25/01/2019 - 15:13

العمادي: تحويل المنحة القطرية لغزة وتخصيصها للمشاريع الإنسانية

يعقد رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، اليوم الجمعة، مؤتمرا صحفيا في مدينة غزة، وذلك في أعقاب رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،  استلام الدفعة الثالثة من أموال المنحة القطرية بالشروط التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي.

العمادي: تحويل المنحة القطرية لغزة وتخصيصها للمشاريع الإنسانية

العمادي في المؤتمر الصحفي، اليوم (أ ب أ)

أعلن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، اليوم الجمعة، أن المنحة القطرية تم تحوليها بالفعل إلى قطاع غزة المحاصر، لافتًا إلى أنه تم تخصيصها لمشاريع إنسانية بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة، فيما كشف أن القيادة الفلسطينية في رام الله، قبلت الدعوة الروسية للفصائل الفلسطينية بهدف تحقيق المصالحة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العمادي ظهر اليوم الجمعة، في فندق المشتل بمدينة غزة، رفض من خلاله اعتبار المنحة القطرية بمثابة شراء الهدوء بالدولار، فيما انتقد الاستغلال الإسرائيلي لموضوع المنحة من أجل الدعاية الانتخابية.

وقال العمادي إن "المنحة القطرية خصصت لمساعدات إنسانية عاجلة لسكان قطاع غزة، في ظل ظروفهم المأساوية والصعبة، وبناء على قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن".

وأضاف العمادي أن ما تم تأويله من قبل أطراف معينة بمعادلة "الهدوء مقابل الدولار"، يأتي من أجل "كسر إرادة الشعب الفلسطيني والتشكيك في وطنيته ووطنية فصائل المقاومة، هذا غير صحيح"؛ في إشارة واضحة للسلطة الفلسطينية في رام الله.

وتابع "هناك أطراف أخرى تسعى لاستغلال هذه المساعدات الإنسانية من أجل الدعاية الانتخابية أو تحصيل مواقف سياسية"، وأكد العمادي أن "من حق الشعب الفلسطيني المحاصر التظاهر والتعبير عن رأيه في توصيل معاناته للعالم"، واستطرد "أتمنى أن تكون فعاليات مسيرة العودة اليوم، هادئة كباقي الأيام".

وأوضح أن "الهدف الأساسي من المنحة القطرية هو تحسين ظروف الناس في قطاع غزة، وحل مشاكلهم الإنسانية والمعيشية بما ينعكس إيجابا على المحيط والمنطقة بالكامل، وذلك من خلال تحسين الكهرباء، وتشغيل محطات الصرف الصحي بالوقود القطري، وتوصيل المساعدات لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة، وغيرها من المشاريع الإنسانية الضرورية".

وأكد العمادي أنه "بعد أن أبلغتنا قيادة حماس قرارها عدم قبول أموال المنحة للرواتب تحت أي شرط، سعيًا منها لرفع الضغط عن جميع الأطراف، تم التوافق على صرف وتخصيص أموال المنحة لمشاريع إنسانية".

وأوضح أن ذلك يتم "بتنسيق وتعاون كاملين مع الأمم المتحدة، سواء كانت مشاريع لمساعدة الأسر الفقيرة، أو تحسين وتطويل شركات الكهرباء، أو مشاريع تخدم وزارة الصحة، أو تشغيل مشاريع التحويلات النقدية".

وقال إنه "سيتم توقيع أولى الاتفاقيات مع الأمم المتحدة يوم الإثنين بمبلغ 20 مليون دولار للتشغيل المؤقت لمدة 4 إلى 6 أشهر".

وحول مساعي جهود الوساطة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، كشف العمادي أنه عقد لقاءات منها مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، حسين الشيخ، و"تم مناقشة عدة ملفات ومواضيع مهمة، منها مسألة معبر رفح، والانتخابات، ودعوة روسيا للقيادات الفلسطينية".

وتابع "طلبت منه مراجعة قرار السلطة المتعلق بسحب موظفيها من معبر رفح، ووعد بمراجعة الرئيس، محمود عباس (أبو مازن) في هذا الشأن، وحول ملف الانتخابات، طلب مني مراجعة حركة حماس ونقل رؤية الرئيس عباس، بأن إنجاز الانتخابات، نوع من أنواع المقاومة" للقضاء على ما يسمى "صفقة القرن".

ولفت إلى أنه لا مانع لدى عباس الدخول في الانتخابات لكامل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس، بقوائم مشتركة أو غير ذلك، مع النظام النسبي أو نظام الدوائر.

وقال إن "عباس أبدى استعداده بأن تتولى دولة قطر تعيين الجهات المختصة لتحديد النسب، وبخصوص الأخوة في قيادة حماس اقترحوا دعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، إلى الدوحة لمناقشة ملف الانتخابات".

وأكد أن عباس وافق على استضافة روسيا للفصائل الفلسطينية بهدف تحقيق المصالحة، وذلك بالنصف الأول من شباط/ فبراير المقبل بالعاصمة الروسية موسكو.

ووصل العمادي، في وقت متأخر، الليلة الماضية، إلى غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز)، بعد أن غادر القطاع في أعقاب لقاء جمعه مع قيادة حركة "حماس".

وكان العمادي قد زار غزة الليلة الماضية قبل أن يعود لإجراء محادثات مع الجانب الإسرائيلي، وذلك بعد أن أبلغته "حماس" رفضها تلقي الدفعة الثالثة من الأموال القطرية البالغة 15 مليون دولار.

ومع احتدام المعركة الانتخابية في إسرائيل، وتكالب الأحزاب على الفوز بأكبر قدر ممكن من أصوات الناخب الإسرائيلي؛ يبرز قطاع غزة، كأحد الملفات التي يستخدمها قادة الأحزاب اليمينية لجذب الناخب اليميني. 

فداخل معسكر اليمين الإسرائيلي، تحاول الأحزاب، الحصول على أكبر قدر من أصوات الجمهور المتطرف، مستخدمة "غزة" مجالا للمزايدات السياسية، ضد بعضها البعض. 

وفي هذا السياق، تبرز المنحة المالية التي تقدّمها دولة قطر لموظفي لقطاع غزة، حيث تسعى أحزاب مثل "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، و"اليمين الجديد" بزعامة نفتالي بينت، للمزايدة على رئيس الحكومة، وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، عبر معارضة نقل هذه الأموال للقطاع. 

ودفع هذا الموقف من نتنياهو، حركة حماس، مساء الخميس، إلى رفض استلام المنحة القطرية، احتجاجا على ما قالته إنه "سياسة الابتزاز الإسرائيلية، وعدم الالتزام بتفاهمات التهدئة". 

وقالت حماس، على لسان خليل الحية، نائب رئيسها بغزة، في مؤتمر صحفي: "نرفض استقبال المنحة القطرية الثالثة، ردا على سلوك الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولته ابتزاز شعبنا، والتملص من تفاهمات التهدئة التي رعتها مصر وقطر والأمم المتحدة". 

وتزامن قرار حماس، مع إعلان هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نبأ سماح الحكومة (مساء الخميس)، بنقل الأموال القطرية لقطاع غزة، استجابة لتوصية الأجهزة الأمنية، بغرض "استمرار الهدوء في المنطقة الحدودية". 

 

التعليقات