19/01/2016 - 16:42

محمد الشوبكي.. طفل فلسطيني يتعرض للتعذيب بسجون الاحتلال

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قد قالت في تصريح صحفي سابق، إن الشوبكي تعرض للتنكيل، والضرب المبرح، والتعذيب، والإهانة، قبل نقله لمركز التحقيق

محمد الشوبكي.. طفل فلسطيني يتعرض للتعذيب بسجون الاحتلال

على أحر من الجمر، تمضي السيدة الفلسطينية نور الشوبكي (34عاما)، الأيام في انتظار ساعة الفرج عن طفلها الأسير محمد (15عاما)، من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، مبدية تخوفها من آلام نفسية وجسدية قد تلحق به.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قد قالت في تصريح صحفي سابق، إن الشوبكي تعرض للتنكيل، والضرب المبرح، والتعذيب، والإهانة، قبل نقله لمركز التحقيق.

ونقلت محامية الهيئة عن الشوبكي، قوله خلال زيارتها له، إن الجنود الإسرائيليين انهالوا عليه بـ"الضرب المبرح، وعصبوا عينيه، وأوثقوا يديه بمرابط بلاستيكية، قبل أن يعاودوا ضربه على رأسه، وكتفيه بأسلحتهم، ثم نقله لمركز التحقيق في سجن عسقلان".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الطفل الشوبكي بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ووجهت له تهما بإلقاء الحجارة على قوات الجيش الإسرائيلي.

وقالت نور الشوبكي إنه "أعيش أصعب أيام حياتي، هذه المرة الأولى التي يغيب (محمد) عن البيت لهذه المدة، رغم أنه صاحب شخصية قوية، لكن أخشى عليه من الآم نفسية وجسدية".

 وأضافت أنه "أبلغت من قبل محامية هيئة شؤون الأسرى، أن محمد تعرض للضرب وللإهانة والشتائم خلال الاعتقال والتحقيق (...) قد يكون لذلك أثر على نفسيته مستقبلا".

وتابعت أنه "اعتقل بينما كان خارجا من المسجد في المدينة. جنود من الجيش قدموا شهاداتهم في المحكمة زاعمين أنه كان يرشق الحجارة، حاولوا جاهدين إجباره وحتى دفعنا نحن كعائلته للاعتراف بأنه كان يلقي الحجارة على الجيش الإسرائيلي".

وتتنهد السيدة وتقول إنه "هو لم يفعل شيئا، يريدون فقط إلصاق التهم به".

وتبدو السيدة قلقة على نجلها الوحيد بين أربع شقيقات قائلة إنه "حتى اليوم لم يسمح لنا بزيارته، شاهدناه فقط خلال المحاكمة التي تأجلت إلى أشعار أخر، لم يسمح لي بالحديث معه سوى بضع كلمات، كان قويا، لكنه ما يزال طفلا".

وأردفت "أين حقوق الأطفال، هذا طفل لماذا يعتقل ويقدم للمحاكمة كأنه إرهابي أو مجرم، يُحضر للمحكمة مقيد بالسلاسل الحديدية"، وتستطرد بقولها "هذا قدرنا علينا الصبر (...) حسبنا الله ونعم الوكيل".

وعبر وليد الشوبكي، والد الطفل محمد، عن استيائه من الطريقة التي أعتقل فيها نجله قائلا إنه "اعتقل وتعرض للضرب بأعقاب البنادق على رأسه، يتعرض للتعذيب خلال التحقيق، لماذا؟ هو لم يفعل شيئا".

من جانبه عد عاهد الشوبكي، جد الطفل اعتقال محمد بالصدمة الكبيرة للعائلة، بسبب صدمة الطريقة التي اعتقل فيها، وقال إنه "اعتقل محمد من أمام المسجد، كان يهم بالخروج بعد صلاة العصر، لم يكن يرتدي بعد حذائه، تعرض للضرب المبرح، ونقل بطريقة همجية".

وتابع أنه "في كل يوم نخشى أن يكون تعرض للطريقة ذاتها التي تعرض لها الطفل محمد مناصرة، من تعذيب وصراخ خلال التحقيق".

وكانت صورا أظهرت مناصرة من مدينة القدس خلال التحقيق، حيث تبادل محققون إسرائيليون التحقيق معه والصراخ والتهديد.

ويتساءل الرجل "أين هي حقوق الأطفال، محمد واحد من عشرات الاسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية".

"يتعرض الأطفال للتعذيب خلال الاعتقال والاستجواب والتحقيق وصولا إلى قاعات المحاكم"، بحسب لافي نصار مدير مكتب نادي الأسير الفلسطيني في مدينة قلقيلية.

وأضاف نصار أن "الاسرى الأطفال يتعرضون للاعتقال والتعذيب والتنكيل بشكل عام، والشوبكي تعرض لكل هذه الانتهاكات بالإضافة إلى التفتيش العاري".

وأردف أن "السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي نحو 220 مواطنا من محافظة قلقيلية، بينهم 18 طفلا، أفرج عن عدد منهم، تعرضوا بنسبة 100% لشكل واحد على الأقل من أشكال التعذيب".

وتابع أن "ما تقوم به السلطات الإسرائيلية بحق الأطفال الأسرى الفلسطينيين، ينتهك بشكل سافر القوانين الدولية، والقوانين والمعاهدات المتعلقة بالطفل والطفولة، ما يتطلب تدخلاً دولياً لوقفها"، مشيرا إلى أن ملف الاعتقالات مدرج في الملفات التي قدمتها الجهات الرسمية الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية.

وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 7 آلاف فلسطيني، بينهم 270 قاصرا، بحسب مصادر رسمية فلسطينية. 

التعليقات