شرخ بالحكومة الإسرائيلية بعد إخلاء المستوطنين بالخليل

ورغم أن عملية إخلاء المستوطنين تم بهدوء، إلا أن عاصفة من ردود الفعل ضربت الحكومة الإسرائيلية من داخل ائتلافها

شرخ بالحكومة الإسرائيلية بعد إخلاء المستوطنين بالخليل

أخلت الشرطة الإسرائيلية، قبيل ظهر اليوم الجمعة، عشرات المستوطنين من بيتين فلسطينيين مجاورين للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، كانوا قد استولوا عليهما أمس. وأعلنت مصادر في مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أن الإخلاء تم بسبب عدم إثبات المستوطنين زعمهم أنهم اشتروا البيتين من أصحابهما الفلسطينيين.

ورغم أن عملية إخلاء المستوطنين تمت بهدوء، إلا أن عاصفة من ردود الفعل ضربت الحكومة الإسرائيلية من داخل ائتلافها، وتسببت بشرخ يضاف إلى الأزمة الظاهرة في العلاقة بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت.  

وفي أعقاب إخلاء المستوطنين، أصدر 'البيت اليهودي' بيانا هاجم فيه يعلون، وجاء فيه أنه 'في ذروة موجة الإرهاب، يعمل وزير الأمن بإصرار، دون هوادة من أجل إلقاء يهود من بيوتهم. والأفضل أن يوجه وزير الأمن حماسه وإصراره نفسه لمعالجة الإرهاب العربي والبناء غير القانوني الواضح في بلدات المخربين. وبالإمكان التدقيق في وثائق الشراء أيضا، من دون إلقاء يهود من بيتهم'.  

وهدد نائب الوزير أيوب القرا وعضو الكنيست أورن حزان، وكلاهما من حزب الليكود، وعضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من حزب 'البيت اليهودي'، بعدم المشاركة في عمليات التصويت التي يبادر إليها الائتلاف الحكومي في الكنيست، وأعلنوا أنهم سيمتنعون عن المشاركة في مداولات الكنيست حتى عودة المستوطنين إلى البيتين. ويعني ذلك أن الحكومة التي تستند إلى 61 نائبا من أصل 120 ستفقد الأغلبية في حال نفذ الثلاثة تهديدهم.

كذلك هاجم رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، إخلاء المستوطنين، واعتبر أنه 'عندما يعمل المستوطنون بموجب القانون، فإنه من الصواب تأجيل الإخلاء والبحث في الخيارات القانونية من أجل تعزيز الاستيطان من خلال الاهتمام بحكم القانون. وأدعو المستوى السياسي المسؤول عن الجهات الأمنية إلى الإسراع في التدقيق بقانونية الشراء وعدم تسخين الأجواء من خلال إخلاء مستوطنين'.

وانتقد الوزير زئيف إلكين يعلون، وقال 'إني أدعو وزير الأمن إلى وقف فوري لإخلاء المستوطنين من بيتهم في الخليل، الذي اشتروه شرعا وقانونا. وهذا وقت محاربة الإرهاب وتأييد تعزيز الاستيطان وليس محاربة المستوطنين. ومن يتحدث باسم القانون والنظام مدعو قبل ذلك إلى معالجة أمر قيادة السلطة الفلسطينية وناشطي اليسار المتطرفين الذين يعدمون فلسطينيين يتجرأون على بيع أراض أو بيوت ليهود'.

واعتبرت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، أن 'إنقاذ الأرض في أرض إسرائيل هو عمل مرحب فيه، وخاصة في الخليل مدينة الآباء... والاستيطان هو نشاط صهيوني هام وعلينا الاستمرار به ومواصلته'.

وحذر عضو الكنيست نيسان سلوميانسكي، من 'البيت اليهودي'، من أن 'الحكومة السابقة سقطت لأنه كان هناك ليّ أذرع وليس من خلال التفاهمات. ووزير الأمن، بممارساته في الخليل وليس هناك فقط، يقودنا إلى الوضع نفسه'.

ورد يعلون على هذه الانتقادات، معتبرا أن 'دولة إسرائيل هي دولة قانون، ولا توجد لدي أي نية للتسامح عندما يتم خرق القانون. وفي حالة البيتين في الخليل تم خرق القانون بفظاظة. فمن أجل الدخول إلى بيت ينبغي تنفيذ عدة إجراءات قانونية، لم يتحقق أي منها. ولذلك تم إخلاء الغزاة'.

ودعا يعلون، وهو بنفسه مستوطن، 'الوزراء وأعضاء الكنيست ومنتخبي الجمهور إلى التحلي بمسؤولية، ولجم التصريحات ودعم سلطة القانون، وعدم تشجيع أخذ القانون إلى اليدين وخرقه، فهذه وصفة للفوضى. وأداء وتصريحات بعض السياسيين في هذا الموضوعة، وصلت حدود الاستباحة وتمس بمناعتنا القومية. والاستيطان مهم بالنسبة لي وأعمل من أجله'.

 

التعليقات