29/08/2020 - 18:50

23 حريقا في "غلاف غزة" وفرص التصعيد قائمة

اندلع 23 حريقًا في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، اليوم، السبت، من جراء استمرار إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة، في ظل استمرار تشديد الحصار.

23 حريقا في

حرائق في غلاق غزة (أ ب)

اندلع 23 حريقًا في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، اليوم، السبت، من جراء استمرار إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة، في ظل استمرار تشديد الحصار.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن طواقم الإنقاذ سيطرت على الحرائق التي اندلعت معظمها في مناطق حرشية، وأشارت إلى أن التحقيقات أكدت أن جميعها اندلعت من جراء البالونات الحارقة.

وفي وقت سابق، مساء اليوم، غادر رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، القطاع، عبر معبر بيت حانون لعقد مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين، في إطار جهود الوساطة لاحتواء التصعيد، وعاد إلى القطاع بعد نحو ساعتين على مغادرته.

وأشارت تقارير ميدانية من قطاع غزة إلى تطوّر نوعي طرأ على عمل "وحدات إطلاق البالونات" خلال اليومين الأخيرين، حيث باتت تطلق البالونات المُحمّلة بالمواد المتفجّرة والحارقة بأعداد كبيرة (المئات في الدفعة الواحدة)، إضافة إلى التنسيق بين جميع الوحدات في مختلف المناطق وإطلاق البالونات بالتزامن، ما يؤدي إلى أعداد كبيرة من الحرائق، ويُفقد بالتالي وحدات الإطفاء الإسرائيلية القدرة على التعامل معها بكفاءة.

هذا ونقلت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر في غرفة العمليات المشتركة التابعة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، أن "جميع الأجنحة العسكرية للفصائل أبلغت قيادة الغرفة جاهزيّتها للدخول في معركة طويلة الأمد مع الاحتلال".

وكانت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن محادثات الوفد المصري للتهدئة بين في غزة، وصلت إلى طريق مسدود. وشدد المصدر على أنه "إذا لم تتوصل إلى حل لقضية غزة (الإطلاق المتواصل للبالونات الحارقة)، فقد نكون مقدمين على جولة (تصعيد) أخرى"؛ وأضاف أن "الخلاف بين إسرائيل وحماس أدى إلى جعل الوسطاء المصريين يشعرون باليأس".

وفي 16 و17 آب/ أغسطس الجاري، زار وفد مصري رسمي قطاع غزة والضفة الغربية وتل أبيب، لبحث حالة التصعيد والتوتر التي تسود القطاع، مؤخرا.

وفي السياق ذاته، لفتت القناة 13 الإسرائيلية، إلى التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى أن "مساعدة حماس على التصدي لوباء كورونا في غزة، سيسهم في إعادة الهدوء"، وادعت القناة، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن "إسرائيل عرضت على حركة حماس عبر عدد من الوسطاء، تقديم مساعدات لغزة لمكافحة فيروس كورونا، مقابل وقف إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ".

ومنذ نحو 3 أسابيع، تسود قطاع غزة حالة من التوتر الأمني والميداني، في أعقاب استمرار إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة بهدف إجبار سلطات الاحتلال على تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي للقطاع، فيما يشنّ الجيش الإسرائيلي غارات ليلية متواصلة ضد مواقع لـ"حماس" والفصائل في غزة، يقول إنها تأتي في سياق الرد على إطلاق البالونات.

واعتبر تقرير إسرائيلي أن حركة حماس "بادرت إلى معركة تصعيدية منضبطة ومراقبة بهدف تحقيق إنجازات، لكنها تحاذر على الحفاظ على وضع تحت سقف (التسبب في) عملية عسكرية إسرائيلية، تحسبا من استهداف إنجازاتها بما يتعلق ببناء قوتها، وخاصة البنية التحتية لصناعة القذائف الصاروخية وطائرات مسيرة وغيرها من الأسلحة".

وبحسب التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، الأربعاء الماضي، فإن "حماس تستخدم جهات متمردة كذراع لها، من أجل إبعاد المسؤولية عن أنشطة عن نفسها. ومن جانبها، تفضل إسرائيل أيضا إرجاء عملية عسكرية وتهاجم في إطار رد فعلها أهدافا لحماس، ومن خلال الحذر بعدم التسبب بخسائر بشرية، إلى جانب قيود تفرضها على قطاع غزة".

وتطرق التقرير إلى الأسباب التي دفعت حماس إلى التصعيد، وبينها أن "حماس قدرت أنها نجحت في وقف انتشار فيروس كورونا في القطاع، لكن بسبب عدم تحسن الوضع المدني والبنية التحتية بشكل ملموس، توصلت إلى الاستنتاج أنه من دون ممارسة ضغط على إسرائيل والجهات الدولية ذات العلاقة لن يكون بالإمكان تقدم مشاريع طويلة الأمد متفق عليها، وبينها إقامة منشأة لتحلية مياه البحر ومناطق صناعية".

"لا يمكن منع التصعيد في غزة"

وكان منسق عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، قد أعتبر أمس، الجمعة، أنه في ظل الظروف الحالية لا يمكن منع التصعيد في قطاع غزة.

وقال ملادينوف، في تغريدات عبر "تويتر"، إنه "في ظل الظروف الحالية لا يمكن أن تنجح أي جهود وساطة في منع التصعيد في غزة وتحسين الوضع".

وأضاف أن "الوضع الأمني في غزة ومحيطها آخذ بالتدهور السريع، في الوقت الذي يشهد به القطاع زيادة سريعة في حالات الإصابة بفيروس ‎كورونا بين السكان".

وأشار ملادينوف، إلى أن "التدهور يأتي في ظل نظام صحي متهالك، وانعدام الكهرباء، والبطالة المتزايدة، والنشاط العسكري المستمر، والإغلاق".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا، منذ مارس/ آذار الماضي، وصل إلى 221، بينهم 72 حالة تعاف، و3 وفيات.‎

التعليقات