الأسيرات المحررات يجمعن على زيادة القسوة في سجون الاحتلال..

-

الأسيرات المحررات يجمعن على زيادة القسوة في سجون الاحتلال..
أكد مركز الأسرى للدراسات أن أوضاع الأسيرات في سجون الاحتلال ازداد سوءاً عن ذي قبل، الأمر الذي خلفه تشتيت الأسيرات ووضعهن في أكثر من سجن، الشيء الذي حذر منه المركز قبل تنفيذ إدارة السجون لهذه الخطوة.
فالأسيرات الفلسطينيات السبع والثمانون الآن موزعات على ثلاث سجون هي: التلموند -'هشارون' وسجن الدامون وفي الرملة بما يسمى عزل نفي ترتسا.
وأضاف المركز أن معظم الأسيرات المحررات أكدن على سوء معاملة إدارة السجون للأسيرات، وعلى ظروف الأسرى القاسية التي يعيشونها.

فالأسيرة المحررة سونا الراعي (40 عاما) والتي تحررت في (26/10/2008م) بعد 12 عاما من الاعتقال تؤكد على تعرض الأسيرات المعتقلات لأنواع شتى من التعذيب لغرض الاعتراف، مضيفة بأن الأسيرات يعشن حياة بالغة الصعوبة داخل السجون هذه الأيام، فهناك معاناة حقيقية للأسيرات على صعيد انتظام الزيارات الخاصة بالأهالي والتي تعتبر حلقة الوصل بين الأسرى والعالم الخارجي، وهي متنفس للأسرى بأن يشاهدوا أهاليهم وأقاربهم والاطلاع على الأوضاع في قراهم ومدنهم، إضافة إلى الاحتياجات المتعلقة بالملابس والقضايا المعيشية والشخصية للأسيرات على وجه الخصوص، إضافة إلى المعاناة المتعلقة بنوعية وكمية الأكل الذي تخصصه إدارة السجن للأسيرات والخدمات الطبية، خاصة وان إدارة السجن تركز على توفير أطعمة تحتوي على النشويات بكثرة، في حين يتم إهمال بقية الأنواع من الأطعمة مثل الخضار والفواكه ما يدفع الأسيرات للاعتماد على "الكانتينا" بشكل أساسي في شراء مثل هذه الأنواع من الأطعمة.

هذا وأكدت الأسيرة المحررة عطاف عليان "44" عاما من مدينة رام الله بعد أن أمضت 14 عاماً خلف قضبان سجون الاحتلال على أربعة اعتقالات والتي تحررت في 23/10/2008 أن وضع الأسيرات غاية في الصعوبة.

وأوضحت عليان أن الاحتلال يعتقل الأسيرات ويحكم عليهن بالسجن 40 شهراً لأسباب بسيطة، مشيرة إلى أن وضع الأسيرات داخل السجون صعب والمتمثل بمنع زيارات الأهالي وعدم التواصل والمعاملة السيئة من قبل السجانين".

وأضافت أن أقسى اللحظات قسوة على الأسيرة حرمانها من أطفالها والإهمال الطبي للحوامل من الأسيرات، وممارسة عدة أشكال من العقوبات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة، والاحتجاز في أماكن لا تليق بـ"الأسيرات "، والتفتيشات الاستفزازية من قبل إدارة السجون وسوء المعاملة أثناء خروج الأسيرات للمحاكم والزيارات، والحرمان من الزيارات، ووضع العراقيل أمام إدخال الكتب للأسيرات اللواتي يقضين معظم وقتهن بالغرف، وسوء الطعام كماً ونوعاً، والاكتظاظ في الغرف، وقلة مواد التنظيف، وحرمان الأهل من إدخال الملابس للأسيرات.

أما الأسيرة المحررة سميرة الجنازرة (30 عاما) والتي تحررت في (2/11/2008م) والتي قضت في سجون الاحتلال ست سنوات ونصف فأكدت أن واقع الأسيرات في سجون الاحتلال يرثى له. وأضافت أن الأسيرات في سجن الدامون يعانين من ظروف اعتقالية غاية في الصعوبة، مشيرة إلى أن سجن الدامون هو من السجون ذات البناء القديم، ومهدد بالانهيار في أي لحظة على رؤوس الأسيرات.

وبيّنت أن هذا السجن الذي يعيش فيه قرابة 30 أسيرة فلسطينية كان عبارة عن إسطبلات للخيول وللحيوانات، وعبارة عن مخازن قديمة وأن سلطات الاحتلال حولت هذه الأماكن إلى سجون على الرغم أنها لا تصلح للعيش الآدمي.

وكشفت الأسيرة المحررة الجنازرة فور الإفراج عنها، أن توزيع أعداد الأسيرات الـ 30 داخل القسم زاد من معاناة الأسيرات داخل السجن وصعّب أوضاعهن، وقالت أن مساحة القسم كله عبارة عن (15مترا × 15 مترا)، وأن القسم ينقسم إلى 3 غرف، وأن كل غرفة يعيش فيها 14 أسيرة، وهذا يبين الوضع الصعب الذي يعشن فيه الأسيرات في سجون الاحتلال.

وأفادت الأسيرة المحررة أن مياه الأمطار دخلت على الأسيرات في الغرف التي يعتقلن فيها، مبينة أن الأسيرات يعشن حياة نفسية بالغة الصعوبة وأن إدارة السجون تقوم بسرقة جزء من الكانتينا المخصصة للأسيرات على شكل عقوبات، وعن أوضاع الأسيرات الطبي فقد كشفت الأسيرة المحررة الجنازرة أن سلطات الاحتلال تكتفي بتقديم حبوب الأكامول والمسكنات للأسيرات المريضات اللواتي بحاجة إلى فحص من طبيبة متخصصة، موضحة درجة الإهمال الكبيرة التي تنتهجها سلطات الاحتلال تجاه الأسيرات.

هذا وناشد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات المتخصصين والباحثين والمؤسسات الرسمية والأهلية والجمعيات الحقوقية والمنظمات المتضامنة مع الأسرى والأسيرات والداعمة لهم، للضغط على دولة الاحتلال لتحرير الأسيرات، وعلى القوى الفلسطينية على مقربة من حوار القاهرة بأن يكون موضوع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي على جدول أعمالهم، مضيفاً أن قضية الأسرى جميعاً والأسيرات خاصة في ظل الشهادات أعلاه من أسيرات محررات هي قضية إجماع وطني، مطالباً وحدة العمل الفلسطيني بكل انتماءاته وقواه لإيجاد صيغة عمل ومشروع موحد هدفه دعم ومساندة الأسيرات في السجون والعمل على تحريرهن.

وطالب حمدونة الفصائل والشخصيات بالتأكيد على هذا الموضوع في أوراق عملهم وخطابهم الإعلامي في محاولة لتدويل هذه القضية الإنسانية والأخلاقية والوطنية.

التعليقات