10/12/2020 - 21:39

التطبيع المغربي بعيون فلسطينية

اعتبرت حركة "حماس"، اليوم الخميس، تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية"، فيما قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خيانة للقدس ولفلسطين".

التطبيع المغربي بعيون فلسطينية

وقفة احتجاجية بالعاصمة المغربية رفضًا للتطبيع

اعتبرت حركة "حماس"، اليوم الخميس، تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية"، فيما قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خيانة للقدس ولفلسطين".

وفيما أجرى العاهل المغربي، محمد السادس، مكالمة هاتفية أطلع من خلالها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن عزمه استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لم يصدر عن السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني، موقف رسمي حول هذا الشأن.

وقال متحدث الحركة حازم قاسم، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني". ولفت قاسم إلى أن "التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني".

وفي وقت سابق من مساء اليوم الخميس، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة على تويتر: "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".

وبعدها بوقت وجيز، أعلن العاهل المغربي، استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي، الأمر الذي رحب به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وشدد العاهل المغربي على أن تلك الخطوة "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".

الجهاد الإسلامي: "خيانة للقدس وفلسطين"

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خيانة للقدس ولفلسطين"، وأضاف أن "هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي".

وأكد شهاب أن "الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع"، واعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم"؛ حيث "تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات". ووصف التطبيع بأنه "سياسة استعمارية بثوب جديد".

عشراوي: ترامب يمارس الابتزاز لانتزاع مزايا لصالح إسرائيل

من جانبها، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن ا ترامب يسارع "لانتزاع تنازلات لصالح إسرائيل" قبيل تولي الإدارة الأميركية الجديدة إدارة البيت الأبيض.

وأعادت عشراوي التي قبل الرئيس الفلسطيني، استقالتها، أمس، الأربعاء، في تغريدة لها على "تويتر" نشر تغريدة ترامب التي أعلن فيها اتفاق المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

وأضافت عشراوي: "بين الرشوة والابتزاز، فإن إدارة ترامب في صراع مجنون لانتزاع التنازلات والمزايا لإسرائيل قبل أن تتولى الإدارة الجديدة مقاليد الأمور".

سلوك انتهازي

بدوره، قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، إن "ترامب يسلك سلوكا انتهازيا بمحاولة البحث عن مشاكل كل دولة من الدول ليقايضها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا واضح وجرى مع السودان ويجري الآن مع المغرب".

وأضاف البرغوثي أنه "مع ذلك لست متأكدا أن ما سيقدمه ترامب ستتمسك به الإدارة الأميركية القادمة"، في إشارة إلى تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.

محمد السادس يهاتف عبّاس: لي وضع خاص

وأجرى محمد السادس مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني، عبّاس، أطلعه خلاله على مضمون الاتصال الذي أجراه مع ترامب، وفق بيان للديوان الملكي.

وجاء اتصال ملك المغرب بعد وقت قصير من إعلان الرباط استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، بعد تجميدها في 2002.

وقال محمد السادس، خلال حديثه لعباس، إن "المغرب الذي يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته، لن يتخلى أبدا عن دوره في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وأضاف أنه "سيظل كما كان دائما، ملكا وحكومة وشعبا، إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وسيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".

وجاء في البيان أن المغرب "يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية"، موضحا أن "ترسيخ مغربيتها لن يكون أبد على حساب نضال الشعب الفلسطيني". موضحا أن "ملك المغرب له وضع خاص، وتربطه علاقات متميزة بالجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل".

وأشار عاهل المغرب إلى أن بلاده ستوظف كل "التدابير والاتصالات التي اتفق عليها مع ترامب، من أجل دعم السلام بالمنطقة (الشرق الأوسط)، وبأن ذلك لا يمس الالتزام الدائم والموصول بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة".

وجدد التأكيد على أن المغرب مع "حل الدولتين، وأن المفاوضات (المتعثرة) بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل".

ولم تعلق السلطة الفلسطينية بعد على قرار المغرب بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولم تشر الرئاسة الفلسطينية إلى المكالمة بين محمد السادس وعباس حتى ساعة نشر الخبر.

وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.

وبإعلان اليوم سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لمنطقة المغرب العربي.

كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع أو توافق على اتفاق تطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد توقيع الإمارات والبحرين في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، وإعلان السودان في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الموافقة على التطبيع تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).

التعليقات