22/06/2016 - 09:13

القدس الشرقية المحتلة: المزيد من الفلسطينيين تحت خط الفقر

ويعتبر ارتقاع نسبة الفقر في المجتمع الفلسطينيّ في القدس الشّرقيّة المحتلّة، خلال عام واحد فقط (2013-2014)، بما يعادل 8%، أمرًا في غاية الخطورة، لما يحويه المعطى من حدّة في التّدهور وسرعة الانزلاق نحو مستويات اقتصاديّة أكثر تدنّيًا.

القدس الشرقية المحتلة: المزيد من الفلسطينيين تحت خط الفقر

ارتفعت نسبة الفلسطينيّين في القدس الشّرقيّة المحتلّة ممّن يعيشون تحت خطّ الفقر، وفق ما نشره مؤخّرًا 'معهد القدس لدراسة إسرائيل' (وهو معهد إسرائيليّ صهيونيّ) اعتمادًا على معطيات اللجنة المركزيّة للإحصاء والتّأمين الوطنيّ. ووفق ما نشر، فإنّ ما يعادل نسبة 82% من فلسطينيّي القدس الشّرقيّة المحتلّة، رزحوا تحت خطّ الفقر (وفق التّعريفات الإسرائيليّة)، عام 2014، مقارنة بـ 22%  ممّن عاشوا تحت خطّ الفقر من مجمل سكّان إسرائيل، بينما انتسب إلى دوائر الفقر، في العام ذاته، ما يعادل 49% فقط من مجمل سكّان مدينة القدس، بشقّيها الغربيّ والشّرقيّ، عربًا ويهودًا؛ وهو ما يشكّل تدهورًا خطيرًا في الوضع الاقتصاديّ للفلسطينيّين الذين يقطنون القدس الشّرقيّة المحتلّة، والذين شكّلوا عام 2013 نسبة 76% من مجمل السّكّان الفقراء، بينما وصلت نسبتهم من مجمل الفقر عام 2006، ما يعادل 66%.

ويعتبر ارتقاع نسبة الفقر في المجتمع الفلسطينيّ في القدس الشّرقيّة المحتلّة، خلال عام واحد فقط (2013-2014)، بما يعادل 8%، أمرًا في غاية الخطورة، لما يحويه المعطى من حدّة في التّدهور وسرعة الانزلاق نحو مستويات اقتصاديّة أكثر تدنّيًا.

ويقطن القدس الشّرقيّة المحتلّة 300 ألف فلسطينيّ، يعرّفون على أنّهم من أكثر الشّرائح المجتمعيّة فقرًا في البلاد، إلّا أنّ العقد الأخير شهد تدهورًا حادًّا في أوضاعهم الاقتصاديّة المتردّية أصلًا، لتهبط مستويات المعيشة بشكل حادّ، ما يترجم بشكل مباشر على الحياة اليوميّة والنّواقص الآخذة في التّزايد لدى العائلة الفلسطينيّة.

ويربط اقتصاديّون هذا الهبوط الحادّ في مستويات المعيشة والاقتصاد بجدار الفصل العنصريّ بين مدينة القدس المحتلّة والضّفّة الغربيّة المحتلّة، ما شلّ من الحركة الإنسانيّة والتّجاريّة التي سبقت بناءه، إذ أنّ كثيرًا من المصالح التّجاريّة في القدس الشّرقيّة المحتلّة اعتمدت على زبائن من الضّفّة الغربيّة، ما أدّى إلى ارتفاع حادّ في الأسعار، بعد انقطاع السوّق والحركة والتّنقلّ بين القدس والضّفّة الغربيّة.

وتشير صحيفة 'هآرتس' الصّادرة، صباح اليوم الأربعاء، إلى أنّ الهبّة الشّعبيّة الفلسطينيّة، سبّبت إقالة فلسطينيّين مقدسيّين من عملهم، لانحسار السّياحة في القدس. إضافة إلى ذلك، فإنّ الحواجز العسكريّة التي ينصبها الاحتلال الإسرائيليّ على مداخل القدس، تؤثّر سلبًا على الاقتصاد، لإعاقتها حركة نقل البضائع الفلسطينيّة من الضّفّة الغربيّة المحتلّة إلى القدس الشّرقيّة المحتلّة، ما أدّى إلى ارتفاع حادّ في الأسعار.

وتظهر هذه المعطيات الشّرخ والهوّة العميقين بين شطري القدس، الغربيّ والشّرقيّ، حيث أنّ الأخير لا يمكنه التّعويل على معيل واحد للعائلة، إذ أنّ نسبة 89% من عائلات الفلسطينيّين المقدسيّين ممّن يعيشون تحت خطّ الفقر، تعتمد على معيل واحد.

ينضاف إلى هذه المعطيات، الإهمال المؤسّساتيّ الممنهج تجاه فلسطينيّي القدس الشّرقيّة المحتلّة، ما يعيق من تحصيلهم حقوقهم الأساسيّة، تحت تبريرات وذرائع إسرائيليّة مختلفة.

اقرأ/ي أيضًا | عام على الحرب: 39٪ من الغزيين تحت خط الفقر... و50٪ يريدون الهجرة

ويطالب أصحاب محالّ تجاريّة ممّن ينوون تشغيلهم، الإتيان بما يسمّى 'شهادة حسن سلوك' من الشّرطة الإسرائيليّة، وهو ما يزيد الطّين بلّة، لأنّ كثيرًا من المقدسيّين الفلسطينيّين يملكون سجّلات أمنيّة، ما يعيق إمكانيّة تشغيلهم.

التعليقات