12/05/2016 - 15:19

الآلاف يشاركون بمسيرة العودة بالنقب

انطلقت مسيرة العودة في قرية وادي زبالة المهجرة في النقب، اليوم الخميس، بمشاركة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بالداخل، رافعين الرايات الفلسطينية مؤكدين على حق العودة والتمسك بالأرض.

الآلاف يشاركون بمسيرة العودة بالنقب

تحت عنوان 'يوم استقلالهم يوم نكبتنا'، انطلقت مسيرة العودة في قرية وادي زبالة المهجرة في النقب، اليوم الخميس، بمشاركة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بالداخل، رافعين الرايات الفلسطينية مؤكدين على حق العودة والتمسك بالأرض، وانتهت بمهرجان خطابي على أرض القرية.

وفي كل عام، يحيي الفلسطينيون في الداخل ذكرى النكبة بمسيرة جبارة في إحدى القرى المهجرة، وتتولى تنظيمها لجنة المتابعة العليا ولجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، للتأكيد على حق العودة ونقل الرواية للذاكرة الجماعية في وعي الأجيال الشابة، وللتأكيد على أن الفلسطينيين، في كل أماكن تواجدهم، هم شعب واحد ولا يمكن فصلهم أو تقسيمهم.  

وافتتح المهرجان بالنشيد الوطني الفلسطيني، موطني، والوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذي قتلتهم العصابات الصهيونية عام 1948 ومن قتلتهم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وأذرعها طوال 68 سنة.

وقالت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة المشتركة، حنين زعبي، لـ'عرب 48'، إن 'المشاركة المهيبة في المسيرة تأكيد على أن المشروع الصهيوني لا يستطيع أن يعيد كتابة تاريخنا، المسيرة محطة وحاضر وذاكرة نقول فيها إن هذا الوطن هو وطننا وأم حياتنا عليها وحقنا نابع من أننا أصحاب الأرض الأصليين'.

وأكدت زعبي أن محاولة المشروع الصهيوني إعادة كتابة الرواية التاريخية وتصويرنا كغرباء وضيوف لن تنطلي علينا، النضال الذي نحمله يستند على تاريخنا وعلى وجودنا قبل الدولة العبرية'.

واعتبرت زعبي أن 'مطلبنا بالمساواة هو تنازل تاريخي، ونقول للمؤسسة الإسرائيلية إننا لن نقبل بأي تعريف يعطي أي امتياز لشعب هاجر إلى وطننا ونحن نقدم للمجتمع الإسرائيلي رؤيا ومشروع وطني مبني على المساواة الحقيقية، لأننا ديمقراطيون ونؤمن بالعدالة والحريات نقدم مشروعًا للعيش المشترك، له معنى واحد هو عودة اللاجئين والاعتراف بنا كأبناء وطن وإلغاء كافة الامتيازات للشعب الذي هاجر إلى أرضنا وهجّر أبناء شعبنا'. 

وقال عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، لـ'عرب 48' إن تنظيم المسيرة في النقب 'كان حلمنا منذ سنوات، ومن هنا نريد إيصال رسالتين، الرسالة الأولى للسلطة بأننا شعب واحد ولا بديل لنا عن حق العودة'.

وتابع الزبارقة أن 'الرسالة الثانية هي إلى أبناء شعبنا المشاركين وغير المشاركين في هذه المسيرة، ونحن نطمح لمشاركة أوسع في هذه المسيرة وكل المسيرات الأخرى'.    

وتولى عرافة المهرجان عضو لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، المحامي واكيم واكيم، وشدد على أن حق العودة يشكل أحد أهم الثوابت الوطنية الفلسطينية، وهو حق مقدس فردي وجماعي غير قابل للتفويض، وعنده تتلاشى كل الاختلافات الفكرية والسياسية، واليوم 'نسمع صوتًا واحدًا كما في مسيرة كل عام يؤكد على حق العودة، في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل باستقلالها حسب التقويم العبري'.

وأضاف واكيم أن 'كانت حصة أهلنا في النقب كبيرة جدًا من سياسات الترحيل والتهجير وهدم التجمعات السكنية، ووصل تعدادها إلى نحو مئة تجمع سكاني، وهجرت إسرائيل نحو 90% من أهالي النقب إلى خارج الحدود، ونحن جئنا لنقول إننا متمسكون بحق العودة إلى بيوتنا وبالحق في حياة كريمة، وأننا لم ولن ننسى'.

واختتم واكيم 'هنا نجدد الوعد والقسم ومعنا كل الشرفاء والوطنيين وقيادات شعبنا من أحزاب وحركات سياسية ومنظّمات المجتمع المدني، هنا نتوّحد ونشعر بالخطر الذي يداهمنا، خاصة أن الاستيطان مستمر بالتطاول علينا وعلى جرحنا الدامي، وتصدر القوانين العنصرية بهدف حذف حق النكبة وما هذه القوانين إلا مؤشر على الهزيمة النفسية للمشروع الصهيوني وتبا للقوانين العنصرية ، قوانين شطب الذاكرة'.

وقال رئيس لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، نايف حجو، لـ'عرب 48'، إن تنظيم المسيرة في النقب 'خطوة استراتيجية اتخذتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، بسبب الهجمة السلطوية على القرى غير المعترف بها، ومن اجل إحياء ذكرى القرى المهجرة في النقب والتي يبلغ عددها نحو 50 قرية في لواء بئر السبع'.  

ووجه حجو رسالة إلى الأهل في النقب، قال فيها 'نحن معكم بكل ما نملك ضد الهجمة الصهيونية المسعورة الهادفة للسيطرة على الأراضي العربية وضمها للمستوطنات وترحيل أهالي القرى الغير معترف بها وهدم المنازل بشكل عشوائي وتشريد الأهالي'.

وأكد  حجو أنه 'لن تمر هذه المؤامرة، سنتصدّى لها بوحدة وطنية من أقصى الجليل إلى أقصى النقب، باسم جمعية الدفاع أحييكم تحية النضال والوحدة الوطنية من أجل تحقيق آمالنا في العودة إلى قرانا، نقول لأبناء شعبنا نلتقي اليوم لنتذكرّ ونذكّر أن في هذا التاريخ المشؤوم تم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين المغتصبة'.

وفي كلمته، قال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة: 'أوجِّه تحيتي للجنة الدفاع عن حقوق المهجرين وأريد أن أحيي المبادرة التي شاهدتموها في مستهل المهرجان وهي ان يختلط التراب الواحد في المكان الواحد، تراب المثلث والجليل بتراب النقب. وكرئيس للمتابعة، أحيي كل من شارك واعتذر لكل من كان يجب أن يشارك. نحن نستطيع أن نقاوم النسيان بالذاكرة حقيقة أننا نقيم هذا المهرجان في النقب إنما يهدف أولا كما في كل عام إلى طرح ملف التهجير وطرح ملف العودة'.

وتساءل بركة في كلمته 'كيف حصلت هذه الأغلبية اليهودية، أليست بجريمة تطهير عرقي بتهجير غالبية شعبنا، هل يمكن أن تبرر هجرة اليهود إلى هنا بأنها سبب بعدم عودة شعبنا؟ لا نقبل أن يكون التطهير والتهجير هو القاعدة الأخلاقية وعودة الناس إلى بيوتها هي الشذوذ، القمع والاحتلال هو الشذوذ ومحاولة فرض الاحتفال على الضحية هي الشذوذ بعينه، يقولون أن الفلسطينيين هربوا وليس هُجّروا؟ هربوا من من؟ أليس من مجارزكم؟ النكبة لا تنتهي إلا بعودة اللاجئين إلى وطنهم'.

 

اقرأ/ي أيضًا | دعوة للمشاركة الحاشدة في مسيرة العودة بالنقب

التعليقات