بدء تنفيذ مخطط استيطاني لاحكام عزل القدس المحتلة

الخطة تقضي ببناء 3650 منزلا بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس لتطبيق المشروع الاستيطاني المسمى "القدس الكبرى"* عريقات: حكومة اسرائيل اختارت طريق الاستيطان وليس السلام

بدء تنفيذ مخطط استيطاني لاحكام عزل القدس المحتلة
تعمل الحكومة الاسرائيلية، هذه الايام، على استكمال خطة لبناء آلاف الوحدات الاسكانية للمستوطنين في المنطقة الفاصلة بين مدينة القدس ومستوطنة معاليه ادوميم الواقعة على اراضي الضفة الغربية المحتلة. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاثنين ان المشروع يتضمن بناء 3500 منزل جديد، مضيفة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، يتولى مباشرة أمر تنفيذ الخطة، واوعز، الاسبوع الماضي، بتنفيذها في اطار مساعيه لفرض الامر الواقع وفصل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني بشكل كامل، واستكمال المشروع الاستيطاني المعروف باسم "القدس الكبرى".

وحسب الصحيفة من المفروض أن تخلق الخطة التي أطلق عليها اسم "إي - 1" تواصلا ً جغرافيـًا بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس الشرقية المحتلة ، تمهيدا لترسيم الحدود الثابتة في المستقبل. وقد تمت المصادقة على خطتين لبناء آلاف الوحدات السكنية بين القدس ومعاليه أدوميم. وفي إطار الخطة، سيتم نقل المقر اللوائي لشرطة الاحتلال في الضفة الغربية من أبو ديس إلى مركز الحي الجديد.

وقالت الصحيفة ان الخطة باتت تمر في مراحل متقدمة من التخطيط وتم تحويلها إلى وزارة جودة البيئة كي تقوم باجراء استطلاع بيئي للمنطقة. وقال وزير جودة البيئة، شالوم سمحون، إن مكتبه أصدر تعليمات تقضي بإعداد تقرير حول الأوضاع البيئية ليتم تقديمه إلى وزارة الإسكان.

وحسب الصحيفة فإن المخططات التي صودق عليها في الثالث عشر من آذار الجاري، تشمل خطة لبناء 1250 وحدة اسكان جديدة، واقامة مقر لشرطة لواء الضفة الغربية، وخطة لبناء 2250 وحدة اسكان و150 منزلاً في مأوى للعجزة. وبالتالي يبلغ عدد الوحدات التي يشملها المشروع 3500 وحدة.

وقالت الصحيفة إن بناء مقر الشرطة في المنطقة توقف، في تشرين الثاني الماضي، بعد أن تبين بأن البناء بدون استصدار التصاريح اللازمة، وقد تم تحويل الموضوع إلى الجهات المسؤولة كي تقوم باستصدار التصاريح التي انتهي من الحصول عليها هذه الايام.

وتعني الخطة، عملياً، زحف مستوطنة "معاليه أدوميم" نحو المنطقة المسماة "إي - 1"، ومنها إلى القدس وبالتالي اجتياح الاراضي الفلسطينية الفاصلة بين القدس المحتلة والمستوطنة القائمة على اراضي الضفة الغربية، ما يعني منع تواصل الدولة الفلسطيني الجغرافي في هذه المنطقة. وحسب الصحيفة، يبدو أن مصادقة وزراء "العمل" على هذه الخطة ستناط بالموافقة على انشاء أنفاق تحقق هذا التواصل.وكان القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد اعلن في 14 اذار الجاري ان "مستوطنة معاليه ادوميم هي جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل وسوف يشملها الجدار" العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.

واضاف أولمرت الذي كان يتحدث للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "اسرائيل لم تجر مشاورات مع الادارة الامريكية فيما يتعلق برسم مسار الجدار العازل".

لكنه تابع "اعتقد ان هذا الامر لا ينطوي على اشكالية لان الامريكان يوافقون على التغيير بالاعتماد على الوضع الدمغرافي".

يشار الى ان اولمرت هو واحد من اشد الوزراء الاسرائيليين من حزب الليكود تحمسا لخطة فك الارتباط ويعتبر شريكا لشارون في المبادرة للخطة.

وكان شارون قد اعلن قبل بضعة اسابيع ان جميع الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية "ستكون جزءا من دول اسرائيل في المستقبل".

ويعتمد المسؤولون الاسرائيليون في اطلاق مثل هذه التصريحات على رسالة التعهدات التي سلمها الرئيس الامريكي جورج بوش لشارون لدى زيارة الاخير لواشنطن في نيسان/ابريل من العام الماضي.

وذكرت تقارير عديدة صدرت في السنوات الماضية عن منظمات وحركات اسرائيلية مناهضة للاحتلال ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عملت في السنوات الماضية على توسيع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين فيها.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية انه خلال مشاورات بين شارون وعدد من الوزراء الاسرائيليين جرت في 13 اذار "تم الاتفاق" على شمل مستوطنة معاليه ادوميم والمنطقة الصناعية المحاذية لها وغالبية المناطق في القدس الشرقية ضمن الجدار العازل المحيط بمنطقة القدس والمعروف باسم "غلاف القدس" وانه "لن يتم الفصل بين شطري المدينة" الشرقي والغربي.

كذلك "تم الاتفاق" خلال هذه المشاورات على ان يتم احاطة مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في شمال القدس بجدار عازل منفصل عن "غلاف القدس" مع ابقاء معبر بين مخيم اللاجئين وباقي اجزاء القدس.

وسيتم اقامة لجنة مؤلفة من ممثلين عن عدة وزارات اسرائيلية "لتسريع العمل في بناء جدار غلاف القدس".

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في الحكومة الاسرائيلية قولها ان التقديرات تشير الى ان العمل في "غلاف القدس" سينتهي في غضون ستة اشهر على اكثر تعديل.

من جهته اكد مسؤول ملف المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ان إسرائيل تهدف من مصادقتها على مخطط ربط مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس الى تفريغ القدس الشرقية المحتلة من سكانها وخلق الحقائق على الارض و انهاء ملف القدس كملف تفاوضى.

وشدد عريقات على ان هذا القرار الإسرائيلي الخطير يجعل عملية السلام من دون قيمة، موضحا انه لن يكون سلام دون القدس ودون انسحاب إسرائيلي كامل من القدس الشرقية.

واعتبر عريقات فى تصريحات صحفية ان هذه المحاولات الإسرائيلية تؤدى الى تخريب اى جهد من شأنه اخراج عملية السلام من مأزقها الحالي واعادتها الى مسارها الطبيعى.

وحمل عريقات الحكومة الاسرائيلية نتائج وتبعات مخططاتها الاستيطانية.

وطالب عريقات المجتمع الدولى واللجنة الرباعية والامم المتحدة والاشقاء العرب بالاطلاع عن كثب على تكثيف اسرائيل للاستيطان فى الاراضى الفلسطينية والتدخل الفورى والعاجل من اجل انهاء هذا الوضع.

واضاف ان الحكومة الاسرائيلية الحالية اختارت طريق الاستيطان وليس طريق السلام.

التعليقات