18/05/2018 - 12:24

الأب مسلم يدعو لعصيان مدني على السلطة حتى تفك الحصار عن غزة

وجه رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا، الأب منويل مسلم، عبارات انتقاد جريئة لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وجميع المسؤولين الفلسطينيين والعرب.

الأب مسلم يدعو لعصيان مدني على السلطة حتى تفك الحصار عن غزة

الأب منويل مسلم

وجه رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا، الأب منويل مسلم، عبارات انتقاد جريئة لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وجميع المسؤولين الفلسطينيين والعرب، في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، يوم الإثنين الماضي.

رجل الدين المسيحي الفلسطيني، مسلم، المعروف بمقاومته للاحتلال ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن المقاومة ورجالها، ومطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كتب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورا مطولا، حمل من بدايته إلى نهايته انتقادات، بدأها بأنه "يجب كسر حصار رام الله لغزة وكسر إرادة محاصريها. بالقرب من المقاطعة انصبوا خيامكم وأشعلوا نار قلوبكم حبا لغزة. تستحق غزة أن نبدأ بالعصيان المدني السلمي على السلطة حتى تفك الحصار عن غزة ونعطيها جميع حقوقها الوطنية. وارفعوا شعار: "لا لموت غزة قهرا".

وتلا ذلك قوله إنه "نسمع من منظمة التحرير، من منابرها ومساجدها هذا القول: ‘إما أن نتسلم من حماس إدارة غزة من الباب إلى المحراب أو تدير حماس شؤون غزة من الباب إلى المحراب’.

اسمعي يا منظمة التحرير ويا جميع مؤسسات السلطة ويا جميع المسؤولين فيها: فلسطين من بابها إلى محرابها ليست بقرة حلوبا لأحد فيكم ولا هي حَرْثا لأحد فيكم. وثرواتها ليست بضاعة في دكاكين أهلكم. فلا بطون شعبها تنتظر منكم طعاما ولا ماء ولا شرابا، فالطعام والماء والشراب، طعامهم وشرابهم؛ ولا مَرْضاهم تنتظر تبرعا منكم بحبة دواء واحدة للعلاج، فالدواء دواؤهم؛ ولا أطفالها تنتظر أن تعلموهم حرفا من لغتكم الهابطة، فالعلم والكتب والتكنولوجيا حقهم بلا منازع؛ ولا بناتها بحاجة إلى قرش واحد مهرا، فالمال مالهن ومهرهُنّ، وأنتم ‘تَحُوشون’ وتستأثرون بكل شيء وهي ليست لكم بل لهم ولهنّ، ومَنْ فَعَلَ ذلك كان سارقا".

ولم يقف الأب مسلم المعروف بمواقفه الوطنية عند هذا الحد من الانتقاد، فأضاف: "أقول لكم من أجل ما تفعلون: يجب أن تخافوا بطون الجياع في غزة؛ وآهات متألمي غزة؛ وحجارة شباب وأطفال غزة؛ وأرحام أمهات غزة. وإلا فأنتم أغبياء لا تدركون أبعاد ثورة عُنْفوانهم وخطرها وألمها على الأمن القومي الفلسطيني والسلم الأهلي في فلسطين. أنتم بذلك تدفعون الشعب إلى الانفجار والحرب الأهلية".

ولم يكتف عند هذا الحد فكتب يقول إن "الشعب هو السلطة عليكم. الشعب يأمركم بفك الحصار عنهم. تصرفكم هذا اوقع ظلما تفاقم عليهم: ظلم الحصار الصهيوني لأنكم لم تفهموا ولم تعملوا بالقول الحكيم: ‘انصر أخاك طالما أو مظلوما’ ثم ظُلْمكم أنتم لأنكم لم تعطوا كل ذي حق حقه ولا حضنتم طفلا فلسطينيا ربما يكون هو القاضي الذي يحكم عليكم بهذه الجريمة التي تقترفونها بحقه وحق أهله. فالجائع أخذتم منه كل الرغيف والعطشان حرمتموه كل الماء والمريض منعتم عنه رحمة الدواء والطفل أغلقتم أمامه أبواب المستقبل والشباب خُيّر ما بين الشهادة ومذلتكم فاختاروا الموت وقوفا على نقاط السياج العنصري الصهيوني".

ووجه الأب مسلم كلامه أيضا للمسلمين والعرب والمسيحيين بقوله: "وأنتم أيها المسلمون والعرب الأحرار في العالم يجب أن تعرف شمالكم ما تتبرع به يمينكم للفلسطينيين خوفا من: ‘ربابة ربة البيتِ تصب الخلّ في الزيتِ’. يجب أن تراقبوا وصول أموالكم إلى مستحقيها ولا تثقوا بأحد.

وأنتم أيها المسيحيون في شتى بقاع الأرض، تتبجحون دوما أن ‘الله محبة والمسيحي محبة’ فهل تفهمون كلمات الكتاب المقدس:’ من رأى أخاه في فاقة وحبس عنه أحشاءه فكيف تحل محبة الله فيه؟’ ويا قداسة البابا: ‘إن أنت سكتّ ولم تنتصر للإنسان المسحوق وصوتك يصل أقاصي الأرض فالإنجيل سيفلت ويسقط من يدك لأن احترامك أصبح على المحكّ".

وختم رجل الدين المسيحي الفلسطيني بالقول: "أما إسرائيل فغزة لها تتحداها. إسرائيل وظلمها إلى زوال وغزة ستبقى تلعب على شواطئ بحرها وفي رمالها".

التعليقات