أبو الغيط يتهم إسرائيل بعرقلة "صفقة التبادل": الوسيط الالماني مجددا في اسرائيل وحماس تصر على رؤيتها

الساعات الـ48 القادمة حاسمة لإنجاز أو تأجيل صفقة التبادل * الزهار ينفي زيارة فريق طبي فرنسي للأسير الإسرائيلي؛ والعقبات أمام الصفقة تعنت إسرائيل في إطلاق أسرى القدس والداخل

أبو الغيط يتهم إسرائيل بعرقلة

وفي السياق، كشف مسؤول فلسطيني مطلع على مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل أن الساعات الـ48 القادمة حاسمة في موضوع إتمام صفقة التبادل أو إرجائها لوقت آخر.

وقال لمراسل "الجزيرة نت" في قطاع غزة إن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة حاسمة، وإن الوسيط الألماني وصل إلى تل أبيب حاملا رد ورؤية حركة حماس على العرض الإسرائيلي الأخير لمبادلة الجندي جلعاد شاليط بأسرى الفلسطينيين".

وأكد المسؤول –الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أنه بعدما ينقل الوسيط الألماني رد ورؤية حماس للجانب الإسرائيلي فإنه سيعود إلى قطاع غزة لتسليم رد الجانب الإسرائيلي للحركة.

وأوضح المسؤول أن المفاوضات "شاقة وصعبة للغاية" وأن إسرائيل غيرت بعض مواقفها في العرض الأخير، مضيفا أن المرحلة الحالية هي "الأصعب والأدق" في الصفقة، وأنه إذا ما رفضت السلطات الإسرائيلية طرح حماس فإن الصفقة سوف تؤجل إلى وقت تغير فيه إسرائيل مواقفها.

وكانت مصادر أخرى كشفت في ذات السياق أن الوسيط الألماني هدد في الجولة الاخيرة من المفاوضات بوقف وساطته بسبب التعنت الاسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة ورفض الحكومة الاسرائيلية تلبية مطالب المقاومة الفلسطينية.

ونُقل عن "أورلاو" انه يشعر بأن تعنت اسرائيل في الصفقة سيؤدي الى فشلها، وبناء عليه هدد اسرائيل بسحب وساطته في حال لم تقدم تنازلات من شأنها أن تتيح توقيع الصفقة.

واشارت مصادر الى «العقبات التي تحول حتى الآن دون اتمام الصفقة المتمثلة في رفض اسرائيل اطلاق أسرى القدس الـ 44، واسرى مناطق الـ 48 المحتلة العشرين، وأسير واحد من الجولان، وجميعهم معتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو، فضلاً عن اصرارها على ابعاد نحو 125 الى القطاع والخارج».

وتطالب «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» بإطلاق ألف أسير فلسطيني في مقابل اطلاق شاليت، بينهم 450 من القادة والأسرى القدامى وذوي المحكوميات العالية.
من جهة اخرى، نفى القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، قيام طاقم طبي فرنسي بزيارة الأسير الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال في حديث لصحيفة هآرتس إن ما ذكر عار عن الصحة.

وكانت صحيفة «الحياة» اللندنية ذكرت نقلا عن مصادر فلسطينية وصفتها بأنها «موثوق بها» أن فريقاً طبياً فرنسياً أجرى فحوصاً طبية للجندي الاسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت. إلا أن مراقبين فلسطينيين استبعدوا في حديث لموقع عرب48 أن تخوض فصائل المقاومة مغامرة الكشف عن مكان الجندي الأسير. وأضافت «الحياة»أن الوسيط الألماني هدد بسحب وساطته بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى. ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني قوله إن العقبات التي تحول دون إتمام الصفقة هو تعنت إسرائيل في إطلاق أسرى القدس والـ48، وأسير من الجولان السوري.

وقالت المصادر إن أربعة أطباء فرنسيين في تخصصات مختلفة وصلوا الى قطاع غزة الأحد الماضي، برفقة الوسيط الألماني آرنست أورلاو، عبر معبر رفح الحدودي قادمين من القاهرة. وأضافت أن الفريق الطبي الفرنسي أجرى فحوصاً طبية لشاليت في قطاع غزة حيث يُحتجز في مكان سري لدى مقاتلين من حركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» اللتين أسرتاه قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وزادت أن الفريق الطبي وأورلاو وصلوا الى القطاع في ظل اجراءات أمنية غير مسبوقة من جانب «حماس» التي تسيطر على القطاع، وفي ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي يطلق عليها الفلسطينيون «الزنانة» في سماء القطاع. وتابعت أن «حماس» التي لم يغب عن بالها تعقب طائرات الاحتلال للفريق من الجو، حصلت على ضمانات من أورلاو بعدم مهاجمة اسرائيل المكان أو محاولة تحرير شاليت.

ويعتقد بان «حماس» تحتجز شاليت في مكان ملغّم بالمتفجرات، وأن احتمال خروجه حياً في حال مهاجمة المكان، تبدو ضئيلة جداً. كما يُعتقد بان إجراء الفحوص الطبية له يندرج في اطار خطوات بناء الثقة في المفاوضات غير المباشرة بين الحركة واسرائيل التي يقودها أورلاو برعاية مصرية، على غرار تسليمها اسرائيل شريط فيديو يظهره حياً قبل اسابيع عدة في مقابل اطلاق 20 أسيرة فلسطينية.

واستبعد مراقبون فلسطينيون أن تقدم حركة حماس على مغامرة الكشف عن مكان الأسير الإسرائيلي شاليط، وشككوا في صحة النبأ، وقالوا أن فصائل المقاومة لا يمكن أن تقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب في الكشف عن مكان احتجاز الجند لإسرائيل التي تقتنص الفرص لمعرفة مكانة ومحاولة تجنب دفع ثمن إطلاق سراحه.

وكان النائب الاسرائيلي «العمالي» دانييل بن سيمون توقع امس ان تحصل عملية تبادل الاسرى خلال الاسبوعين المقبلين، مضيفاً ان القيادي «الفتحاوي» الاسير مروان البرغوثي على قائمة الذين سيطلق سراحهم، لكن لا يعرف إن كان سيبعد الى الخارج أم سيبقى في الضفة. واوضح ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قرر التوصل الى اتفاق سريع في صفقة الاسرى، وان «الاتفاق سيعلن امام الرأي العام في موعد اقصاه اسبوع او اثنان». غير ان مكتب نتانياهو نفى ذلك، وقال ان «رئيس الوزراء لم يقل أبداً هذا الأمر، لا لشخصية سياسية ولا لأي شخص آخر».
وجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الاتهام إلى إسرائيل، بوضع "عراقيل" في مفاوضاتها غير المباشرة مع حركة حماس، والتي قال إنها تحول دون اتمام عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

وقال أبو الغيط في بيان اليوم الأحد، إن "إسرائيل ما زالت تقيم عراقيل أمام استكمال" عملية التبادل، وأضاف "اتصور أنه لا توجد إرادة إسرائيلية كاملة بعد، ولازالت إسرائيل تناور، وتسعى إلى تحقيق مكاسب من وراء هذه المبادلة".

وأعرب الوزير المصري عن أمله، "في أن تشهد الفترة القليلة القادمة، تحقيق هذا الهدف"، متداركا إنه "لا توجد ضمانة لأن يتحقق هذا التبادل، رغم كل ما يدور الحديث عنه إعلاميا".

التعليقات