استشهاد الاسير جواد ابو مغاصيب في معتقل انصار 3 في صحراء النقب

الشهيد كان يعاني من مرض في الكلى ويبدو ان نوبة الم اصابته فجر اليوم لكن صراخه وصراخ الاسرى لم يسعفه باستعجال اسعافه* اتهام الاحتلال بعدم توفير العلاج الطبي المناسب للاسرى

استشهاد الاسير جواد ابو مغاصيب في معتقل انصار 3 في صحراء النقب
قالت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينية ان الاسير الفلسطيني جواد ابو مغاصيب استشهد فجر اليوم الخميس فى سجن انصار 3 الاسرائيلي في صحراء النقب.

ونعت الوزارة شؤون الأسرى والمحررين في بيان استشهاد ابو مغصيب المعتقل منذ تاريخ 21/12 /2002 ، وتعرض حينها كباقي المعتقلين لتعذيب قاس ومعاملة لا إنسانية ، وكان يعاني من مرض في الكلى.

واوضح البيان ان المعتقلين طالبو مراراً إدارة المعتقل بعلاج أبو مغاصيب إلا أن إدارة المعتقل وكعادتها كانت دوماً تماطل في علاجه وفي تقديم الرعاية الطبية اللازمة له وللمرضى الآخرين.

ومن الجدير ذكره أن الشهيد أبو مغاصيب سبق وأن صدر بحقه حكماً بالسجن لمدة 33 شهراً وهو يبلغ من العمر الآن 18 سنة وهو من سكان دير البلح في قطاع غزة ، بمعنى أنه حينما أعتقلت كان طفلاً ، إلا أن سلطات الإحتلال لم تراعِ عمره ولم ترحم طفولته.

ويتواجد الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية أكثر من 300 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاماً ، وهناك المئات أعتقلوا وهم أطفال وتجاوزا سن الطفولة ولا زالوا في الأسر .

و اعتبر بيان الوزارة إستشهاد المعتقل أبو مغصيب يأتي ضمن سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وإدارة المعتقلات التي تخضع للجيش الإسرائيلي مباشرة ، على الرغم من المناشدات اليومية لوقف سياسة الإهمال الطبي التي ادت إلى وفاة العشرات من الأسرى خلال سني الإحتلال الماضية ووصل عددهم إلى قرابة 40 شهيداً وقبل أقل من شهر استشهد الأسير بشار بني عودة في سجن جلبوع ، وبإستشهاد أبو مغاصيب يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 181 شهيداً منذ العام 1967 حسب ما هو موثق في وزارة الأسرى .

وحمل وزير شؤون الأسرى والمحررين سفيان ابو زايدة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة المعتقل جواد أبو مغاصيب ، وعن حياة الأسرى عموماً المحتجزين في ظروف لا إنسانية وقاهرة ويتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي مؤلم ، وخاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة عديدة ولا يلقون أية رعاية صحية وهذا يتناقض وكافة المواثيق والإتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى ، حيث لا زال هناك قرابة 1000 أسير موزعين على السجون والمعتقلات الإسرائيلية يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة وخطيرة وحياتهم مهددة بالخطر .

وطالب الوزير الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية بضرورة وضع حد لقوائم الأسرى المرضى التي تتكدس بها السجون والمعتقلات الإسرائيلية .

وشدد وزير الأسرى والمحررين على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى وخاصة المرضى محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة قانونياً وإنسانياً عن حياة أسرانا الأبطال وطالب الصليب الاحمر الدولي وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية بالتدخل السريع من أجل إنقاذ حياة أسرانا من الموت المحدق بهم ، كما طالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وأسباب استشهاد المعتقل أبو مغاصيب ومن قبله العشرات وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة، فلا يعقل هذا الإستهتار بحياة الأسرى ولا يمكن السكوت عليه من قبلنا ، لا سيما وأن قضية الأسرى هي قضية مركزية للشعب الفلسطيني عامة ..

وأكد أبو زايدة بأن معتقل النقب الصحراوي يشهد ظروفاً قاسية لا تليق بالحياة الآدمية ، والشروط الحياتية فيه صعبة للغاية ، وإدارة المعتقل غير مبالية بحياة المعتقلين الأمر الذي أدى إلى حدوث حريق قبل ثلاثة أيام نتيجة تماس كهربائي وتلف شبكة الكهرباء ، وكاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية ضحيتها عشرات الشهداء لولا العناية الآلهية ، وحصول الحريق أثناء ساعات النهار وتمكن أحد الأسرى من كسر قفل القسم الذي إلتهمته النيران بعدما رفضت إدارة السجن فتح أبواب الأقسام التي اندلع فيها الحريق ، وتمكن المعتقلين من الهروب من الأقسام الملتهبة والمشتعلة إلى أقسام مجاورة ، لولا ذلك لحدثت الكارثة الإنسانية ، وهذا الحريق هو الثاني خلال أقل من عام في نفس المعتقل .

وقال أبو زايدة بأن هذا الحدث عكس وبشكل جلي إستهتار الإدارة الفاضح بحياة الأسرى ، الأمر الذي دفعه لتوجيه رسالة عاجلةفي حينه إلى خوان كودركي مدير البعثة الدولية للصليب الأحمر ناشده فيها القيام بزيارة سريعة وعاجلة إلى معتقل النقب الصحراوي .

وأفاد الأسرى وفي إتصال هاتفي اليوم مع وزارة شؤون الأسرى والمحررين بأن الشهيد أبو مغاصيب كان يعاني من مرض الكلى وأنهم طالبوا مراراً إدارة المعتقل بعلاجه وإنقاذ حياته ، إلا أن الإدارة لم تراع سنه ولم تقدم له العلاج مما أدى إلى استشهادة صباح اليوم ، حيث أنهم وجدوه ممدداً ويصرخ من الألم وناشدوا الإدارة بالصراخ وبالطرق على الأبواب لإخراجه للعياده ، إلا أن الإدارة وحراس السجن تباطؤوا كعادتهم وحضروا وأخرجوا المعتقل بعد قرابة نصف ساعة ومن ثم فارق الحياة في عيادة المعتقل ، محملين إياها المسؤولية الكاملة عن وفاته ، وطالبوا كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم وتوفير الرعاية الطبية للأسرى والمعتقلين المرضى ، كما ناشدوا المؤسسات الإنسانية الدولية بزيارة معتقل النقب للإطلاع عن كثب على ظروفهم الاإنسانية والتي تتناقض وكافة المواثيق والأعراف الدولية .

يذكر أن معتقل أنصار 3 يقع في صحراء النقب جنوب البلاد ، وكان قد أفتتح في الأشهر الأولى للإنتفاضة الأولى وبالتحديد بتاريخ 17 مارس عام 1988 ، ويخضع لإدارة جيش الإحتلال مباشرة ، وليس لإدارة مصلحة السجون ، وأغلق منتصف التسعينيات وهو عبارة عن عدة أقسام وفيها خيام ، وخلال إنتفاضة الأقصى أعيد إفتتاحه ويوجد فيه الآن قرابة 2000 معتقل

التعليقات