أسيران مقدسيان يدشنان موقعا على الانترنت متخصصا بأوضاع المعتقلين

إصرارهما دفعنا إلى الاستفسار عن الموضوع وبدأ العمل على الفور،لينطلق أول موقع لأسيرين فلسطينيين من داخل سجنهما

أسيران مقدسيان يدشنان موقعا على الانترنت متخصصا بأوضاع المعتقلين

"بدت للوهلة الأولى فكرة غريبة وصعبة التحقيق، لكن إصرارهما دفعنا إلى الاستفسار عن الموضوع وبدأ العمل على الفور، لينطلق أول موقع لأسيرين فلسطينيين على الشبكة العنكبوتية من داخل سجنهما"، بهذه الكلمات بدأت الشابة أميرة الصفدي حديثها عن موقع الإنترنت الذي أطلقته بالتعاون مع خالها الأسير محمود الصفدي (31 عاما) القابع في سجن عسقلان المركزي ويقضي حكما بالسجن لمدة 27 عاما قضا منها 16 عاما، وشقيقها نمر الذي يقضي حكما مماثلا.
وتضيف أميرة جاءت فكرة إنشاء هذا الموقع من كثرة المقالات والكتابات التي يبدعها خالي والأسرى داخل سجونهم، والتي أصبحت بحاجة إلى مكان تنشر وتحفظ فيه وتأرشف به، فكانت الفكرة الأولى لإطلاق هذا الموقع.

وترى أميرة أن كثيرا من محبي الأسرى والمهتمين بشؤونهم محتاجون إلى موقع متخصص يتناول موضوع الأسرى تحديدا ويتخصص في شؤونهم، ويعبر عن معاناتهم وحاجهم، ويدعم صمودهم داخل سجون الاحتلال، خصوصا أن الاهتمام الرسمي في هذا الجانب ليس بالشكل المطلوب. تولى خالي الأكبر صبري تمويل الموقع من نفقته الخاصة، حيث خرج إلى النور في نيسان الماضي تقول أميرة، وبإمكان أي مواطن عربي الدخول إلى موقع الإنترنت الجديد على العنوان التالي www.safadacademy.com


وعند دخولك الموقع يفاجئك محمود بشعار الموقع "أكاديمية القيد الصفدي"، إضافات إلى المقدمة التالية:"غاب نهار أخر...غربتنا...زادت نهار...عودتنا اقتربت نهار...غاب نهار أخر...غاب نهار آخر. يتحدث الأسير محمود عنه وعن ابن أخته يقول:"بالصدفة ولدنا فلسطينيان ولأسرة مقدسية فقيرة، عن وعي وإدراك دخلنا السجن منذ عام 1989، ما بين الولادة والاعتقال عشنا عشرون عاماً في كنف عائلتنا الصفدية، كل واحد له زمنه وقصته ولكن اجتمعت كل القصص في حب فلسطين الخالدة". ويقول نمر عن إطلاق الموقع :" تم تأسيس هذا الموقع ليكون جسراً نعبر من خلاله إلى العالم ما وراء أسوار المعتقلات وتعبرون انتم من خلاله إلى عالمنا الذي لا يتسع إلا للحظة إنسانية واحدة".

وتضيف بإمكان أي شخص يدخل إلى الموقع المشاركة في حملة التوقيعات لدعم الأسرى داخل سجون الاحتلال والمطالبة بحريتهم، كما بإمكانهم الاشتراك في المجموعة البريدية التي تمكنهم من الحصول على أخبار الأسرى في سجون الاحتلال بشكل متواصل.

والمتصفح للموقع يجده يحوي صفحات عدة منها ألبوم صور للأسرى ومقالات لعدد منهم، كما أن أجمل ما يحويه هذا الموقع هو قسم: "هل تعلم؟؟" الذي يبسط معاناة الأسرى وأوضاعهم في أرقام صغيرة وسهلة للفهم.

يقول الصفدي في هذا القسم: هل تعلم أن عدد السنوات التي أمضاها مجموع الأسرى القابعين حالياً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية والبالغ عددهم 7000 أسير تقريباً يصل مجموعها ما يقارب 22824 سنة، وهذا يوازي عمر البشرية منذ بدايات العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا.

يضيف الصفدي في موقعه الطريف أن مجموع الأسرى والمعتقلين حالياً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية والبالغ عددهم 7000 أسير تقريباً محرومين من الإنجاب .. أي أن أجيالاً من الأطفال لن تولد ...! بمعنى أن هناك ما يقارب 28 ألف طفل فلسطيني لن يروا النور بسبب استمرار اعتقال هذا الكم الهائل من المناضلين؟

ويقول أن أبعد مسافة يراها الأسير في سجنه لا يتجاوز عدة أمتار .. ولا يرى من خلالها سوى جدران وهذا ما يسبب ضعف النظر " قصر النظر". وعن طعام الأسرى يوضح الموقع أن ما يتناوله الأسير من اللحوم أسبوعياً لا يتجاوز 40 غرام .. أي أقل من نصف كيلو وجميعها تكون مثلجة ومن النوعية الرديئة والوضيعة.

وعن أكبر أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يشير أن أكبر أسير يبلغ من العمر 75 عاما ً وهو ما يزال معتقلاً رغم مرور 20 عاماً على اعتقاله ويدعى سامي يونس " أبو نادر " من قرية عارة في المثلث، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.

ويسال الصفدي المتصفح لموقعه هل تعلم ان مساحة الغرف في السجن تبلغ 24 متر مربع للغرفة الواحدة، ويعيش فيها عشرة مناضلين، وتستخدم ليس فقط للنوم بل كغرفة للطعام والمطبخ ومكان للجلوس والمشي والحمام أيضا، كل هذه محصورة في غرفة واحدة.

التعليقات