02/08/2022 - 13:27

قطاع غزة: انقطاع الكهرباء يفاقم موجة الحر

يعيش في قطاع غزة 2.3 مليون نسمة، يخضعون للحصار الإسرائيلي منذ 15 عاما. وريحتاج القطاع إلى 500 ميغاوات من الكهرباء يوميا، لمنه يتزود بـ180 ميغاوات فقط. "إحنا غير العالم. عندنا غليان. الأرض بتغلي والبيوت بتغلي"

قطاع غزة: انقطاع الكهرباء يفاقم موجة الحر

أطفال في مخيم للاجئين في غزة، 19 تموز/يوليو الفائت (Getty Images)

تتفاقم موجة الحر الشديد التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر، بانقطاع التيار الكهربائي لفترة قد تصل إلى عشر ساعات يوميا.

وتقول آلاء زيدان وهي جالسة مع زوجها في منزلهما في خان يونس، وتتدلى من فوقهما مروحة كهربائية يغطيها الصدأ، "بنعاني من الشوب. الهواية خربانة والبطارية خربانة وبنهوي بالصواني...والله العظيم لا بننام ولا بناكل من الشوب".

ويتكدس أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة، الشريط الضيق الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ 15 عاما. ويقول مسؤولون محليون إن القطاع يتطلب في العادة نحو 500 ميغاوات من الكهرباء يوميا في الصيف. لكنه يستقبل 120 ميغاوات فقط من دولة الاحتلال، بينما توفر محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع 60 ميغاوات أخرى.

شاطئ البحر ملاذ الغزيين هربا من الحر ( Getty Images)

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء في غزة، محمد ثابت، إن "ارتفاع درجات الحرارة في قطاع غزة إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود عالميا، يؤثر بشكل كبير جدا على جدول توزيع الكهرباء. ومن خلاله لن تتمكن شركة توزيع الكهرباء سوى إمداد عشر ساعات من الكهرباء للمواطنين والمنشآت والمرافق العامة. وهذا الأمر له تأثير مباشر على الحياة الإنسانية في قطاع غزة".

وتأتي الأموال لشراء الوقود اللازم لتشغيل محطة الطاقة من قطر، التي تدفع عشرة ملايين دولار لشرائه من إسرائيل، لكن ارتفاع أسعار الوقود تجعل الشركة المحلية تعاني من عجز بقيمة ثلاثة ملايين دولار تقريبا.

وتعتمد بعض المنازل والشركات في غزة على المولدات الكهربائية للتغلب على انقطاع التيار لفترات طويلة. ويستخدم أولئك الذين لا يستطيعون شراء مولدات باهظة الثمن مصابيح ليد رخيصة تعمل بالبطارية.

ويقول مدير عام شركة السقا للأجهزة المنزلية، طارق السقا، إنه بينما جعلت حرارة الصيف أجهزة التكييف أكثر ضرورة، فإن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت الناس يفضلون اللجوء إلى بدائل أرخص أو إصلاح ما لديهم بالفعل في المنزل.

وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة، يذهب بعض الأشخاص إلى حمامات السباحة التي ربما تتكلف تذكرتها نحو دولارين، بينما تستأجر العائلات الأكثر ثراء في غزة حمامات سباحة خاصة، وهي وسيلة ترفيه قد تترواح تكلفتها بين 300 إلى 1000 شيكل في اليوم.

أما الأقل ثراء، فيتعين عليهم إيجاد بدائل أرخص. وهرب زكي أبو منصور (60 عاما) وعائلته المؤلفة من عشرة أفراد من حرارة المنزل إلى الشاطئ، وهو وسيلة الترفيه المجانية الوحيدة لمعظم سكان غزة.

وقال منصور إنه "جايين على البحر شاردين من الدار لأنه لا في كهرباء ولا مروحة ولا في مقومات حياة، فشاردين من الجو وجايين على البحر لأنه المتنفس الوحيد. العالم الثاني غير عندنا. في السعودية، مثلا، الشوارع مكيفة والبيوت مكيفة، إحنا غلَيان، الأرض بتغلي والبيوت بتغلي".

التعليقات