاس أبلغه خلالها بأنه زار عائلة الشهيد الرضيع علي دوابشة في المشفى.

وأضافت تقارير أن نتنياهو وعد عبّاس بالعمل على إلقاء القبض على منفّذي العملية الإرهابية فجر اليوم بحق عائلة دوابشة، غاضًا النظر عن كون العملية الإرهابية ناتجة عن تحريض مستمر من قبل حكومته اليمينية، وتساهلها مع اعتداءات المستوطنين المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

السلطة الفلسطينية: أبو العينين يطالب بتسليح الشعب الفلسطيني، وأبو مازن يعد بالتوجّه إلى الجنايات الدولية

ومن أبرز التصريحات الفلسطينية اليوم، كان تصريح لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سلطان أبو العينين، الذي طالب السلطة الفلسطينية بتوفير السلاح لكل الفلسطينيين لحماية أنفسهم من اعتداءات المستوطنين.

وقال أبو العينين إن 'السلطة الفلسطينية مطالبة بتوفير السلاح لكل الفلسطينيين لحماية أنفسهم وإلا على الفلسطينيين أن يحموا أنفسهم بأنفسهم'.

أمّا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، فقال إن القيادة ستجهز ملفا حول جرائم الاحتلال وجريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين، وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية.

وأعرب عن شكه في تقديم الحكومة الإسرائيلية مرتكبي هذه الجريمة للعدالة، 'حيث يخرج كل من ارتكب جرما بعد ساعات من التحقيق، بينما تقيد غالبية الجرائم ضد مجهول'.

ودعا عبّاس المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تسمية المنظمات الاستيطانية في إسرائيل بالمنظمات الإرهابية، 'تماما كما تفعل عندما تسمي المنظمات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي'.

حماس تدعو لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال

أمّا في حركة حماس، فهاتف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، إسماعيل هنية، عائلة الطفل الشهيد علي الدوابشة، مقدماً لها التعازي باستشهاد ابنها الرضيع.

وعبّر هنية خلال الاتصال عن غضبه الشديد جراء هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها المحتلون، مؤكداً وقوف أهالي غزة إلى جانب عائلة الشهيد باعتباره ألم الجميع ومصاب الجميع.

وبدوره، قال رئيس المكتب للحركة، خالد مشعل، إن جريمة حرق الرضيع علي دوابشة وحرق منزل أهله على أيدي عصابات المستوطنين هي جريمة بشعة بحق شعبنا وبحق الإنسانية جمعاء، تتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال الصهيوني، وهو ما يؤكد من جديد على أن جوهر الصراع الحقيقي هو الاحتلال والاستيطان.

كما دعا مشعل إلى الرد على هذه الجريمة والاعتداءات المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك من خلال تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، فهي الرد الحقيقي على جرائمهم.

أمّا الناطق العسكري باسم الذراع العسكري للحركة، أبو عبيدة، فقال إنه 'لشعبنا الصامد وقواه المقاومة ومجموعاته المجاهدة الحرية والحق الكامل في الرد بكل طريقة ممكنة لردع المغتصبين ومن يقف وراءهم، والانتقام لدماء الشهداء، وإشعال الأرض تحت أقدام جنود العدو ومغتصبيه'.

التعليقات