جيش الاحتلال ينفي خطة الإخلاء والمستوطنون يعلنون أنهم سيتصدون بالقوة ويكثفون الاعتداءات على الفلسطينيين وأملاكهم

إخلاء البؤر الاستيطانية يأتي في إطار مخطط إسرائيلي لوضع عملية الإخلاء مقابل استمرار أعمال البناء في المستوطنات التي ترفض إسرائيل تجميدها..

جيش الاحتلال ينفي خطة الإخلاء والمستوطنون يعلنون أنهم سيتصدون بالقوة ويكثفون الاعتداءات على الفلسطينيين وأملاكهم
نفى الجيش الإسرائيلي ما نشر في صحيفة "هآرتس" حول نيته إخلاء 23 بؤرة استيطانية في إطار عملية سريعة تنفذ خلال يوم، وقال إنه لا يوجد خطة من هذا النوع. موضحا أن التدريبات التي جرت مؤخرا كانت مخططة سلفا شاركت فيها ثلاث كتائب ولا علاقة لها بالإخلاء.

ويتضح مما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ثلاث كتائب تابعة لقوات النخبة "دورية القيادة العامة" اجرت مؤخرا تدريبات في الضفة الغربية، وتسرب أن الهدف منها هو إخلاء البؤر الاستيطانية، إلا أنه من المستبعد أن يكون ذلك صحيحا لأن هذه القوات تختص بالعمليات الخارجية. ولا يمكن توقع هدف تلك التدريبات.

وعلى إثر الإعلان عن خطة الجيش أعلن المستوطنون أنهم سيقاومون الإخلاء بالقوة، ودعا بيان وزع في المستوطنات السكان إلى التصدي بالقوة لإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية. وجاء في البيان الذي يحمل عنوان "نتعلم من الحاريديم وننتصر في الصراع": " في إسرائيل فقط من يقلب الطالوة ينتصر. هذا ما فعله العرب في الانتفاضة وحصلوا على سلطة إرهاب على طبق من فضة، وهذا ما قام به الحاريديم في حي "مئة شعريم" وحملت الشرطة على التراجع. حان الوقت لأن ندرك ونذوّت أن في الحب لا ننتصر في الصراع ، وبالعناق لن نحقق شيئا، فقط بالقوة ننتصر".

وفي غضون ذلك تواصلت اعتداءات قطعان المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم . ففي قرية بورين قام المستوطنون بقطع حوالي 30 شجرة زيتون معمرة، ويوم أمس قاموا بالاعتداء على سيارات فلسطينية في الخليل وأضرموا النار بعدد من الحقول، ولم تعتقل شرطة الاحتلال أيا من المعتدين، الذين يردون على كل خطوة يقوم بها الجيش ضد البؤر الاستيطانية بتنفيذ اعتداءات على الفلسطينية في إطار ما بات دارجا في أوساطهم باسم "جباية الثمن".


وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت أنه على خلفية التوتر المتصاعد بين إسرائيل والإدارة الأمريكية حول البناء في المستوطنات وشرقي القدس، قامت وزارة الأمن، بتنسيق مع رئيس الحكومة، ببلورة خطة لإخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية تشمل إخلاء 23 بؤرة استيطانية خلال يوم واحد.

وجاء أنه جرى في الأسبوع الماضي تدريبات مشتركة كبيرة لقوات حرس الحدود والشرطة والجيش تمهيدا لعملية إخلاء 1200 مستوطن، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة في الاتصالات التي جرت مؤخرا بينهما أن إسرائيل سوف تعمل على إخلاء 23 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية أقيمت بعد آذار/ مارس 2001.

كما جاء أن التدريبات جرت في القاعدة العسكرية "أودم" قبل أكثر من أسبوع، شارك فيه أساسا قوات حرس الحدود إلى جانب الشرطة والجيش.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة أن الفارق بين التدريبات الحالية والسابقة هو في حجم القوات المشاركة، وفي حقيقة أن التدريبات تمت بمشاركة الجيش إلى جانب وحدات حرس الحدود.

وبحسب شرطة حرس الحدود فإن الحديث هو عن تدريبات عادية كانت مخططة ضمن التدريبات السنوية وجرى تأجيلها عدة مرات.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن وزير الأمن، إيهود باراك، الذي يدير الاتصالات مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، قد تعهد مؤخرا بإخلاء 23 بؤرة استيطانية. وادعى باراك أن الحديث هنا عن فرض القانون والنظام، وأن عملية الإخلاء غير مشتملة في الاتصالات مع الأمريكيين بشأن مطالب الإدارة الأمريكية لتجميد البناء في المستوطنات.

ويتضح أن المستوى السياسي الإسرائيلي يدرك جيدا أن إخلاء البؤر الاستيطانية ينسجم مع الإجراءات التي تطالب بها الولايات المتحدة، وأنها ستكون في نهاية المطاف جزءا من صفقة سيقوم الطرفان ببلورتها. وألمحت مصادر مقربة من باراك أنه من المتوقع التوصل إلى تفاهمات قريبا، وأن المرحلة الأولى تشتمل على إخلاء البؤر الاستيطانية.

وتابعت الصحيفة أن الجيش يحاول عدم تسريب موعد الإخلاء انطلاقا من كون نسبة لا بأس بها من الجيش تتماثل مع المستوطنين، وأنه من الممكن أن يتم تسريب تفاصيل حول الخطة لمعارضي الإخلاء.

وغني عن البيان الإشارة إلى أن عملية إخلاء البؤر الاستيطانية تأتي في إطار مخطط إسرائيلي يهدف إلى وضع عملية الإخلاء مقابل استمرار البناء في المستوطنات القائمة، خاصة في ظل التأكيدات الإسرائيلية على مواصلة البناء فيها، وتراجع الإدارة الأمريكية عن الرفض الجارف لعملية البناء.



التعليقات