الاستيطان يتسارع بوتيرة لم يسبق لها مثيل

بدء تنفيذ مشاريع بناء ضخمة في أكثر من 50% من المستوطنات * المصادقة على بناء 13 ألف وحدة سكنية * معظم أعمال البناء تتم في المستوطنات الصغيرة والبعيدة عن الخط الأخضر..

الاستيطان يتسارع بوتيرة لم يسبق لها مثيل
بعد ثلاثة شهور من انتهاء فترة التجميد الاستيطاني الجزئي تتوسع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية بوتيرة لم يسبق لها مثيل. وبحسب معطيات "سلام الآن" فقد بدأت أعمال بناء ما لا يقل عن 1,712 وحدة سكنية. كما تشير المعطيات إلى أن أكثر من 50% من المستوطنات يجري تنفيذ مشاريع بناء كبيرة فيها، وخاصة في المستوطنات المنعزلة والصغيرة.
 
وجاء أنه في 65 مستوطنة مختلفة يجري تنفيذ مشروع بناء واسع النطاق. ففي مستوطنة "كيدوميم" بدأ بناء نحو 76 وحدة سكنية منذ نهاية فترة التجميد الاستيطاني، وفي مستوطنة "بربارة" يجري بناء 60 وحدة سكنية، و 58 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة "إلعزار"، و 42 وحدة سكنية في "كرمي تسور"، و 30 وحدة سكنية في مستوطنة "نريا".
 
وفي مستوطنات أخرى تعمل البلدوزرات ساعات إضافية لإعداد البنى التحتية للبناء، حيث يجري الإعداد لبناء 25 وحدة سكنية في "شاكيد" وبناء 24 وحدة سكنية في كل من "فدوئيل" و"ريحان"، و 18 وحدة سكنية في "عطيرت" و 15 وحدة في "سوسيا"، و 11 وحدة سكنية في "معاليه مخميش". والحديث هنا عن قائمة جزئية فقط.
 
وقد تم البدء بأعمال البناء خلال الفترة القصيرة التي بدأت بنهاية تجميد البناء الاستيطاني في السادس والعشرين من أيلول / سبتمبر الماضي، والتي ستعني زيادة آلاف المستوطنين في الضفة الغربية.
 
كما جاء أن مكتب رئيس الحكومة حاول التقليل من أهمية البناء الاستيطاني المتسارع، حيث قال أحد الناطقين بلسان بنيامين نتانياهو، مارك ريجيف لـ"نيويورك تايمز" إن البناء الاستيطاني الحالي لن يؤثر على "حدود السلام".
 
ونقل عن درور أتكس، الذي يعمل على توثيق أعمال البناء في الضفة الغربية منذ 10 سنوات، قوله إن الزيادة الحالية في أعمال البناء الاستيطاني لم يكن لها مثيل في العقد الأخير.
 
وقالت حاجيت عوفران من "سلام الآن" إن هذه الفترة هي الأكثر نشاطا منذ سنوات في البناء الاستيطاني. وأضافت أنه عدا عن الوحدات السكنية التي بدأت أعمال البناء فيها، فقد تمت المصادقة على 13 ألف وحدة سكنية أخرى، علما أنه تم بناء 3 آلاف وحدة سكنية سنويا في السنوات الثلاث السابقة. على حد قولها.
 
وأكد أحد قادة المستوطنين التقارير التي أوردتها "سلام الآن". وقال دافيد هعفري من المجلس الاستيطاني المسمى "المجلس الإقليمي شومرون" إن أرقام "سلام الآن" صحيحة، مشيرا إلى أن فترة التجميد انتهت، وأنه يجري العمل حاليا على "سد الثغرات".
 
وقال نفتالي بنط، المدير العام للمجلس الاستيطاني "ييشاع"، إنه طلب من الحكومة نشر مناقصة لبناء 4 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات الكبيرة.
 
ومن جهتها كتبت "يديعوت أحرونوت" أنه في السنوات الأخيرة فإن غالبية البناء الاستيطاني تتم في الكتل الاستيطانية الكبيرة، القريبة نسبيا من الخط الأخضر، بضمنها "معاليه أدوميم" و"بيتار عيليت" و"موديعين عيليت"، والتي يفترض أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية في حال تم إجراء تبادل مناطق مع السلطة الفلسطينية. إلا أن البناء المتسارع في الفترة الأخيرة يجري في مستوطنات أبعد أن عن الخط الأخضر مثل "تبوح" و"طلمون" و"عوفرا".

التعليقات