24/11/2017 - 23:07

34 عاما على إنجاز أكبر صفقة لتبادل الأسرى

دولة الاحتلال الإسرائيلي رضخت في النهاية للمطالب الفلسطينية بعد أن أدركت أن التلكؤ ليس لصالحها ووافقت على الشروط في المفاوضات النهائية لعملية تبادل الأسرى التي تمت في تاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1983.

34 عاما على إنجاز أكبر صفقة لتبادل الأسرى

يصادف اليوم الجمعة مرور 34 عاما على إنجاز أضخم صفقة تبادل للأسرى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1983 حيث تم خلالها إطلاق سراح وتحرير 4600 أسير فلسطيني ولبناني وسوري (الجولان المحتل) مقابل 6 جنود إسرائيليين.

واستمرت المفاوضات مع حركة فتح والثورة الفلسطينية عبر وساطات دولية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والنمسا في شخص المستشار آنذاك كرايسكي وغريسنا في مرحلة لاحقة ما يقارب من العام والنصف حيث شكل الرئيس الشهيد ياسر عرفات لجنة متابعة واتصالات مع الأطراف المعنية في حين كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد غيرت لجان المتابعة التابعة لها لأكثر من مرة في محاولة للتعنت والمساومة وقد تعرضت المفاوضات للشلل أكثر من مرة .

إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي رضخت في النهاية لمطالب حركة التحرير الوطني الفلسطيني بعد أن أدركت أن التلكؤ ليس لصالحها ووافقت على الشروط الفلسطينية في المفاوضات النهائية لعملية تبادل الأسرى التي تمت في تاريخ 24 نوفمبر 1983.

وتمت المفاوضات مع ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر جون هفيلكير تحت أزيز الرصاص والإنفجارات في طرابلس والذي كان اقترح أن يتم إجراء عملية التبادل في عرض البحر حيث تم الاتفاق على تحديد مكان اللقاء في شمال غرب جزيرة رانكين في تمام الساعة 12 ليلة 23 – 24 / 11 / 1983 والذي قام أيضا بنقل مطالب حركة فتح والرئيس عمار إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمطالب وتمثلت في:

1- إطلاق سراح أسرى معتقل أنصار والنبطية وصيدا وصور .

2- إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي .

3- إعادة أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني.

4- الإفراج عن ركاب الباخرتين كورديلا وحنان .

وأصر الرئيس أبو عمار على المطالب الفلسطينية ووقع أبو جهاد في حينها على وثيقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسليم 6 جنود إسرائيليين في نفس الوقت الذي يتم فيه تحرير الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين في حين وقع وزير الجيش الإسرائيلي في حينها موشيه آرنس على وثيقة الصليب الأحمر والتي نصت الوثيقة على أن تكون عملية التبادل بثلاث مراحل :

1- التحرك على الشاطيء اللبناني وأن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح ركاب الطائرة الأولى من مطار اللد باتجاه الجزائر.

2- تتسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجنود الأسرى مقابل سماح إسرائيل بإطلاق الطائرة الثانية التي تقل الأسرى إلى الجزائر.

3- بعد تسلم الجانب الفرنسي للجنود الأسرى تقوم إسرائيل بالسماح للطائرة الثالثة بالإقلاع نحو الجزائر على أن يتم إطلاق سراح معتقلي معسكر أنصار الذين اختاروا البقاء في لبنان ونقل الأسرى الفلسطينيين من مطار اللد إلى الجزائر بواسطة طائرة جامبوا الفرنسية .

في تمام الساعة العاشرة من ليل الخميس الموافق 23 / 11 / 1983 بدأت في ميناء طرابلس بشمال لبنان حركة غير عادية حيث الزوارق البخارية على أهبة الإستعداد وبداخلها حراسات مشددة من حركة فتح وبعض مرافقي الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومسؤولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليتم نقل الجنود الإسرائيليين الأسرى إلى الميناء ومن الزوارق إلى إحدى السفن الفرنسية التي كانت ترفع علم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكانت تبعد مسافة 8 كلم عن شواطيء طرابلس حيث قام رئيس الوفد الإسرائيلي، شموئيل تامير، باستلام جنودهم الأسرى من مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر .

وفي جنوب لبنان كانت تجري عملية مماثلة حيث عرضت قيادة الجيش الإسرائيلي على معتقلي أنصار البقاء في لبنان أو نقلهم إلى الجزائر فاختار 3600 أسير البقاء في لبنان وتم نقلهم في 120 حافلة والبقية التي بلغ تعدادها 1024 أسيرا فقد تم نقلهم تحت حراسات مشددة إلى مطار اللد ليتم نقلهم بواسطة الطائرات الفرنسية إلى الجزائر.

التعليقات