05/07/2017 - 19:34

هنية يعلن أولويات حماس واقتراب صفقة تحرير الأسرى

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أولويات الحركة في المرحلة المقبلة، وأكد اقتراب صفقة تحرير الأسرى وأن الفلسطينيين لن يسمحوا بتصفية القضية الفلسطينية من خلا مبادرات سلام إقليمية أو اقتصادية، كما دعا إلى إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة موحدة،

هنية يعلن أولويات حماس واقتراب صفقة تحرير الأسرى

إسماعيل هنية

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أولويات الحركة في المرحلة المقبلة، وأكد اقتراب صفقة تحرير الأسرى وأن الفلسطينيين لن يسمحوا بتصفية القضية الفلسطينية من خلا مبادرات سلام إقليمية أو اقتصادية، كما دعا إلى إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة موحدة، وثمن الدور القطري في مساعدة الفلسطينيين.

وحذر هنية في خطاب له في مدينة غزة، مساء اليوم الأربعاء، من التورط في مُشروع "السلام الإقليمي أو الاقتصادي" مع إسرائيل، الذي قال إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تسعى من خلاله "إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وأضاف هنية حول "أولويات الحركة في المرحلة القادمة" أنه "لن نسمح أبدًا بتمرير أية مشاريع تتجاهل مصالح وحقوق شعبنا الثابتة تحت أي ذريعة كانت". وقال هنية إنه "منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية، بدأت بشكل متسارع وبضغط إسرائيلي، التحركات لابتزاز القوى العربية والإسلامية، لتصفية القضية الفلسطينية".

وأضاف "أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق الشعب في الحرية وإقامة دولة فلسطينية ذات السيادة، وعاصمتها القدس، لن يكتب لها النجاح". وأكمل قائلًا "سنقف سدًا منيعًا في وجه تلك التسويات، مهما كلفنا ذلك من ثمن، كما نعتبر التجاوب مع الإملاءات الأميركية المتكررة والهادفة إلى ضرب كل قيمنا المقدسة من أخطر ما تعاني منه السياسة الرسمية الفلسطينية".

وجدد هنية رفض حركته لأي مشروع يحمل بين طياته محاولة لتوطين اللاجئين أو ما يسمى بـ"حل الوطن البديل". وقال "نؤكد أن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية وإنما سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية، فهي قضية سياسية بامتياز، وأن حق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم".

وطالب هنية بوضع استراتيجية "عربية فلسطينية"، لحماية "حق العودة، ولمواجهة مشاريع التوطين".

ومن جانب آخر، أعلن هنية، خلال المؤتمر، أن حركته فتحت صفحة جديدة في علاقتها مع مصر. وقال إن تلك العلاقة، شهدت في الفترة الأخيرة، نقلة نوعية، مشيرًا إلى تطلعه لـ"تعاظم الدور المصري مجددًا في كافة المسارات المتعلقة بالقضية والشأن الفلسطيني".

هنية خلال خطابه على أن علاقات حركته بمصر تتطور بشكل جيد، وقال إن التفاهمات التي تم عقدها مؤخرا مع السلطات المصرية، سوف تنعكس "إيجابيا" على الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.

وأضاف:" نتابع بمسؤولية عالية العلاقة مع مصر، وتطويرها، وبنائها على أسس ثابتة، تقديرًا منا لمكانة مصر ودورها التاريخي في حماية ونصرة القضية الفلسطينية".

وبين هنية أن وفود الحركة، التي توجهت نحو القاهرة، للتباحث مع مسؤولين مصريين، وجدوا "الاستجابة المصرية من أجل معالجة أزمات غزة". وأكد أن جهات رسمية مصرية أصدرت قرارات، لتنفيذ حزمة من الإجراءات والسياسات لتخفيف الأزمات في غزة.

وكشف هنية أن عمليات البناء والترميم الجارية في معبر رفح البري، جنوبي القطاع، تمهد لإعادة فتحه في أقرب وقت.

كما أشار إلى أن الوفود التابعة للحركة بحثت مع المسؤولين المصريين "العديد من المشاريع الإنسانية والاقتصادية". وقال إن هذه التفاهمات ستمثل توطئة لمصالحة وطنية شاملة، ستضعها الفصائل الفلسطينية مجتمعة.

وثمن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، وقطاع غزة. وقال هنية في خطابه، إن خطوة حركته بالتقارب مع مصر، جاءت بعد الإجراءات التي نفذها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تجاه القطاع.

ويعاني قطاع غزة، حاليا، من أزمات معيشية وإنسانية حادة، جراء خطوات اتخذها الرئيس الفلسطيني، ومنها فرض ضرائب على وقود محطة الكهرباء، والطلب من إسرائيل تقليص إمداداتها من الطاقة للقطاع، بالإضافة إلى تقليص رواتب موظفي الحكومة.

وبرر الرئيس عباس هذه الخطوات برغبته في إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وإجبار حركة حماس على تطبيق اتفاقيات المصالحة وتسليم قطاع غزة إلى حكومة الوفاق.

وعلى الصعيد الداخلي، أكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أن أولوية حركته تتمثل في تحقيق المصالحة الوطنية وبناء شراكة وطنية تجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية.

وقال هنية في هذا الإطار إن "هذه المهمة ستبقى على رأس أولويات الحركة، وسنبذل كل الجهود من أجل استعادة اللحمة الوطنية، ولتأسيس استراتيجية نضالية موحدة قائمة على الحفاظ على الثوابت".

ودعا هنية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تفي بكل التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وجدد هنية رفض حركته لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها الحركة لإدارة الوزارات بغزة، مشترطًا التزام حكومة الوفاق بواجباتها تجاه القطاع.

ويطالب الرئيس عباس حركة حماس بحل اللجنة الإدارية والموافقة على تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات تشريعية، كشرط للتراجع عن إجراءاته تجاه قطاع غزة.

وكانت حركة حماس قد شكلت في آذار/ مارس الماضي "لجنة إدارية" للإشراف على عمل الوزارات الحكومية في قطاع غزة، وهو ما قوبل باستنكار الحكومة الفلسطينية، وبررت حماس خطوتها بـ"تخلي الحكومة عن القيام بمسؤولياتها في القطاع".

وطالب هنية الحكومة الفلسطينية بـ"التراجع كافة الإجراءات العقابية بحق غزة"، مشددًا على أن تلك الإجراءات "أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني".

وعن علاقة "حماس" مع الدول العربية والإسلامية، أكد هنية أن حركته متمسكة بسياستها في "تجنب أي صراع أو خلاف مع أي نظام عربي واسلامي".

وأوضح هنية أن حركته، تسعى لتمتين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية على أساس عدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام خصوصيتها.

وقال في هذا السياق "لكل أشقائنا في الدول العربية، نقول لهم اطمئنوا إلى حماس؛ فلن يأتيكم منها إلا الخير، والحركة متمسكة باستراتيجية ثابتة لديها بحصر معركتها على أرض فلسطين، وإن مواجهتها هي فقط مع العدو الصهيوني، وإن بوصلتها مقدسية".

ولفت إلى أن حركته ستعمل في المرحلة القادمة، على "الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية، والعمل مع الجميع لدعم القضية الفلسطينية".

وحول الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، أعرب هنية عن تأييد حركته لكافة المساعي والجهود التي تبذل من أجل إنهاء التوتر وإعادة اللحمة الخليجية والعربية.

ودعا هنية إلى "حقن الدماء وتعزيز منهجية الحوار للتوافق على حلول مناسبة للقضايا موضع الخلاف والنزاع سواء داخل الأقطار أو فيما بين الدول العربية والاسلامية".

وعبر عن رغبة حركته في وحدة الأمة، داعيًا دول "الخليج"، إلى "معالجة الخلافات بالحوار وبتغليب عوامل الوحدة التي ميزتهم".

وحول الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، قال هنية إن "التصعيد الإسرائيلي بحقهم يجب أن يتوقف". ووصف عملية الاعتقال الإداري للفلسطينيين بـ"الإرهاب، على مرمى ومسمع العالم".

وأكد أن عملية تحرير الأسرى الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية "باتت أقرب من أي وقت مضى".

وثمن هنية، خلال المؤتمر، دور قطر في دعم الشعب الفلسطيني، ووقوفها إلى جانب قطاع غزة خلال سنوات حصاره الـ11.

كما أشاد بدور تركيا التي قال إنها ساندت الفلسطينيين سياسيًا وماليًا وإنسانيًا، ووقفت مع معاناتهم، وقدمت العديد من المشاريع والمساعدات بغزة.

واستذكر هنية في خطابه، شهداء الشعب التركي الذين قضوا قبالة شواطئ غزة عام 2010 إبان محاولتهم كسر الحصار عنها، على متن سفينة "مافي مرمرة".

كما شكر هنية إيران، في دعمها لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس. ووجه كذلك الشكر للمملكة العربية السعودية، ولكافة "الدول التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني". وأكد هنية رفض حركته للتطرف الفكري، وقال إن حماس تنتمي للمدرسة الوسطية، وتربي أبناءها على نبذ التعصب والغلو. وقال إن حماس كذلك ترفض الإرهاب، لكنها لا تعتبر المقاومة "إرهابا".

 

التعليقات