08/09/2016 - 11:16

جهود لتوحيد مبادرات إنهاء الانقسام الفلسطيني

لا زال الانقسام الفلسطيني يلقي بظلاله، على الحياة السياسية والوطنية العامة، نظراً لتداعياته السلبية، التي تضاف إلى غيرها من العوامل والأسباب على القضية الوطنية الفلسطينية برمتها.

جهود لتوحيد مبادرات إنهاء الانقسام الفلسطيني

عوض عبد الفتاح

عبد الفتاح: من الضروري توحيد المبادرات، وبلورة الفضاء الثالث
الزبري: هناك حاجة لخلق ضغط شعبي لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة


لا زال الانقسام الفلسطيني يلقي بظلاله، على الحياة السياسية والوطنية العامة، نظراً لتداعياته السلبية، التي تضاف إلى غيرها من العوامل والأسباب على القضية الوطنية الفلسطينية برمتها.

ثلاث مبادرات فلسطينية، انطلقت في محاولة لرسم إستراتيجية لمواجهة أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية، هي مبادرة جنوب أفريقيا، والذي أطلقها رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل، عوض عبد الفتاح، وتجمع "وطنيون من أجل إنهاء الانقسام"، ومبادرة مركز "مسارات"، حيث تجري محاولات الآن على تنسيق الجهود والرؤى ما بين المبادرات الثلاث للوصول إلى الرؤية التكاملية الشاملة.

وقال عبد الفتاح، إن "المساعي التي تجري الآن لتقريب المبادرات الثلاث، هدفها إحداث نوع من النهضة في الحراك المجتمعي لمواجهة أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو عنوان أشمل وأكبر من إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، لأن أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية قائمة منذ سنوات، واتفاقية أوسلو جسدت تلك الأزمة بشكل عميق".

وأضاف أنه "مع تعمق تداعيات تلك الأزمة الوطنية غير المنتهية والمتمثلة بالانقسام الداخلي، وتآكل المشروع الوطني، أصبح من الضرورة أن تسعى المبادرات الثلاث للتكامل، من خلال الاستعانة بمبادرة مؤسسة مسارات التي توصلت إلى صياغة وثيقة وطنية مفصلة لكيفية إعادة بناء الحركة الوطنية وإنهاء الانقسام كمرجعية فكرية شاملة. كذلك مبادرة جنوب أفريقيا التي تسعى إلى وضع رؤية وطنية مشتركة للمشروع الوطني الفلسطيني وآلية لتفعيل الشارع الفلسطيني حول رؤية وطنية جامعة يشترك في بنائها كل القوى الشعبية، بحيث يكون البناء من أسفل إلى أعلى، ومبادرة "وطنيون فلسطينيون لإنهاء الانقسام" الهامة التي بدأت بالتواصل مع الشارع مباشرة، لكنها تبقى بحاجة إلى رؤية وأسس واضحة".

وأكد أن "هذه المبادرات والمساعي تحمل إمكانية إعادة الناس إلى السياسية وبلورة فضاء شعبي ثالث مع رؤية وطنية جامعة ذات بعد إستراتيجي وليس بعداً مؤقتاً".

وكشف عبد الفتاح عن عقده عدة لقاءات لتنسيق الجهود بين المبادرات الثلاث، كان آخرها عقد لقاء في مدينة رام الله، الإثنين الماضي، مع أعضاء من تجمع "فلسطينيون لإنهاء الانقسام"، وجرى الاتفاق العمل على تطوير المبادرات بالاستناد إلى وثيقة مركز مسارات وإلى أوراق المبادرة المذكورة.

وأشار إلى الدور الايجابي الذي تلعبه جنوب أفريقيا من خلال السفير أشرف سليمان، الذي سيقوم بدور مهم خلال الفترة المقبلة من خلال لقاء القائمين على المبادرات الوطنية الثلاث، لتعزيز التنسيق بينها والذي لا زال في بداياته الأولى.

وأعرب عن ارتياحه للدور المهم الذي تنوي أن تلعبه جنوب أفريقيا في المرحلة المقبلة، كونها تشرف على مبادرة جنوب أفريقيا، حيث جرى لقاء مع السفير سليمان واطلاعه على كافة تفاصيل اللقاءات، وأبدى استعداده من أجل لقاء مركز مسارات، وتجمع "فلسطينيون لإنهاء الانقسام"، حتى تكون هذه المبادرات القوة الضاغطة على أطراف الانقسام .

من جانبه، قال عضو تجمع "فلسطينيون لإنهاء الانقسام" الذي يسعى إلى استعادة الوحدة الوطنية، تيسير الزبري، إن "مبادرة "فلسطينيون لإنهاء الانقسام" انطلقت من قطاع غزة من خلال شخصيات وطنية مثل جميل مجدلاوي، القيادي السابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونواب في المجلس التشريعي، حيث جرى عقد مؤتمر وطني في شهر تموز/ يوليو الماضي، لإعلان هذا الإطار، وتشكيل لجانه المختلفة التي تحاول أن تنقل الموقف الوطني الجامع ضد الانقسام إلى ضغط شعبي في الشارع".

وأضاف أن "اللقاءات والاتصالات الثنائية، والمحاصصة التي جرت في المرحلة السابقة، بين فتح وحماس لم تثمر عن شيء حتى الآن، ولذلك كان من الضروري محاولة خلق حالة ضغط شعبي من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة".

وحول جهود سفير جنوب أفريقيا، قال الزبري، إنه "لم نطلع على المبادرة إلا بالأمس حين كنا في اجتماع مع الأخ عوض عبد الفتاح، الذي شرح لنا خلفية المبادرة التي بدأت على أرض جنوب أفريقيا في العام الأخير، والتي تحدث الآن بالتعاون مع مبعوثي الرئيس الأفريقي للشرق الأوسط".

الضلع الثالث في المبادرة (فلسطينيون من أجل الانقسام) هو النائب جميل مجدلاوي في غزة، قال إنه أجرى اتصالات ولقاءات مع العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والاجتماعية وسلم كل ما توصل إليه إلى لجنة من الناشطين ليكملوا العمل والتنسيق لإنجاح مبادرات الوحدة.

التعليقات