حماس تؤكد تمسكها بقائمة الأسرى، وتصف مفاوضات صفقة التبادل بأنها «صعبة وشاقة»

الوسيط الألماني التقى للمرة الثانية ليلة أمس مع مسؤولين كبار في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة، وقدم لهم مقترحات جديدة وافقت عليها إسرائيل

حماس تؤكد تمسكها بقائمة الأسرى، وتصف مفاوضات صفقة التبادل بأنها «صعبة وشاقة»
أكّد مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دمشق أن المفاوضات بين الحركة وإسرائيل لتبادل مئات المعتقلين الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة جلعاد شاليت ماتزال جارية، مؤكداً على أنها مفاوضات "صعبة وشاقة"، وأن "حماس متمسكة حتى اللحظة بالقائمة التي قدمتها لإسرائيل، ومتهماً إسرائيل بالتردد وعدم الوضوح".

وقال المسؤول الإعلامي في الحركة في دمشق أسامة أبو خالد في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "منذ أيام لم ترشح أي معلومات عن أي جديد، وكل ما يُصاغ عن قرب التوصل إلى الصفقة هي تسريبات إسرائيلية للتأثير على مجرى الأحداث أو للضغط على حركة حماس وتتعمد التلاعب بمشاعر الأسرى وذويهم من خلال الإيحاء بأن صفقة التبادل باتت قاب قوسين أو أدنى، وتتحدث عن قرب التوصل لحل لكافة الأمور"، وأضاف "لكن لا أعتقد أن هذا الموقف صحيح، فالمفاوضات لا تزال جارية، وهي شاقة وصعبة، وإسرائيل لديها تحفظات كثيرة على بعض الأسماء وحماس متمسكة بالقائمة التي قدمتها من أجل الإفراج عن جميع الأسرى خاصة أصحاب المحكوميات العالية".

وحول موعد إنجاز الصفقة وإمكانية تأجيلها إلى وقت آخر قال أبو خالد "كل شيء وارد، وقد يحصل تقدم فجأة في إسرائيل، فالمشكلة أن إسرائيل وقبل قدوم نتنياهو وأثناء حكومة أولمرت كانت الصفقة قد أوشكت على الانتهاء وكان هناك تقدم سريع، وفي اللحظات الأخيرة تراجعت حكومة أولمرت، فإسرائيل صراحة لا يؤمن جانبها في هذا المجال، وقد يحدث تقدم أو يحصل تراجع في اللحظات الأخيرة، وهناك من يتحدثون عن التماسات أمام محكمة العدل الإسرائيلية العليا الإسرائيلية من أهالي من يقولون أنهم قتلوا في عمليات للمقاومة الفلسطينية، وهناك تسريبات إعلامية تؤثر على مجرى الصفقة، وما أستطيع تأكيده أن المفاوضات مازالت تجري، وهي مفاوضات شاقة وصعبة".

وحول ارتباط المفاوضات حول تبادل الأسرى بفك الحصار عن قطاع غزة قال المسؤول في حماس "أعتقد أن القضايا الحياتية الأخرى للفلسطينيين، كفك الحصار وفتح المعبر، مرتبطة كلها بالجندي الإسرائيلي الأسير أصلاً، وصحيح أن فلسطين فرضت حصاراً مشدداً منذ فوز حماس بالانتخابات في يناير 2006 لكن الحصار اشتد بصورة أكبر وأصبح خانقاً بعد عملية أسر الجندي، وأعتقد أن فك الحصار وفتح معبر رفح وباقي المعابر الأخرى هو تحصيل حاصل بعد إنجاز عملية التبادل، وأعتقد أن الإشكاليات هي على أسماء الأسرى، وهم 125 اسم، وأحياناً يقول الإسرائيليون إنهم وافقوا على بعضهم وأصبح العدد 75 اسم، فهناك تراجع في الموقف الإسرائيلي"، وشدد على أن الـ 125 اسماً "هم لب الصفقة، وهم من ذوي المحكوميات العالية، وأصحاب المؤبدات" حسب تعبيره.

وحول تمسك حماس بعدم إبعاد أي من المعتقلين الفلسطينيين بعد الإفراج عنهم أوضح أبو خالد "حتى الآن ترفض حماس إبعاد أي أسرى خارج أرض فلسطين، لكن المفاوضات لازالت جارية، وهي رهن بسير المفاوضات وما توافق عليه إسرائيل، فاقتراح إسرائيل إبعاد بعض الأسماء إلى دول عربية بحجة أنهم سيكونون بمأمن، ونفس الأمر يكرره الوسيط الألماني، لكن بالنتيجة حماس هي التي تحدد أين يكونوا في مأمن في غزة أو في الضفة أو خارج الأراضي الفلسطينية، وكل هذه المسائل لم تحسم بعد"، وختم بالقول إن "حماس متمسكة بالقوائم التي قدمتها، ومتمسكة بشروط فصائل المقاومة الفلسطينية التي تأسر الجندي، ومن حق الأسرى أن يروا النور، وأن يعودوا إلى أحضان ذويهم وأهلهم إلى أرض الوطن" على حد تعبيره.

تقدم جديد في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والخلاف ينحسر حول سبعة أسرى

وفي المقابل نقلت وكالة "شينخوا" عن مصدر في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مساء أمس الاربعاء/2 ديسمبر الحالي/ أن تقدما جديدا حصل في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، موضحا أن الخلاف بين حماس واسرائيل بات ينحصر في ستة إلى سبعة أسماء فقط.

وقال المصدر في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة أنباء (شينخوا) في غزة، إن الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل نجح في "جسر الفجوة" في المواقف لإتمام الصفقة، كاشفاً أن الخلاف بات ينحصر في ستة إلى سبعة أسماء فقط بعد أن كان في السابق ينحصر في 51 أسيراً.

وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الوسيط الألماني التقى للمرة الثانية ليلة أمس مع مسؤولين كبار في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة، وقدم لهم مقترحات جديدة وافقت عليها إسرائيل بشأن آلية إتمام صفقة التبادل والأسرى محل الخلاف.

واضاف أن جهود الوسيطين الألماني والمصري "قلصت قائمة أسماء الأسرى" مدار الخلاف، وأن هناك تقدما مستمرا نحو إنجاز الصفقة وخروجها إلى حيز التنفيذ في وقت قريب، مشيرا الى ان كلا من حماس وإسرائيل تقدمان "مرونة" في المواقف سعياً لاستغلال الفرصة المتاحة وتنفيذ الصفقة.

وأكد تحقيق توافق شبه نهائي على قائمة الأسرى من (عرب 48) والقدس، وهو ما تعتبره حماس التقدم الحقيقي في مساعي الوسيط الألماني والجهود التي تدار بسرية تامة.
ورفض ذكر أسماء الأسرى الذين جرى التوافق على اطلاق سراحهم أو تلك التي لا زالت ترفض إسرائيل الافراج عنهم وما زالوا يشكلون عقبة في المفاوضات.

وشدد المصدر في المقابل على الحاجة لمزيد من الوقت للتوافق على باقي أسماء الأسرى ذوي المحكوميات العالية الذين تصر عليهم حركة حماس، خاصة من قادتها الميدانيين، إلى جانب حسم عدد الأسرى الذين سيجرى إبعادهم بموجب الصفقة.
وكانت إسرائيل وحركة حماس أرجئتا مفاوضات صفقة تبادل الأسرى للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك.

وتفرض حماس وإسرائيل حالة من التكتم والسرية على المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر وألمانيا، وتتحدث مصادر عن تقدم كبير باتجاه إنجازها عقب تجاوز نقاط خلاف جوهرية.

وتوقع مسؤولون فلسطينيون إنجاز الصفقة التي تطالب فيها حماس بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني من سجون إسرائيل، بينهم 450 من ذوي الأحكام العالية مقابل الإفراج عن شاليت، الذي تأسره منذ ثلاثة أعوام ونصف، خلال الشهر الجاري في حال لم تحدث مفاجآت.

التعليقات