29/05/2016 - 19:20

مساع نحو تخليد أرشيف الملصق الفلسطيني بذاكرة العالم

يسعى الفلسطينيّون إلى تسجيل أرشيف الملصق الفلسطينيّ على لائحة ذاكرة العالم في منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثّقافة، اليونسكو.

مساع نحو تخليد أرشيف الملصق الفلسطيني بذاكرة العالم

ملصق فلسطينيّ في الذّكرى 68 للنكبة

يسعى الفلسطينيّون إلى تسجيل أرشيف الملصق الفلسطينيّ على لائحة ذاكرة العالم في منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثّقافة، اليونسكو.

وقال وزير الثّقافة الفلسطينيّ، إيهاب بسيسو، على هامش ندوة بعنوان 'صور من الثّقافة الفلسطينيّة'، أقيمت السّبت في متحف محمود درويش في رام الله، إنّه تمّ تقديم طلب لليونسكو بهذا الخصوص.

ويضمّ أرشيف الملصق الفلسطينيّ، 11 ألف ملصق مختلف منذ القرن الـ 19، تتناول موضوعات مختلفة، اجتماعيّة، ثقافيّة وسياسيّة، نجح أكاديميّون فلسطينيّون وعرب وأجانب في جمعها.

وتعتبر هذه المحاولة الثّانية التي يعمل الفلسطينيّون فيها على تسجيل أرشيف ملصقهم على لائحة 'ذاكرة العالم' في اليونسكو، بعد أن رفضت قبل عامين، لأسباب قيل إنّها تتعلّق بمعاداة بعض هذه الملصقات للساميّة.

وقال بسيسو 'سنعمل على أن يكون أرشيف الملصق الفلسطينيّ جزءًا من ذاكرة العالم'.

وأضاف 'هذه المرّة نعيد ترشيحه لأنّنا نعتقد أنّه أصبح الآن من التّراث العالميّ ومن ذاكرة العالم. لا يمكن استبعاده تحت أيّ مسوّغ سياسيّ'.

وتابع 'هذا يتيح المجال للكثير من الباحثين في تحليل ودراسة تطوّر المفاهيم البصريّة في التّجربة الفلسطينيّة في هذا السّياق'.

ويرى بسيسو أنّ 'اتّهام الملصق الفلسطينيّ بأيّ شكل سياسيّ، هو محاولة لمحاصرة الرّواية الفلسطينيّة وعزلها'.

وقال 'هناك سياق سياسيّ تاريخيّ ثقافيّ لأيّ دولة في العالم. هذا جزء من تراثها وثقافتها، وبالتّالي الملصق الفلسطينيّ الذي ظهر قبل قيام دولة إسرائيل، عندما كان في بعده الاجتماعيّ والتّجاريّ وتطوّر بعد النّكبة وتطوّر مع تطوّر الخطاب السّياسيّ بعد قيام منظّمة التّحرير الفلسطينيّة'.

وأضاف 'نحن نقول إنّ الملصق مهمّ جدًّا من أجل توثيق تجربتنا السّياسيّة وذاكرتنا الوطنيّة وتوثيق مرحلة تاريخيّة ويجب أن يكون جزءًا من ذاكرة العالم'.

وأوضح وزير الثّقافة في دفاعه عن أرشيف الملصق الفلسطينيّ وضرورة أن يكون جزءًا من ذاكرة العالم 'أنّه جهد أكاديميّين ليس فيه أيّ بعد في معاداة السّامية وهو جهد لتوثيق الحركة الثّقافيّة الوطنيّة والسّياسيّة في سياقها الفنيّ والبصريّ'.

وقدّم سليم تماري أحد الأكاديميّين المشاركين في جمع أرشيف الملصق الفلسطينيّ عرضًا لتطوّر الملصق الفلسطينيّ منذ نهاية القرن الـ 19، مرورًا بالكثير من التطوّرات التي شهدتها القضيّة الفلسطينيّة.

وأتاح تماري للجمهور مشاهدة عشرات الملصقات التي منها ما هو إعلانات تجاريّة، وأخرى ثقافيّة بالإضافة إلى العسكريّة خلال فترة الحكم العثمانيّ والحربين العالميّة الأولى والثّانية.

ومن بين الملصقات التي تمّ عرضها على شاشة كبيرة في قاعة المتحف، إعلانات عن حفلات غنائيّة لسيّدة الغناء العربيّ، أم كلثوم، في القدس ويافا عام 1935، وأخرى للموسيقار الفلسطينيّ، روحي الخماش، إضافة إلى ملصقات حول قطار الحجاز والجيش العثمانيّ وأقسامه المختلفة التي تخصّص المصوّر الفلسطينيّ خليل رعد (1857-1956) فيها.

وشارك الأكاديميّ الأميركيّ، دان ولش، صاحب فكرة جمع أرشيف الملصق الفلسطينيّ في النّدوة، عبر سكايب، وتحدّث عن حكايته مع الملصق الفلسطينيّ الذي شاهده للمرّة الأولى في منتصف السّبعينات خلال عمله في المغرب.

وقال إنّه بدأ بعد ذلك بالعمل على جمع أرشيف الملصق الفلسطينيّ، ولديه موقع على الإنترنت لأرشيف الملصق يضم 11 ألف ملصق شارك فيها 2135 فنّانًا فلسطينيًّا وعربيًّا وأجنبيًّا، مع توثيق كامل لكلّ ملصق حول تاريخه والمكان الذي ظهر فيه.

وأضاف أنّ هذا العدد يزداد بشكل يوميّ، والأمر الذي يميّز الملصق الفلسطينيّ أنّه ما زال مستمرًّا إلى الآن، ويقدّم رواية للقصّة الفلسطينيّة.

وجرى على هامش النّدوة عرض مجموعة من الملصقات الفلسطينيّة من بينها بوستر منذ عام 1978 يظهر فيه مبنى الأمم المتّحدة وقد لفّ جزء منه بالكوفيّة الفلسطينيّة وكتب أسفله باللغتين العربيّة والإنجليزيّة 'الحرب تندلع من فلسطين، والسّلم يبدأ من فلسطين'.

التعليقات