بعد سنتين من المفاوضات: الاتفاق على بناء مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة «ميغرون» !

تمكن المجلس الاستيطاني من فرض شروطه على وزارة الأمن الإسرائيلية، ووافق بعد سنتين من المفاوضات على إخلاء بؤرة استيطانية عشوائية واحدة من بين أكثر من 125

بعد سنتين من المفاوضات: الاتفاق على بناء مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة «ميغرون» !
تمكن المجلس الاستيطاني من فرض شروطه على وزارة الأمن الإسرائيلية، ووافق بعد سنتين من المفاوضات على إخلاء بؤرة استيطانية عشوائية(تسمى إسرائيليا مستوطنة غير قانونية أي تلك التي لم تحظى على مصادقة) واحدة من بين أكثر من 125، وهي البؤرة الاستيطانية «مغرون» القريبة من رام الله، إلا أن الإخلاء الطوعي سيتم إلى مستوطنة أخرى ستبنى في منطقة نفوذ المجلس الإقليمي لمستوطنات «ماطيه بنيامين» وسيبقى المستوطنون في البؤرة الاستيطانية إلى أن تنتهي إجراءات اختيار المكان واستصدار الترخيص وانتهاء البناء.
وطلب وزير الأمن إيهود باراك يوم أمس الخميس من المحكمة العليا منحه 45 يوما لإنهاء إجراءات إبرام الاتفاق مع المستوطنين واختيار المكان الذي سيتم فيه بناء المستوطنة الجديدة، بعد أن أبدى المجلس الاستيطاني موافقته على إخلاء البؤرة الاستيطانية والبناء في مكان آخر. وقد وافق المجلس الاستيطاني على نقل المستوطنين الذين استولوا على أراض فلسطينية بملكية خاصة عام 2001 بعد أن لم ينجحوا في شراء أي قسيمة منها، وبعد الكشف عن عمليات تزييف قام بها المستوطنون لإثبات ملكيتهم على الأرض، وتعذر على الحكومة الإسرائيلية ترتيب توليفة قانونية للبؤرة الاستيطانية العشوائية.

وكتب باراك في رده الذي قدمه للمحكمة بواسطة محام من النيابة العامة: "في إطار الاتصالات التي تجريها وزارة الأمن مع قادة الحركة الاستيطانية في الضفة الغربية من أجل التوصل إلى حل متفق عليه لإخلاء البؤرة الاستيطانية "مغرون" أبلغ رئيس المجلس الاستيطاني وزارة الأمن يوم الاثنين الماضي بأن المجلس يوافق على اختيار مكان جديد للسكن الدائم لمستوطني ميغرون في المناطق الخاضعة لنفوذ المجلس الاستيطاني الإقليمي "ماطيه بنيامين".

وحسب الاتفاق بين الطرفين سيعرض على المجلس الاستيطاني عدة بدائل لاختيار مكان سكن للمستوطنين الذين سيخلون البؤرة الاستيطانية بشكل طوعي، وسيبلغ المستوطنون وزارة الأمن عن المكان الذي يختارونه خلال 30 يوما، بعد عرض الموضوع على المجلس الاستيطاني بكامل هيئته. وأوضح المجلس الاستيطاني أن المستوطنين سيواصلون السكن في البؤرة الاستيطانية إلى أن تنتهي أعمال البناء في المكان الذي يختارونه. وسيرافق المجلس الاستيطاني كافة مراحل التخطيط والبناء.

ويشير الاتفاق بين الحكومة الإسرائيلية والحركة الاستيطانية على نقل سكان البؤرة الاستيطانية "ميغرون" التي تضم أكثر من 40 عائلة، إلى مستوطنة أخرى يتم بناؤها من أجلهم، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى ترتيب الاستيطان في الضفة الغربية وليس إلى إخلاء مستوطنات.

وكانت المحكمة العليا قد أمهلت وزارة الأمن حتى نهاية هذا الشهر لتقديم خطة لإزالة الموقع الاستيطاني الذي بني بدون تصريح الإدارة المدنية للاحتلال على أراضي قريتي برقة ودير دبوا.

ومنذ تقديم الالتماس عام 2006 طلبت الحكومة الإسرائيلية عدة مرات من المحكمة منحها مهلة زمنية للتفاوض مع المستوطنين للتوصل إلى حل بالتراضي، لتجنب صدور قرار بالإخلاء ألقسري للمستوطنين الذي قد ينتج عنه مواجهات على ضوء رفض الحركة الاستيطانية إخلاء أي من البؤر الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية وتهديدها بالتصدي للإخلاء.

وقد بدأت الاتصالات بين ممثلي الحركة الاستيطانية ووزارة الأمن الإسرائيلية بعد الانتخابات الأخيرة مباشرة بهدف التوصل إلى اتفاق لترتيب وضعية البؤر الاستيطانية العشوائية، والتي تعتبرها الحكومة «غير شرعية» أي تلك التي لم تحظ على تصاريح من الإدارة المدنية للاحتلال.

وتمحورت المفاوضات حول إخلاء البؤر الاستيطانية التي من الصعب توفير حل قضائي لها مقابل نقل ومنح التصريحات اللازمة لبؤر أخرى.

يذكر أن الحركة الاستيطانية بذلت جهودًا لإثبات أن جزءًا على الأقل من الأرض المقامة عليها«ميغرون» تم امتلاكها في السنوات الأخيرة، حيث سعت الحركة لشراء أو تزييف شراء أراضٍ مقامة عليها المستوطنة. وهناك سوابق عديدة لعمليات تزييف نقل ملكية أراضٍ عربية بهدف اغتصابها والبناء عليها وطرد ملاّكها الأصليين منها. وقد كشف النقاب الشهر الماضي عن قيام الحركة الاستيطانية بتزييف ملكية أراض في البؤرة الاستيطانية «ميغرون» من خلال تسجيل شركة باسم عربي «الوطن» وتزييف صفقات بيع باسمها، بهدف تثبيت وضعية البؤرة الاستيطانية التي يدور الحديث منذ سنتين عن إخلائها. وكشف في الماضي عن عدة محاولات تزييف ملكية من قبل المستوطنين لمنع صدور قرار بالإخلاء.

وقد أقيمت البؤرة الاستيطانية «ميغرون» بطرق الاحتيال في شهر أيار سنة 2001 حيث تم نصب هوائي في بداية الأمر، وبعد ذلك افتتحت بقالة لسكان "شومر"، ومنذ ذلك الوقت أُقيمت هناك حوالي 60 مكانا للسكن بالإضافة إلى منزلين ثابتين تم إسكان 43 عائلة فيهما.


التعليقات