16/05/2021 - 13:34

تسلسل أحداث أسبوعين: من الشيخ جراح حتى العدوان على غزة

يخوض الفلسطينيون منذ مطلع أيار/ مايو إحدى أعنف المواجهات خلال السنوات الأخيرة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية على مختلف تجمعاتهم في داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة الغربية المحتلتين، أما في قطاع غزّة المحاصر يواجه الفلسطينيون عدوانا إسرائيليا شرسا راح ضحيته 174 شهيدا

تسلسل أحداث أسبوعين: من الشيخ جراح حتى العدوان على غزة

اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الشيخ جراح (أ ب)

يخوض الفلسطينيون منذ مطلع أيار/ مايو 2021 إحدى أعنف المواجهات خلال السنوات الأخيرة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية على مختلف تجمعاتهم في داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة الغربية المحتلتين، أما في قطاع غزّة المحاصر يواجه الفلسطينيون عدوانا إسرائيليا شرسا راح ضحيته 181 شهيدا خلال 6 أيام منهم 52 طفلا و31 امرأة.

تسارع الأحداث في الأسبوعين الأخيرين

مساء الثالث من أيار/ مايو، اندلعت مواجهات في حيّ الشيخ جرّاح القريب من البلدة القديمة في القدس المحتلة، على هامش تظاهرة دعم لعائلات فلسطينية مهددة بالطرد من منازلها التي يسعى مستوطنون وجمعيات داعمة لهم بالسيطرة عليها.

في السادس من أيار/مايو، طلبت باريس وبرلين ولندن وروما ومدريد من إسرائيل "إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة" التي وصفتها بأنها "غير قانونية"، ووقف "عمليات الإخلاء في القدس الشرقية التي احلتها إسرائيل عام 1967".

في السابع منه، حثّت الأمم المتحدة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على "إنهاء كل عمليات الإخلاء القسري في حق الفلسطينيين في القدس الشرقية"، محذرة من أن أفعالها قد تشكل "جرائم حرب".

في اليوم نفسه، تجمع عشرات آلاف المصلّين في حرم المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. وكانت قوات الاحتلال مجهزة عدتها وعتداها وبقرار مسبق لاقتحام المسجد الأقصى وتنغيص فرحة الفلسطينيين المصلين، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة في باحات المسجد وكان رد قوات الاحتلال القمع بكل الطرق والوسائل ما نتج عن ذلك مئات الإصابات والاعتقالات.

وفي الثامن من أيار، اندلعت مواجهات جديدة في باحة المسجد الأقصى وأحياء أخرى في القدس المحتلة، إثر دعوات من مستوطنين متطرفين لاقتحام المسجد الأقصى.

وفي اليوم التالي أرجئت جلسة للقضاء الاحتلال الإسرائيلي للنظر في طعن من العائلات الفلسطينية المهددة بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح.

في العاشر من الشهر نفسه ارتفعت الحصيلة إلى أكثر من 500 جريح في صفوف الفلسطينيين خلال مواجهات في باحة الحرم القدسي خصوصا.

وفي الإجمال أصيب أكثر من 700 فلسطيني في مواجهات القدس في ذلك اليوم.

مساء العاشر من أيار/ مايو، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية عنيفة على قطاع غزة، ردًا على صواريخ أُطلقت من القطاع المُحاصر.

في 11 منه، ردت المقاومة الفلسطينية بوابل من الصواريخ على تل أبيب بعد أن دمّر الاحتلال مبنى من 12 طبقة في وسط غزة.

حولون (أ ب)

وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة "حماس" سيُفضي إلى "حرب شاملة".

صباح 11 أيار/ مايو استشهد الشاب اللداوي، موسى حسونة وأصيب آخران بجراح وصفت بالمتوسطة، بنيران مستوطن في مدينة اللد، وذلك خلال قمع الشرطة للاحتجاجات التي خرجت نصرة للقدس المحتلة، ورفضا للاعتداءات الإسرائيلية على المعتصمين في الشيخ جرّاح وساحة باب العامود والمصلين في المسجد الأقصى.

وفي ساعات مساء 11 أيار/ مايو، توسّعت المواجهات إلى المدن الفلسطينية المختلطة داخل الخط الأخضر، حيث شهدت دعوات من جماعات يهودية متطرفة للاعتداء على كل ما هو عربي بتحريض دموي، ما فرض على الفلسطينيين خوض مواجهة الدفاع عن حياتهم وأراضيهم ومقدساتهم وأملاكهم، وخروجهم للتظاهر إسنادا للقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

وامتدت في نفس الليلة هذه الهبة الشعبية إلى عدة مدن وقرى عربية داخل الخطّ الأخضر، حيث وقعت هناك عدة نقاط مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية.

في 12 من الشهر أعلنت واشنطن إيفاد مبعوث لها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ودعت روسيا إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة).

غداة ذلك حشدت إسرائيل دبابات ومدرعات على طول الحدود مع قطاع غزة الخاضع لحصار الاحتلال الإسرائيلي منذ حوالى 15 عاما. وأعطت وزارة الدفاع الإسرائيلية الضوء الأخضر للجيش لحشد الآلاف من جنود الاحتياط.

في 14 أيار/مايو واصلت إسرائيل قصفها الجوي والبري للقطاع الفلسطيني.

واستحالت تظاهرات غضب في الضفة الغربية المحتلّة مواجهات مع الجيش الاحتلال الإسرائيلي ما أدّى إلى استشهاد 18 فلسطينيا وإصابة المئات من المتظاهرين، وفق وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطينيين.

ومنذ الإثنين حين اندلعت الحرب العدوانية الجديدة من إسرائيل على غزة المحاصرة، ارتقى 181 شهيدا منهم 52 طفلا و31 امرأة.

ووفقا لإحصاء الشرطة الإسرائيلية، نفّذت ما يزيد عن ألف اعتقال في مظاهرات البلدات العربية خلال الأسبوع الأخير والتي أصيب فيها مئات الشبان بالرصاص المطاطي والحيّ والغاز المسيل للدموع، ونفذت الشرطة اعتقالاتها بمساندة جهاز الأمن العام (الشاباك)، وبمساهمة من وحدات المستعربين.

التعليقات