21/06/2018 - 18:20

"حارسات المسجد الأقصى خط أحمر"

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، شريطًا مصورًا يظهر قيام مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، عزام الخطيب، بطرد مرابطات فلسطينيات من ساحات المسجد الأقصى، حاولن التصدي لاقتحام عشرات المستوطنين، لباحات المسجد.

(تصوير شاشة)

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، شريطًا مصورًا يظهر قيام مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، عزام الخطيب، بإبعاد حارسات فلسطينيات المكان الذي تواجد فيه مستوطنين في ساحات المسجد الأقصى، عقب محاولتهن التصدي لاقتحام عشرات المستوطنين، لباحات المسجد.

ويظهر في التسجيلات التي تم تداولها اليوم، مستوطنون يتجولون بحرية في باحات المسجد تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يقوم الخطيب بالصراخ على الحارسات طالبا منهن الابتعاد عن المكان.

وأظهرت الحارسات اعتراضهن على نهج الخطيب وأوضحن خلال النقاش الذي شهد انفعال الخطيب: "لن نترك المكان" وتساءلت أخرى: "لماذا يسمح لهم بالدخول بحرية ويجلسوا حيثما شاءوا؟"، ما لم يردع الخطيب الذي أصر: "اطلعن لفوق... يلا".

وكان عشرات المستوطنين قد اقتحموا، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية، في حين حاولت بعض المرابطات التصدي لعملية الاقتحام.

ومن المفارقات، أنه بينما كان الخطيب يصر على الحارسات بإخلاء المكان للمقتحمين، كان الحاخام الذي قاد اقتحام المستوطنين يشرح لمرافقيه أنه "إذا أردنا بناء الهيكل من جديد علينا تطهيره من الإسماعيليين (في إشارة إلى العرب) ومنعهم من جلب موتاهم والصلاة عليهم في هذا المكان المقدس"، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق، حاول "عرب 48" التواصل مع عزام الخطيب، لاستيضاح الأمر، غير أن الأخير لم يجب على اتصالاتنا.

دائرة الأوقاف الإسلامية: لا تنجروا خلف روايات المستوطنين

وفي بيان لها، استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى "ما أقدمت عليه مجموعة من غلاة المتطرفين اليهود من اعتداء صارخ وبحماية شرطة الاحتلال بحق حارسات المسجد الأقصى المبارك أثناء تأديتهن واجبهن في ساحات المسجد".

وحذرت الدائرة، في بيان لها، اليوم الخميس، "من التحريض الإعلامي المستمر ضد موظفيها، خاصة حراس وحارسات المسجد من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة".

وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية، "حرصها المطلق بالحفاظ على سلامة موظفي وموظفات الدائرة خاصة حارسات المسجد الأقصى".

وحذرت الدائرة مما اعتبرته "تبني بعض وسائل الإعلام وتداول فيديوهات مجتزأة وروايات المتطرفين اليهود وبمنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي (خاصة الفيديو الذي تم نشره على موقع أحد غلاة المتطرفين اليهود)، وتناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية، وهو ما قام به مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب بإبعاد الحارسات حفاظا على سلامتهن، وعدم إفساح المجال للشرطة والمتطرفين للتطاول عليهن واعتقالهن".

واعتبرت الدائرة أن "نشر هذا الفيديو في ظل الظروف العصيبة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك يأتي في سياق تشويه الحقائق والتحريض والمزاودة ضد دائرة الأوقاف الإسلامية وإدارتها وموظفيها، الذين هم أحرص الناس على الحفاظ على إسلامية وهوية المسجد الأقصى المبارك وكرامة موظفيه".

اقتحامات متكررة

وتسمح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين، باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، منذ العام 2003. وكانت السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية قد طالبتا مرارا حكومة الاحتلال بوقف هذه الاقتحامات، وهو ما تصر إسرائيل على رفضه، بل تجاوز موقفها الرفض، حيث توفر أجهزتها الأمنية الحراسة والحماية للمستوطنين خلال اقتحاماتهم.

وكان أكثر من 15 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى في العام 2016، فيما ارتفع العدد بشكل ملحوظ في أعداد المقتحمين خلال العام 2017، إذ يقدر عدد المقتحمين بنحو 26 ألف مستوطن بحسب معطيات دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس؛ وتزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال الأعياد اليهودية والمناسبات العبرية الرسمية في إسرائيل".

هذا وسجل يوم الأحد 13 أيار/ مايو الماضي، اقتحام نحو 1620 مستوطنًا للمسجد الأقصى، وهو العدد الأكبر خلال يوم واحد، منذ احتلال إسرائيل للشق الشرقي من مدينة القدس، عام 1967، وذلك إحياءً لما يُسمّيه الإسرائيليون "يوم القدس"، الذي يصادف "ضم شرق مدينة القدس"، عقب احتلالها في حرب عام 1967.

وترافق اقتحامات الأقصى، اعتداءات شرطة الاحتلال الإسرائيلية، على موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى داخل باحاته، والتي يتخللها في كثير من الأحيان، عمليات اعتقال إثر محاولة حراس المسجد الأقصى منع مستوطنين من أداء صلوات تلمودية علنية داخل باحات المسجد.

وترسل الحكومة الأردنية بين فترة وأخرى مذكرات احتجاج الى وزارة الخارجية الإسرائيلية. وكان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، والناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، قال في وقت سابق إن "الحكومة تدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى"، وخصوصا الدخول "الاستفزازي للمتطرفين إلى باحات المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي بحماية الشرطة الإسرائيلية"، إلا أن هذه الاحتجاجات الدبلوماسية لم تمنع ولم تردع المستوطنين من مواصلة الاقتحامات بحماية شرطية وقوات الاحتلال.

 

التعليقات