لليوم الثاني على التوالي، استمرت الاشتباكات بين قوّات الاحتلال الإسرائيلي وشبّان فلسطينيين في مناطق عدّة كانت أشدّها القدس المحتلة ومخيّم الجلزون، إذ ألقى شبّان فلسطينيون زجاجات حارقة باتجاه سيارة للمستوطنين في بلدة صور باهر، وأصيب أكثر من 8 فلسطينيين بالرصاص المعدني والحي خلال اشتباكات مع قوّات الاحتلال ومستوطنيه عقب تشييع جثمان الشهيد ليث الخالدي.
وكانت الاشتباكات اندلعت منذ فجر الجمعة بعد أن أقدم إرهابيون يهود بإلقاء زجاجة حارقة على بيت عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، ممّا أدّى إلى استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة وأفراد عائلته بجراح خطيرة، واستمرت الاشتباكات عقب استشهاد الشاب ليث الخالدي الذي أصيب برصاصة من جنود الاحتلال في مواجهات على حاجز عطارة القريب من مخيّم الجلزون اندلعت احتجاجًا على حرق الرضيع، ممّا أدّى إلى تجدد الاشتباكات والمواجهات السبت بين الشبّان وجنود الاحتلال.
القدس المحتلة: زجاجات حارقة على سيّارات للجيش والمستوطنين
وبالإضافة إلى الاشتباكات الليلية التي تجري في صور باهر ومخيّم شعفاط وسلوان والبلدة القديمة، قالت مصادر محليّة مقدسية، إن شبّان ألقوا زجاجات حارقة باتجاه مركبة لمستوطنين في منطقة صور باهر، وفي المقابل قام شبّان آخرون في ذات المنطقة بتكسير 3 سيارات تتبع لمستوطنين.
وفي منطقة بيت حنينا، ألقى شبّان زجاجات حارقة باتجاه مبنى استولى عليه المستوطنون في بيت حنينا للمرة الثانية بعد أن قاموا بإلقاء زجاجات حارقة على ذات المبنى مساء الجمعة.
وفي البلدة القديمة بالقدس، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء زجاجات حارقة باتجاه مركبة عسكرية إسرائيلية تتبع لحرس الحدود، واعتقل جيش الاحتلال شبّان مقدسيين في ذات المنطقة بشبهة إلقاء الزجاجات الحارقة.
الضفة الغربية: زجاجات حارقة واشتباكات
وليست القدس وحدها المشتعلة، إذ تدور اشتباكات ليلية على حاجز قلنديا العسكري، ويحاول جيش الاحتلال تفريق الشبّان بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المعدني المغلّف بالمطّاط، ولم تعلن المصادر الطبيّة الفلسطينية عن وجود إصابات.
وفي مخيّم الجلزون، الذي استشهد فجر اليوم فيه الشاب ليث الخالدي البالغ من العمر 16 عامًا بعد أن أصيب برصاصة من بنادق جنود الاحتلال في اشتباكات على حاجز عطّارة شمال مدينة رام الله، أصيب 8 شبّان بإصابات تتراوح بين متوسّطة وخطيرة بعد أن قام المستوطنون وجنود الاحتلال بإطلاق النار على الشباب الغاضب الذي خرج للاحتجاج على قتل الشهيد الخالدي عقب انتهاء مراسم تشييع جثمانه.
وقالت مصادر محليّة إن شبّان قاموا بإلقاء حوالي 10 زجاجات حارقة باتجاه 'بيت هداسا' الذي يسيطر عليه المستوطنين وسط مدينة الخليل.
وعلم أن قوّات الاحتلال قمعت مسيرة خرجت ظهر اليوم، من بلدة دوما جنوبيّ نابلس، بلدة الشهيد الرضيع علي دوابشة الذي استشهد بعد أن قام إرهابيون مستوطنون بإلقاء زجاجة حارقة على منزل العائلة في القرية ممّا أدّى إلى استشهاده وإصابة أفراد عائلته، بالإضافة إلى مظاهرة مندّدة بإعدام الشهيد في ميدان الشهداء في نابلس.
وكان أهالي القرية ومتضامنين معهم خرجوا لمسيرة من بيت الشهيد الرضيع إلى مفرق القرية، هاجمتها قوّات الاحتلال بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المعدني الغلّف بالمطاط، ممّا أدى لبعض الإصابات في صفوف المتظاهرين.
أمّا في جنوبي الخليل، فعلم أنه قام شبّان على حرق نصب تذكاري للاحتلال على الطريق الالتفافي، وأصيب مسن فلسطيني بعد أن قام مستوطنون بدهسه، وأصيب مزارع بعد اعتداء المستوطنون عليه وإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال باتجاهه وهو مصاب.
ولم يكن الاشتباك بين قوّات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين فقط، فقالت مصادر إعلامية فلسطينية إن شبّان اعتدوا على شرطي فلسطيني عند دخوله قرية بدرس، غرب رام الله.
وفي المقابل قامت الأجهزة الأمنية في رام الله باعتقال 5 شبّان، مع الإشارة إلى أن بعض المصادر المحليّة قالت إن الشبّان المعتقلين لا علاقة لهم بالحادثة.
تظاهرات في قرى عدة في الداخل الفلسطيني
وفي الداخل الفلسطيني، أغلق المتظاهرون في منطقة وادي عارة الشارع الرئيسي رقم 65 المعروف بـ'شارع وادي عارة' خلال مظاهرة احتجاجية على حرق الشهيد الرضيع علي دوابشة.
وتظاهر العشرات في مدينة حيفا تنديدًا بإعدام الدوابشة وضد ممارسات الاحتلال على دوّار البهائيين في حي الألمانية، بالإضافة إلى تظاهرة أخرى على المدخل الرئيسي لقرية كفركنا في الجليل.
أما يوم الأحد، فدعا التجمّع الوطني الديمقراطي لتظاهرة احتجاجية على إعدام الشهيد الرضيع الدوابشة مقابل مسرح اللاز في مدينة عكا تمام الساعة السادسة مساءً.
التعليقات