في ظل استمرار حملات الاعتقال: استقبال 227 أسيرا في رام الله وغزة

الجهاد الإسلامي: إن الحرية حق لكل أسير فلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي * حماس والشعبية يرحبان * 19 محررا يدخلون غزة عبر معبر بيت حانون والباقي يستقبلون في رام الله

في ظل استمرار حملات الاعتقال: استقبال 227 أسيرا في رام الله وغزة
استقبل الفلسطينيون اليوم في رام الله الأسرى الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال في إطار بادرة «حسن نية» اتجاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بمناسبة عيد الأضحى، والبالغ عددهم 227 أسيرا، من بينهم 19 من قطاع غزة، دخلوا عبر معبر بيت حانون "إيريز".

وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار حملات الاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث اعتقلت الليلة الماضية 17 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، هذا إلى جانب العشرات في الأسابيع الأخيرة.

وقد ألغت المحكمة الإسرائيلية العليا صباح اليوم قرارا أصدره قاض إسرائيلي أمس بتأجيل الإفراج إلى حين النظر في التماس قدمه مجلس مستوطنات غوش عتصيون وأحد المعاهد القضائية بحجة أن الأسرى يشكلون خطرا على أمن إسرائيل.

وكان في استقبال الأسرى في مقر المقاطعة في رام الله، بعد تأخير أسبوع عن موعد الإفراج الرسمي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال إن الفرحة لن تكتمل إلا بخروج 11 ألف أسير إلى الحرية الكاملة، وأن جميع الأسرى من مختلف الفصائل كلهم أسرانا ويجب أن يطلق سراحهم بإذن الله، وأن قضية اللاجئين يجب أن تبقى على سلم أولوياتنا حتى تنتهي معاناتهم.

وألقى الاسير المحرر نبيل ابو قبيطة، كلمة باسم الاسرى المحررين، شكر فيها رئيس رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس وعاهده على البقاء نبقى «أوفياء وصامدين لثوابتنا الوطنية رغم ك المؤامرات».واكد ان «الشباب الفتحاوي مستعد للتضحية بنفسه من اجل الوحدة الوطنية، ولكنه لن يقبل بان يقتطع جزء من الوطن ليصبح امارة للظلام». وعاهد الاسير المحرر، جميع الاسرى الذين بقوا في سجون الاحتلال، على بذل كافة الجهود من اجل «العمل على اطلاق سراحهم جميعا، كما وعدهم السيد الرئيس محمود عباس الذي وعد وصدق في وعده».

ومن جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، إن فرحتنا اليوم بإطلاق سراح مجموعة من أسرانا لم تكتمل إلا بالإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أنه لن يكون هنالك سلام في المنطقة ما لم تطلق إسرائيل سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال وإنهاء ملف الأسرى نهائيا.

من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الحرية حق لكل أسير فلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي، وأضافت الحركة أنها تهنئ الأسرى المفرج عنهم ليواصلوا مسيرة النضال التي لن تتوقف إلا بتحرير كامل التراب الفلسطيني واستعادة الحق المغتصب وعودة اللاجئين.

وحذرت حركة الجهاد الإسلامي من استغلال قضية الأسرى لتعميق حالة الانقسام القائمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبار أن المفرج عنهم غالبيتهم من حركة فتح بينما تم استثناء باقي الفصائل الفلسطينية الأخرى .
ووصفت الجهاد الإفراج عن عدد من الأسرى بأنها حركة إعلامية تسعى إسرائيل عبرها لتضليل الرأي العام لتغطي على جرائم الاعتقال اليومية بحق المئات من أبناء شعبنا في الضفة والقدس وقالت الحركة :" إن عدد من اعتقلتهم إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة يفوق المفرج عنهم بأضعاف المرات.
وانتقدت الحركة تضخيم الخطوة وإغماض الأعين عما يتعرض له أكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني داخل أقبية السجون في إسرائيل.

ولفتت الحركة إلى أن قضية الأسرى وحقهم في الحرية هي قضية من أشرف وأنبل القضايا الوطنية والإنسانية ولقد ظلت محل إجماع وطني يرفض التعاطي مع الأسرى بمنطق حسن النوايا أو التمييز وفق المعايير الاسرائيلية .
.أكدت حركة "حماس" على ترحيبها العميق بإطلاق سراح أي أسير فلسطيني، وعودته إلى أهله وبيته وأسرته، موضحة أن هذا حقهم أن يعيشوا أحراراً كباقي شعوب المنطقة، لا سيّما وأنهم اختطفوا ضمن سياسة الظلم والقهر والإجرام الصهيوني.

كما أكدت الحركة في بيان صحفي للناطق باسمها فوزي برهوم على أن العمل على إطلاق سراحهم واجبٌ شرعي ووطني وليس منةً من أحد ولا حسن نوايا من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي أراد أن يُقَزِّم قضية الأسرى، ويستخدمها كورقة للتغطية على جرائمه المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

وشددت الحركة على رفضها "أن يوظف إطلاق سراح هؤلاء الأسرى في تجميل وجه الاحتلال، أو يتم مقايضتهم باستمرار التنسيق الأمني الخطير بين السلطة الفلسطينية والاحتلال ، أو ضمن استحقاقات الاستمرار في تصفية حركة "حماس" وقوى المقاومة الفلسطينية، إشباعـًا لرغبات ونزوات الاحتلال ". للالتفاف على قضية الأسرى المقدسة والعادلة".
وحذرت الحركة من الالتفاف على قضية الأسرى المقدسة والعادلة، واستخدام سياسة الباب الدوار أو تبادل الأدوار في ملاحقتهم وتصفيتهم والتخلص منهم كما حصل في المرات السابقة".

وجددت عهدها بالعمل على إطلاق سراحهم بالشروط والمعايير الفلسطينية، ومن كل الفصائل بما فيهم رموز وقيادات الشعب الفلسطيني دون استثناء.

من جهتها هنأت الجبهة الشعبية جميع الأسرى الذين أفرج عنهم اليوم من سجون الاحتلال، مؤكدة فى ذات الوقت أنها خطوة ناقصة يجب استكمالها في الإفراج الفوري عن جميع أسرانا في السجون الصهيونية وبالأخص كبار السن والأطفال والنساء.

وشددت على ضرورة أن تكون أي صفقة للإفراج عن أسرانا في السجون الصهيونية وفق برنامج وطني ومعايير محددة وشفافة غير خاضعة للاشتراطات واملاءات دولة الاحتلال.

ودعت السلطة الفلسطينية والمؤسسات المعنية بقضية الأسرى ومؤسسات حقوق الإنسان إلى ضرورة وضع قضية الأسرى على سلم أولويات العمل الوطني باعتبارها قضية مركزية، والضغط باتجاه الإفراج عنهم دون تمييز أو انتماء سياسي.

التعليقات