22/01/2020 - 18:29

عكرمة صبري: استهداف إسرائيلي ممنهج للرموز الدينية في القدس

أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن استهداف السلطات الإسرائيلية للرموز الدينية في مدينة القدس، هو أمر مبرمج، رافضا الاتهامات الإسرائيلية للشخصيات المقدسية، بممارسة "التحريض".

عكرمة صبري: استهداف إسرائيلي ممنهج للرموز الدينية في القدس

أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن استهداف السلطات الإسرائيلية للرموز الدينية في مدينة القدس، هو أمر مبرمج، رافضا الاتهامات الإسرائيلية للشخصيات المقدسية، بممارسة "التحريض".

جاءت تصريحات الشيخ صبري في مؤتمر صحافي، عقد اليوم، الأربعاء، في فندق بالقدس المحتلة، بالتزامن مع زيارة تضامنية لوفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مع صبري الذي أصدر الاحتلال قرارا تعسفيا لإبعاده عن المسجد الأقصى.

وقال صبري إن "الاستهداف من قبل الاحتلال للرموز الدينية هو أمر مبرمج، وهم يخلطون ما بين التحريض وما بين إبداء الرأي، فإبداء الرأي مسموح به في كل قوانين العالم، ولكن يخلطونه لأن رأينا الذي نبديه لا يروق لهم، فيقلبونه إلى تحريض".

وأضاف "نحن نتهم بالتحريض لأي موقف نقوله، فحينما نقول إن باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى، فهذا يعتبر تحريض، وحينما نقول إنه لن يغلق، فإنهم يعتبرون هذا تحريض، وحينما نقول إن المسجد الأقصى كاملا لا تنازل عن ذرة تراب منه، فإنهم يعتبرون ذلك تحريضا".

وتابع الشيخ صبري "أي كلام يتعارض مع مخططاتهم يسمى تحريض، وهذه التهمة ليست جديدة بالنسبة لي، ففي كل لقاء تحقيق فإن التهمة جاهزة وهي التحريض".

وضم وفد لجنة المتابعة، إلى جانب رئيس المتابعة محمد بركة، ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة الشيخ كمال خطيب، والنواب من القائمة المشتركة، منصور عباس ووليد طه وأسامة سعدي وسامي أبو شحادة.

وشارك في المؤتمر الصحافي التضامني مع الشيخ صبري، بعد قرار السلطات الإسرائيلية إبعاده عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، بدءا من الأحد الماضي، شخصيات مقدسية منها حاتم عبد القادر، وعبد اللطيف غيث، وزياد الحموري، والشيخ د. ناجح بكيرات والمحامي حمزة قطيني.

وشدد صبري على أنه "نحن على موقفنا الثابت، وقلت لهم أثناء التحقيق إن موقفنا واضح، ونتكلم به في كل مكان، في المسجد الأقصى وفي الصحافة وللمسلمين وغير المسلمين، فلا غموض في كلامنا، وبالتالي فنحن لن نتراجع عن مواقفنا ولن نستسلم لضغوطاتهم غير القانونية وغير الحضارية وغير الإنسانية".

واعتبر أن "حراك الجماهير بما في ذلك في زيادة حضور المصلين في صلاة الفجر في المسجد الأقصى، يقلق إسرائيل، فهم لا يريدون أي تجمع شعبي في المسجد الأقصى المبارك لأنهم طامعون بالمسجد، فيريدون التجفيف، ولكن الأمر الذي يلفت النظر أنهم حينما يبعدون شابا يأتي بديله 10، بمعنى أن سياستهم غير ناجحة".

من جهته، قال بركة، وفق ما جاء في بيان صدر عن لجنة المتابعة، إن "هذا الوفد يمثل شعبنا بجميع أطيافه، للتضامن مع الشيخ عكرمة صبري، الذي يلاحقه الاحتلال، لدوره الديني والشعبي، في المسجد الأقصى المبارك، والقدس، ويترك بصمات بيضاء على قضية القدس والمسجد الأقصى، وهذا إبعاد يعكس حالة تصعيد الاحتلال في اعتداءاته المتكررة على المسجد الأقصى، وتشجيعه لعصابات المستوطنين، التي تقتحم المسجد يوميا، وباتت تجاهر أكثر في هدفها لتدمير المسجد".

وتابع بركة أن "هذه الممارسات الإجرامية ضد المسجد الأقصى، هي بالتزامن مع الاعتداءات المستمرة على مدينة القدس وأهلها، وحصارها، وفصلها عن شعبها في الضفة الغربية وقطاع غزة". وقال إن "مدينة القدس مستهدفة من جميع النواحي، من حصار اقتصادي، وتدمير بيوت، ومحاولة للاستيلاء على جهاز التعليم الفلسطيني، وغيرها من الممارسات الخطيرة، التي تستهدف هوية المدينة وأهلها".

وشدد بركة على "أننا هنا من أجل التأكيد مجددا على أن القدس لأهلها وشعبها، والمسجد الأقصى هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا أحد غيرهم له الحق في ذرة تراب فيه، وهذا أيضا يسري على باقي المقدسات في المدينة، فهي عربية فلسطينية إسلامية ومسيحية ولا نقبل بغير ذلك. والقدس هي عاصمة فلسطين، ولا يقبل شعبنا بأن يكون أي شكل من أشكال الاستقلال الوطني من دون القدس".

وحذر بركة من الانتقاص من الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى والمقدسات، وشدد على أن "هذه الوصاية يجب أن تكون فاعلة، وكل محاولات الاحتلال، أو من خلال ما تسرب عما تسمى ‘صفقة القرن‘، لاستبدال الوصاية الأردنية بوصاية أخرى، فهي مرفوضة، لأننا نرى بالوصاية القائمة، شكل من أشكال الحماية للمسجد، في ظل توازن القوى غير المتكافئة التي تميل لصالح الاحتلال مقابل فلسطين".

كما تطرق محمد بركة في إجماله للاجتماع إلى الحجيج الدولي الى القدس بحجة إحياء ذكرى ضحايا جرائم النازية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كل ضحايا النازية، بمناسبة ذكرى تحرير معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز، حيث أكد "إننا كشعب لا يمكن إلا أن نتماثل مع ضحايا النازية والفاشية والعنصرية، ولكن نرفض تسليع الصهيونية لهذه الكارثة البشرية وتحويلها إلى أداة للتعمية والتغاضي عن جرائم الحركة الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني بل واعتبار انتقاد السياسة العنصرية الإسرائيلية شكلا من أشكال اللاسامية حسب إسرائيل وبعض البرلمانات الغربية".

وأضاف بركة "هناك انتهاكات خطيرة للمسجد الأقصى ولكل الأماكن المقدسة في القدس، ولكن تحديدا المسجد الأقصى، وهناك في السنوات الأخيرة تشجيع عنصري لمجموعات المستوطنين التي تجاهر بنيتها وبسياستها بهدم المسجد، وإقامة ما يسمى بالهيكل مكانه، وهذا يأتي إلى جانب حصار مدينة القدس وخنق أي تواصل بينها وبين الضفة الغربية إضافة إلى الحصار الاقتصادي والضرائب الباهظة وهدم البيوت وإلى جانب استهداف سلك التعليم".

التعليقات