اسرائيل لم تطبق تقرير "ساسون" وموسم الزيتون الفلسطيني يتحول إلى عذاب مرة أخرى

-

اسرائيل لم تطبق تقرير

في هذه الأيام تحديدًا، ومع حلول شهر رمضان المبارك، يستعد الفلسطينيون لموسم قطف الزيتون في الضفة الغربية. إلا أن هذا الموسم الذي يعبّر عن "فرحة تقليدية" يتحول عند الفلسطينيين في كل عام إلى "تراجيديا" كبيرة نتيجة الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين المسلحين سكان المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. هؤلاء المسلحين اعتادوا على تحويل "موسم الزيتون" إلى موسم الاعتداءات والجيش الإسرائيلي الذي يحرسهم لا يحرك ساكنًا.

وحسب أقوال أصحاب الكروم، فإن المستوطنين المسلحين بالبنادق والرشاشات، يعتدون بطرق عدائية مختلفة منها إطلاق الرصاص والسرقة والتهديد بالسلاح والهجوم العنيف بالأيدي أثناء قطف الزيتون. وشهد العام 2002 وحسب مصادر صحافية إسرائيلية وفلسطينية 13 هجومًا على الفلسطينيين أسفرت عن حالات استشهاد فلسطينيين أيضًا. كما شهد العام 2003 تصاعدًا في حدة الهجوم ليسجل المستوطنون عشرات الهجمات وقام في ذات العام مستوطنون من "ايتمار" بقطع 600 شجرة زيتون من كروم "عينبوس" بجانب نابلس. وقامت شرطة الاحتلال بتقديم لوائح اتهام "غير جديّة" ضد المعتدين، واحد منهم سجن مع وقف التنفيذ، والباقي وقّعوا على تعهد بعدم الاعتداء. وهم الآن أحرار والاعتداءات مستمرة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" على لسان مراسلها، عكيفا إلدار، أن الجيش الإسرائيلي أعلن في هذه الأيام عن منطقة عسكرية مغلقة قطرها 500 متر مربع حول المستوطنات غير القانونية وهذه المنطقة تضم آلاف الدونمات من كروم الزيتون. وعلى أصحاب الأراضي والكروم الفلسطينيين ترتيب دخولهم إلى أراضيهم مع جيش الاحتلال بحجة "توفير الحماية لهم من المستوطنين". الأمر الذي يؤثر على محصول زيت الفلسطينيين بشكل كبير. وحجة السلطات مرتكزة على أن هناك احتمالاًت لقيام بعض التنظيمات الفلسطينية باستغلال ضائقة الفلسطينيين في موسم الزيتون كذريعة للقيام بعمليات "معادية" في إسرائيل.

وأكّدت مصادر صحافية إسرائيلية، أن القضية الشائكة فيما يتعلق بموسم الزيتون موجودة بسبب "عدم إخلاء المستوطنات غير القانونية" في إسرائيل والتي أوصت المحامية الإسرائيلية، طاليا ساسون، في ملّفها بإزالتها فورًا. ووافقت الحكومة. قبل سبعة شهور بالضبط على هذا الملّف. وكشفت الاسبوع "هآرتس" الاسبوع الماضي: "مر سبعة شهور على قرار الحكومة الإسرائيلية قبول التوصيات التي قدمّتها المحامية طاليا ساسون الذي جاء فيها "هناك ستة تجمعات سكنية (مستوطنات) عليها أن تخلى اليوم وبشكل فوري. ومنذ ذلك الحين لم تنفّذ هذه القرارات أبدًا"
ويذكر ان ملف ساسون ذكر 24 اسمًا من هذه المستوطنات، أقيمت منذ التاريخ المذكور وحتى الآن لم يخل ولا أي تجمع سكني يذكر. رغم ان اسرائيل قبلت "خارطة الطريق القاضية بتفكيك كل المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
وانتقدت "هآرتس" المماطلة الحكومية في هذا الشأن وكتب، الصحفي عكيفا إلدار في نفس التقرير: "بالنسبة للرئيس بوش الذي قدّم خارطة الطريق فإن القضية ليست ملّحة. ويوجد للحكومة الإسرائيلية متسع من الوقت، وحزب العمل (الحزب الثاني في إسرائيل) يعمل على الانتخابات التمهيدية للحزب في هذه الاثناء . وفقط زيتون الفلسطينيين مصرّ على النضوج سنويًا في نفس التاريخ بالضبط في هذه الأيام"
وأضاف: "ولا يوجد وقت لدى الزيتون أن ينتظر أرييل شارون كي يصدر أمرًا للجيش الاسرائيلي اخلاء سكان المستوطنات بحساسيّة (في إشارة الى نفس التصريح في اخلاء مستوطنات غزة ف.خ). الذين يحولون موسم الزيتون من فرحة تقليدية الى دراما قومية للفلسطينيين".

وكانت "جمعية حقوق المواطن"الإسرائيلية قدمّت التماسًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، باسم خمسة ملاكي أراضي فلسطينيين تعرضوا ويتعرضون لاعتداءات من اجل اتخاذ خطوات لصّد المستوطنين عن الفلسطينيين أثناء قطف الزيتون، واعترفت الدولة في ذلك الحين أن المنطقة تتعرض إلى الكثير من المضايقات من قبل المستوطنين. ولكن أحدًا لم يفعل شيئًا.

التعليقات