05/04/2020 - 00:44

فلسطين: كورونا يعيق مراسيم الاحتفال بأحد الشعانين

تحتفل الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في فلسطين والعالم، يوم غد، بأحد الشعانين، وهو الأحد السابع من زمن الصوم الأربعيني، والأخير قبل عيد الفصح المجيد.

فلسطين: كورونا يعيق مراسيم الاحتفال بأحد الشعانين

في أحياء القدس (أ ب أ)

تحتفل الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في فلسطين والعالم، يوم غد، بأحد الشعانين، وهو الأحد السابع من زمن الصوم الأربعيني، والأخير قبل عيد الفصح المجيد.

ولن يزيّن الأطفال "شعنينتهم" هذا العام، ولن يتمكنوا من الذهاب إلى الكنيسة التي أغلقت بابها استثنائيًا، لحمايتهم وحماية عائلاتهم من فيروس كورونا المستجد.

وتصنع "الشعنينة" من سعف النخيل أو أغصان الزيتون، وتزيّن بالورود، يحملها الأطفال كل عام في "أحد الشعانين" للمشاركة في الدورات التقليدية التي تحيي هذه المناسبة الدينية عند المسيحيين.

ويحيي المسيحيون خلال أحد الشعانين؛ ذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى مدينة القدس واستقباله من أهالي المدينة بسعف النخيل وأغصان الزيتون المزينة، قبل البدء بأسبوع الآلام الذي يتضمن قداديس خميس الأسرار والجمعة العظيمة وسبت النور، قبل الاحتفال بعيد الفصح أو ما يعرف بـ"أحد القيامة".

أحد الشعانين في غزّة (أ ب أ)

وأغلقت كنيسة القيامة وسائر الكنائس أبوابها في مدينة القدس المحتلة، مركز الاحتفال بعيد الفصح لجميع المسيحيين في مختلف أنحاء العالم، ومنعت الحركة في "طريق الآلام"، وخلت المدينة من الحجاج الذين يأتونها من كل حدب وصوب للاحتفال بالعيد في موطن السيد المسيح فلسطين وعاصمتها المحتلة.

وأعلنت الكنيسة حديثًا، عن إلغاء الدورة التقليدية لأحد الشعانين، والتي تنطلق من دير بيت فاجي في جبل الزيتون، باتجاه دير القديسة "حنة" في باب الأسباط.

وتشهد بالعادة مشاركة واسعة من الحجاج الفلسطينيين والأجانب، الذين يحملون سعف النخيل المزينة وأغصان الزيتون والأعلام الفلسطينية، ويرددون التراتيل الخاصة بالمناسبة، قبل أن تختتم الدورة بصلاة في ساحة دير القديسة حنة، لتنطلق بعدها الفرق الكشفية من أمام الدير وتجوب شوارع القدس العربية وصولًا إلى "الباب الجديد" احتفالًا بالمناسبة.

ويُذكر أن الدورة التقليدية لأحد الشعانين في فترة الانتفاضة الأولى، كانت تتحوّل إلى مسيرة شعبية وطنية ضد الاحتلال للتأكيد على الوجود الفلسطيني، الإسلامي والمسيحي، المتجذّر في القدس.

وحرمت إجراءات الاحتلال التعسفية كل عام الآلاف من أبناء شعبنا المسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من الوصول إلى مدينة القدس للاحتفال بالعيد وزيارة كنيسة القيامة والأماكن المقدسة.

أحد الشعانين في غزّة(أ ب أ)

وتتنافى هذهِ السياسات مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية، ويصدر الاحتلال تصاريح خاصة لأبناء شعبنا، المسلمين والمسيحيين، كي يتمكنوا من عبور حواجزه والوصول إلى أماكن العبادة.

ويحرم بهذه السياسة العنصرية، الآلاف من أبناء شعبنا من الوصول إلى المدينة المقدسة بحجج واهية، في محاولة منه لإفراغ المدينة واحتفالاتها وتقاليدها الدينية من صبغتها العربية الفلسطينية، والإمعان في ممارساته التهويدية.

ويضاف إلى الاحتلال في هذا العام، وباء جديد هو "فيروس كورونا"، الذي يحرم الفلسطينيين من المشاركة في احتفالاتهم الدينية بالقدس.

وأعلنت البطريركية اللاتينية في القدس، عن برنامج الاحتفالات بالأسبوع المقدس 2020، ابتداءً من أحد الشعانين المصادف يوم غد الأحد، ولغاية الأحد المقبل 12 نيسان/ أبريل الموافق لعيد الفصح المجيد، وستكون الاحتفالات هذا العام موحّدة بنقل مباشر من كنيسة البطريركية اللاتينية.

وقال رئيس اللجنة المسؤولة عن ترتيب الاحتفالات الدينية، الأب عزيز حلاوة، "إننا نعيش أسبوعًا مميّزًا وفريدًا في هذا العام، وهو أن الاحتفالات الليتورجية الطقسية الرائعة والتي ينتظرها شعبنا في كل عام، ستقتصر على الشعائر الدينية الضيقة بدون حضور جمهور، وذلك حفاظًا على صحة الناس، وهذا أمر ضروري".

وأضاف "أننا محظوظون من الناحية الإيجابية بوجود وسائل الإعلام المتطورة، عبر الفضائيات وشبكات الأنترنت والتي تتيح لعائلتنا أن تشترك معنا في الصلاة". وحثّ الأب حلاوة أبناء شعبنا المسيحيين إلى "تكثيف المشاركة الروحية، وإلى ترتيب البيت بطريقة توحي بالصلاة الفعلية.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب رفعت بدر إن "غدًا أحد الشعانين في الكنيسة الكاثوليكية ستقرع الأجراس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وفي كنيسة القيامة في القدس، لكنّ التاريخ سيسجّل، انّ سعف النخل وأغصان الزيتون ستشتاق إلى حامليها، وستحمل البشرية كمامات وكفوف، كلها تدعو بالشفاء للجسم الإنساني المصاب برمته".

وفي هذا الصدد، وجّه الحبر الأعظم البابا فرنسيس رسالة عبر الفيديو للمسيحيين الكاثوليك حول العالم، قائلًا إن "هذه المرحلة من الصعوبة والألم. أتخيّلكم في عائلاتكم فيما تعيشون حياة غير اعتيادية، ونقلل انتشار العدوى".

وتجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا حول العالم الـ61 ألف شخص، ووصل عدد المصابين إلى أكثر من مليون و140 ألف مصاب، في الوقت الذي يواصل فيه الباحثون والعلماء جهودهم لإيجاد لقاح أو دواء.

التعليقات