30/08/2019 - 11:07

البطريرك السابق إيرينيوس غادر البلاد وعاد إلى اليونان

بعد قضاء 68 عاما في القدس، التي وصلها في الثانية عشر من عمره، وارتقى في سلم المراتب الكنسية، ثم عزله من منصب البطريرك، إثر اتهامه بتسريب أملاك البطريركية إلى المستوطنين، وحبسه في البطريركية 11 عاما، غادر إيرينيوس البلاد نهائيا

البطريرك السابق إيرينيوس غادر البلاد وعاد إلى اليونان

البطريرك السابق إيرينيوس الأول

غادر بطريرك القدس السابق للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، إيرينيوس الأول، البلاد مساء أمس، الخميس، عائدا إلى اليونان، بعد أن قضى 68 عاما في القدس. وكان إيرينيوس قد عُين بطريركا للقدس، في العام 2000، وتمت الإطاحة به من هذا المنصب في العام 2005، وخفض مكانته الكنسية إلى راهب عادي، بعد توجيه اتهامات له ببيع أملاك البطريركية عند باب الخليل، في البلدة القديمة في القدس المحتلة لجمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية.   

ووصل إيرينيوس إلى القدس في العام 1953، عندما كان في الثانية عشر من عمره، حيث تم إرساله للدراسة في مدرسة تابعة للبطريركية. بعدها ارتقى في الرتب الكهنوتية، حتى أصبح بطريركا. ورفض إيرينيوس قرار مجلس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بالإطاحة به، عام 2005، ومنذئذ يقول، هو وعدد قليل من مؤيديه، إنه بريء من التهم المنسوبة له، وأنه لم يكن على علم بصفقات بيع العقارات للمستوطنين، التي صادقت عليها المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرا.

وطوال الـ15 عاما الماضية، منذ الإطاحة به، بقي إيرينيوس في شقة صغيرة في مقر البطريركية في القدس. وليس واضحا ما إذا كان محبوسا فيها، أم أنه عزل نفسه عن العالم داخل الشقة طواعية، لكن جواز سفره أخِذ منه. وكان يحصل على الطعام من فلسطينيين يؤيدونه، بواسطة سلة مربوطة بحبل، ينزلها من شباك شقته.

ورقد إيرينيوس في مستشفى سانت جوزيف في القدس، بعدما تدهورت صحته في الأسابيع الماضية. وحاول استعادة جواز سفره خلالها، كي يعود إلى اليونان ويقيم في دير، جرى تحويله إلى مؤسسة لمعالجة الرهبان المسنين والمرضى. واتهم مقربون من إيرينيوس البطريركية باحتجاز جواز سفره، وقالوا إنه يتم منعه من العودة إلى اليونان تحسبا من إطلاقه انتقادات ضد خلفه، البطريرك ثيوفيلوس الثالث. وقالت البطريركية إن جواز السفر ليس لديها وإنما بحوزة القنصلية اليونانية في القدس.   

وبعث إيرينيوس رسالة إلى القنصلية اليونانية، طلب من خلالها إعادة جواز سفره. "مشاكلي الصحية نتجت عن 11 عاما من الحبس في البطريركية بعد الإطاحة المناقضة للقانون الكنسي وغير الشرعية". وحصل إيرينيوس على جواز سفره، قبل أسبوعين.

وبعد يومين من إرسال إيرينيوس رسالته للقنصلية، اتخذ السينودوس (مجلس البطريركية) قرارا دراماتيكيا ومفاجئا، بأن اعترف بإيرينيوس أنه "البطريرك السابق"، وليس راهبا عاديا. وغادر إيرينيوس البلاد، مساء أمس، برفقة طبيب وشقيقته وراهبة، اسمها "أورشاليم"، التي قالت قالت إنه "لم يكن سهلا عليه مغادرة القدس، بعد كل هذه السنين. وجاء أشخاص أمس لوداعه، وقد تأثر كثيرا"، حسبما نقلت عنها صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة.

  

التعليقات