الأسير حسام خضر من سجنه: يجب مواجهة السياسة الاسرائيلية أحادية الجانب بوعي وطني ووحدة راسخة

-

الأسير حسام خضر من سجنه: يجب مواجهة السياسة الاسرائيلية أحادية الجانب بوعي وطني ووحدة راسخة
أفادت اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب الأسير حسام خضر والأسرى الفلسطينيين أنّ إدارة السجون الإسرائيلية قامت في الآونة الأخيرة بنقل الأسير خضر من سجن هداريم إلى سجن بئر السبع/ قسم أيشيل، بعد أن كانت أعادته إلى سجن نفحة، ومن ثم إلى سجن هداريم، وقالت اللجنة الشعبية إنّ إدارة السجون عمدت إلى إجراء تنقلات في صفوف المعتقلين بهدف إرباك الأوضاع التنظيمية في السجون، ومعاقبة الأسرى الذين تعتبرهم من النشطاء داخل السجون.

كما نقلت اللجنة الشعبية عن الأسير القائد حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين قوله إنّ "هذه المرحلة من عمر القضية لفلسطينية تعتبر من أخطر المراحل وأصعبها على الإطلاق، فهي تستهدف القضية برمتها، والنسيج الوطني والاجتماعي، والوحدة الوطنية، ومجمل الإنجازات الوطنية لشعبنا على مدار القرن الماضي، وإذا لم نحسن الأداء فيها عبر تكامل الأدوار وتنسيق الجهود، فسيكون المستقبل الفلسطيني برمته أمام احتمالات مرعبة تنذر جميعها بضياع المشروع الوطني الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل إسرائيل فيه تصعيدها العسكري، وترسيخ واقع الاحتلال، وفرض الوقائع السياسية على الأرض بشكل يحول دون تجسيد الحلم الفلسطيني".

ودعا خضر أبناء الشعب الفلسطيني إلى "مواجهة السياسة الاسرائيلية أحادية الجانب بوعي وطني ووحدة راسخة وعمل دؤوب، عبر تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا على أي اعتبارات حزبية ضيقة، وحل كافة الخلافات التي جاءت نتيجة الانتخابات التشريعية الأخيرة بلغة الحوار والاحتكام للوائح والأنظمة الداخلية، عبر إيجاد الوسائل العملية المناسبة في تحديد صلاحيات الرئاسة والحكومة بشكل يضمن تكامل الأدوار وتحديد الصلاحيات بعيداً عن المناكفات وتصفية الحسابات الشخصية، والمصالح الحزبية والفئوية والاعتبارات الشخصية التي لا تمتّ بصلة للقضية الفلسطينية".

وقال خضر "إن المرحلة لا تحتمل عودة مستشاري السوء والفاسدين إلى واجهة الأحداث، والمقامرة بمستقبل الشعب الفلسطيني من جديد، فهم الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه الآن من دمار".

وأضاف: "علينا أن نستفيد من تجارب الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال وكيف استطاعت أن تنتصر على عدوها بوحدتها الوطنية وطهارة سلاحها، وإصرارها وتصميمها على انتزاع حريتها واستقلالها".

وأكد خضر على أنه ما من فئة التقت أهدافها مع أهداف عدوها إلاّ وعليها إعادة النظر في مجمل سياساتها وبرامجها. وأنّ الرئيس أبو مازن هو صاحب برنامج الإصلاح والديمقراطية، لذا فهو مطالب أكثر من أي وقت مضى بوضع حد لهذا التداخل بالصلاحيات بين الرئاسة والحكومة، والاحتكام لروح النظام الأساسي، لأن الشعب الذي انتخبه على أساس برنامج التنمية وتحقيق الأمن والأمان للمواطن ينتظر منه اتخاذ خطوات عملية ملموسة في مجال الإصلاح الإداري والمالي، ووضع حد لظاهرة الفلتان الأمني، وفوضى السلاح بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، والتي هي الأخرى يقع على عاتقها مسؤولية تاريخية بعد أن جاءت عبر إفراز ديمقراطي حقيقي، أصبحت بمقتضاه حكومة الشعب الفلسطيني، وعليها أن تخرج من العقلية الحزبية، وأن تتعامل بروح المسئولية لا بروحٍ انتقامية ثأرية، وأن تبتعد عن التشنجات النظرية التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع.

وقال خضر إنّ المستفيد الوحيد من حالة الخلاف بين مؤسستي الرئاسة والحكومة هو الاحتلال وأعوانه، مما يتطلب من كل الغيورين من أبناء شعبنا الوقوف وقفة رجل واحد لوضع حد لهذه القضية الخطيرة.

من جهة أخرى أدان القائد خضر قرار الاتحاد الأوروبي بوقف مساعداته المالية للشعب الفلسطيني، واعتبر ذلك ابتزازا سياسياً، وعقاباً جماعياً للشعب الفلسطيني على ممارسته الخيار الديمقراطي، وتماشياً مع السياسة الأمريكية في المنطقة والتي توفر الغطاء والمجال الحيوي للحكومة الإسرائيلية لمواصلة عدوانها، ودعا خضر الدول العربية والإسلامية وشعوبها إلى ضرورة إفشال هذه السياسة، وتوفير الدعم العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية. كما دعا الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الوعي والاعتماد على النفس، والتقليل بقدر المستطاع من الكماليات، والتركيز على ضروريات الحياة. والتوجه بقوة نحو الانتاج في كافة المجالات الاقتصادية الزراعية منها والصناعية.

وتوجه خضر بخالص التحيات للشعب الفلسطيني وقيادته على نجاح التجربة الديمقراطية التي أفرزت مجلساً تشريعياً جديداً وحكومة فلسطينية جديدة، وأشاد بالانتقال السلس للسلطتين التشريعية والتنفيذية الذي أبهر المراقبين، وأكد على ضرورة الاستمرار باحترام الخيار الديمقراطي ونتائجه ومواصلة السير به والحفاظ عليه، وإجراء إصلاح ديمقراطي حقيقي في برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، ومجلسها الوطني، واتحاداتها الشعبية عبر صناديق الاقتراع، ودعا إلى استكمال المرحلة الخامسة من انتخابات المجالس البلدية والقروية، كما دعا خضر إلى إجراء انتخابات في المنظمات الشعبية، ونقابات العمال، ولجان الخدمات في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهة أخرى أكد القائد حسام خضر على أنّ ذكرى يوم الأسير الفلسطيني لهذا العام يجب أن تحتل أهمية مضاعفة في أجندة فصائل العمل الوطني والإسلامي والحكومة الفلسطينية، وذلك لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي تقوم به إدارة مصلحة السجون ضد الأسرى ومنجزاتهم وحقوقهم، وقال إن الأسرى اعتبروا هذا العام هو عام الأسير الفلسطيني مما يستدعي القيام بتنفيذ برامج نضالية وتضامنية معهم لفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم، والعمل على إطلاق سراحهم. ودعا إلى توحيد الجهود وتنسيقها، والقيام بالمسيرات وعقد المؤتمرات والمهرجانات وتنظيم المعارض الخاصة بأعمال الأسرى، وإرسال المذكرات إلى كافة برلمانات العالم ومنظماته الدولية بهدف تدويل قضية الأسرى. كما دعا خضر الحكومة الفلسطينية إلى عدم التأخير في صرف المخصصات الشهرية للأسرى ومستحقاتهم المالية مهما كانت الظروف.

كما دعا القائد خضر إلى ضرورة البدء بالتحضير لإحياء الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة وتشكيل اللجان التحضيرية الخاصة بهذه المناسبة الهامة والدعوة إلى تنظيم الفعاليات المختلفة، لتأكيد تمسك الشعب الفلسطيني بقضية اللاجئين وحقهم بالعودة إلى ديارهم. في الوقت نفسه أشاد خضر بقرار القضاء اللبناني بوقف ملاحقة الأخ سلطان أبو العينين أمين سر حركة فتح في لبنان، وإلغاء الحكم الصادر بحقه، واعتبر ذلك تطوراً إيجابياً في العلاقة الفلسطينية اللبنانية، كما أشاد بموقف الحكومة اللبنانية في أثناء زيارة بعض وزرائها للمخيمات الفلسطينية في لبنان للإطلاع على احتياجات سكانها، داعياً إياها في الوقت نفسه إلى مزيد من الإجراءات التي تساعد في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وتحسين ظروف الحياة لسكان المخيمات لحين عودتهم إلى ديارهم

التعليقات