مركز" حريات ": الأوضاع الصحية والظروف الاعتقالية والمعيشية للأسرى الفلسطينية سيئة وصعبة جدا

-

مركز
رام الله – رامي دعيبس- أفاد مدير مركز حريات حلمي الأعرج ، أن الأوضاع الصحية والظروف الاعتقالية والمعيشية للأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية سيئة للغاية ، وان سياسة الإهمال الطبي والمماطلة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين التي تنتهجها إدارات السجون تعرض حياة الأسرى للخطر الحقيقي ، وان هذه الممارسات الممنهجة بحق الاسرى والاسيرات تشكل جرائم حرب الأمر الذي يتطلب فضج هذه الممارسات على مستوى دولي كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته امام هذه الجرائم والتحرك على كافة المستويات الدولية والإقليمية لفضح الإجراءات اللاانسانية والمتناقضة مع اتفاقية جينيف ومبادئ حقوق الإنسان ، وبهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية وسلطات مصلحة السجون لتوفير ظروف صحية وإنسانية للأسرى والأسيرات إلى حين إطلاق سراحهم جميعا دون قيد أو شرط .
وجاءت تصريحات الأعرج في تقرير أعده المركز بعد قيام محامياه بزيارة لعدد من الأسرى في سجون مختلفة هي : نفحة ، ريمون ، هشارون ، تلموند للأشبال ، هدريم ، ريمونيم ، شطه ، جلبوع، مستشفى سجن الرملة، مجدو، والتقيا خلالها بأسرى قدامى ومرضى وكبار بالسن وأشبال واستمعا منهم إلى شرح مفصل ودقيق حول آخر المستجدات في أوضاعهم الاعتقالية والصحية والانتهاكات التي تمارسها إدارات السجون ضدهم والسبل الكفيلة بتوثيق ورصد هذه الانتهاكات بغية اللجوء بها إلى المحاكم للتخفيف من معاناة الأسرى وضمان الحقوق المشروعة لهم .

سجن نفحه

ففي سجن نفحة الصحراوي تمكنت محامية المركز ابتسام عناتي يوم 28/5/2008 من زيارة كل من الأسرى : علاء شحاده أبو جزر ، ظافر الريماوي ، أحمد جبريل التكروري ، فهد زقزوق ، فيما تم إبلاغها أن الأسيرين أحمد سعدات وحسام خضر قد تم نقلهما إلى سجن هدريم، وقد أفاد الأسرى الذين تمت زيارتهم أن هناك العديد من الحالات المرضية بحاجه إلى متابعة طبية وعلاج وأن إدارة السجن تماطل في علاجها، ومن بين هذه الحالات توجد حالات مرضية مستعصية، كما أن هناك حالات ممنوعة أمنيا من زيارة الأهالي خاصة أسرى قطاع عزة، كما تطرق الأسرى إلى قضية فرض الزي البرتقالي عليهم حيث تم رفض الموضوع من قبلهم رفضا قاطعا، وأن هناك طرحا لدى إدارات السجون لتسليم المطابخ فيها إلى شركات خاصة الأمر الذي يرفضه الأسرى كليا، وقد أكد الأسرى على ضرورة إيجاد الحلول القضائية لقضاياهم ومشاكلهم وفي مقدمتها مشكلة أسرى غزة الممنوعين من الزيارات والمراسلات والمحرومين من أبسط احتياجاتهم بسبب عدم تمكن عائلاتهم من زيارتهم وقد رفض الاسرى من قطاع غزة ماتدرسه مديرية مصلحة السجون من امكانية توفير الزيارة لاسرى غزة المحرومين من الزيارة من خلال الصوت والصورة لكي لاتصبح هذه الخطوة ممنهجة لدى ادارات السجون وتطبيقها على كافة الاسرى حتى من سكان الضفة الغربية فهم يطالبون بايجاد الحلول القانونية لمشكلتهم لاايجاد البدائل التي تؤدي الى تمادي ادارات السجوت بانتهاكها لحقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون .

سجن ريمون

بتاريخ 27/5/2008 التقت محامية المركز ابتسام عناتي بكل من الأسرى : مسلمة ثابت، مصطفى بدارنه، سفيان بركات، حسن يوسف دار خليل، تحرير البرغوثي، عبد الرحيم القاقا، والذين أكدوا لها أن العلاقات الداخلية بين الأسرى على مختلف انتماءاتهم جيده، مشيرين إلى أهم المشاكل التي تواجههم وفي مقدمتها الإهمال الطبي وعدم توفير الأدوية والعلاجات للأسرى المرضى والاكتفاء باعتماد حبة الاكامول كحبة سحرية لكل الأمراض، وناشد الأسرى المؤسسات الحقوقية ووزارة شؤون الأسرى الاهتمام بقضية الأسير عماد عصفور من بلدة يعبد والمحكوم 15 سنة ويعاني من أمراض القلب والضغط والسكري والكلى وقرحة في المعدة، وتحرير البرغوثي الذي يعاني من أزمة تنفس، والأسير عبد الرحيم القاق الذي يعاني من إصابة في قدمه وبحاجة لجهاز طبي، كما يعاني الأسرى من سوء الطعام المقدم لهم من حيث الكمية والنوعية وأن الأسير يعيش داخل السجن على حسابه الخاص على الرغم من ارتفاع الأسعار في الكانتين، كما أصبح اليوم يعتمد على الشراء من الكانتين لكل احتياجاته إبتداءا من مواد التنظيف التي كانت إدارات السجون تصرفها مجانا للأسرى مرورا بالشامبو ومعجون الأسنان والصابون وإنتهاءا بالمواد الغذائية والمعلبات .

سجن هشارون وتلموند للأشبال

وعلى أثر ترتيب زيارة لها في سجن هشارون قامت المحامية العناتي يوم 22/5/2008 بزيارة كل من الأسرى : مصطفى مسلماني، أسامه برهم، خالد أبو كامله، رمزي عبيد، وفي تلموند تقدمت محامية " حريات " بزيارة 8 أسرى إلا أنه لم يسمح لها إلا بزيارة أسيرين هما سامح خالد جفال ومحمد إبراهيم، وقد وصف الأسرى الذين تمت زيارتهم ظروفهم الاعتقالية بأنها جيده نوعا ما مقارنة مع باقي السجون بسبب وجود الأسيرات والأشبال مطالبين بالاهتمام بالأسرى الأشبال والعمل على رعايتهم حيث أن منهم من يعاني من أوضاع معنوية ونفسيه صعبة نتجت إما عن طريقة الاعتقال الوحشي أو بسبب المعاملة القاسية أثناء التحقيق باستخدام أساليب الترهيب والترغيب، وأكد الأسرى أن هذا لا يعني عدم وجود مشاكل لديهم، إذ أن للإدارة ممارسات استفزازية وتنتهج سياسات قمعية تجاههم منها على سبيل المثال تكبيل الأسرى بالأرجل عند خروجهم إلى عيادة السجن أو إلى زيارة المحامين .

سجني هدريم وريمونيم

وفي سجن هدريم قامت المحامية ابتسام عناتي بزيارة كل من الأسرى : عاهد أبو غلمه، ناصر عويس، اللبناني سمير القنطار، توفيق أبو نعيم، والذين أجمعوا على أن الأوضاع الصحية للأسرى سيئة بسبب المماطلة في إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، منوهين أن سياسة المماطلة هذه قد تكون فردية أي من قبل طبيب السجن في العيادة أو قد تكون ممنهجة من قبل الإدارة، وانه من خلال المطالبات اليومية للأسرى عبر ممثلهم الأسير اللبناني سمير القنطار يتم طرح العديد من القضايا والمشاكل والمطالب بأسلوب الحوار والإقناع، ومن هذه القضايا مثلا: قضية الملف الطبي والوضع الصحي للأسرى، قضية الأسرى المعزولين، البوسطة والمعاناة التي يتعرض لها الأسرى عند نقلهم من وإلى السجون والمحاكم، وكذلك المعاناة التي يتعرض لها الأسرى المرضى والمصابين عند نقلهم بالبوسطه، قضية أسرى غزة وحرمانهم من زيارة ذويهم، قضية الرسائل الخاصة بالأسرى والمراسلات وتأخيرها، قضية الاتصالات التلفونية، كما أشار ممثل الأسرى سمير القنطار إلى بعض الانتهاكات التي تحدث في السجون ومنها الاعتداء على الأشبال بالضرب وتصرفات وحدة نحشون واقتحاماتها الاستفزازية للغرف والأقسام وتعاملها بعنف وقسوة مع الأسرى، كذلك حالة الاكتظاظ والإهمال الطبي في مستشفى الرملة .
أما في سجن ريمونيم فقد تمكنت المحامية العناتي من زيارة كل من الأسرى: معمر الشيخ، هيثم سمارة عنتري، حسن صالح بزور، نعيم محمد نصار، والذين أشاروا إلى وجود عدد من الحالات المرضية بحاجة إلى علاج وإجراء عمليات جراحية، وأن عيادة السجن بحاجه إلى تحسين حيث أن برنامج العيادة يسمح بتواجد طبيب عام وطبيب أسنان مرة واحده بالأسبوع، وان الطعام المقدم للأسرى سيء من حيث النوعية والكمية وأن الأسرى يعتمدون على شراء لوازمهم الغذائية من الكانتين وبأسعار غالية الثمن كما أنه لا يتوفر لديهم بلاطات كهربائية كما هو في باقي السجون، إضافة إلى عدم وجود فورة رياضة في سجن ريمونيم .

سجن مجدو

تمكن محاميا المركز رائد الزعبي وابتسام عناتي من زيارة كل من الأسرى: الدكتور النائب عزيز الدويك، النائب جمال الطيراوي، نضال توفيق العبادي، عزمي محمد منصور، حسن صبري محمد بدر حلبيه، النائب عمر مطر عبد الرازق، مرتين خلال الشهر الماضي، حيث أشار الأسرى إلى سوء الأوضاع الاعتقالية في السجن المذكور وتوتر العلاقة ما بين الأسرى والإدارة التي تشن عليهم حملة شرسة من خلال التفتيشات الاستفزازية للغرف ومصادرة الأغراض الخاصة بالأسرى، وانتهاجها سياسة فرض العقوبات الجماعية والفردية عليهم كالغرامات المالية والحرمان من زيارة الأهالي والعزل بزنازين انفرادية، وكذلك النقل التعسفي إلى سجون أخرى مما يضاعف من معاناة الأهالي، وأثار النائب الدويك خلال الزيارة قضية البوسطة والمعاناة الشديدة التي يتعرض لها الأسرى بشكل عام وبشكل خاص أثناء نقلهم بالبوسطه التي لا تصلح لنقل الحيوانات على حد قوله والكراسي فيها شبك من حديد لا يستطيع الأسير أن يجلس عليها بثبات وعند سير البوسطة كثيرا ما يقع الأسير على الأرض.

كما تطرق الأسرى إلى موضوع منع إدخال الأحذية والملابس الرياضية عن طريق الزيارات والسماح فقط بشرائها من الكانتين وهذا طبعا أمر مكلف للأسرى وذويهم ومرفوض من قبلهم .

سجني شطه وجلبوع
وفي سجني شطة وجلبوع وخلال 4 زيارات قام محاميا المركز بزيارة عدد من الأسرى في سجن شطه وهم: يوسف ارشيد، مهدي قاسم قميز، فضل رشدي لبان، مصطفى قرعوش، أحمد ساري عدنان، والذين تتطرقوا إلى سياسة الإهمال الطبي وسوء تقديم الخدمات الطبية في عيادة السجن، وعدم السماح بإدخال الأحذية والملابس عن طريق الأهل وإلى وجود أسرى محرومين من الزيارات بسبب المنع الأمني وقضية دخول الأبناء عند آبائهم الأسرى خلال الزيارة، كما أشاروا إلى أن الأماكن المخصصة لزيارة الأهالي لا يوجد فيها حمامات وأن أي شخص يريد استخدام الحمام يؤخذ إلى سجن جلبوع المجاور .

هذا وطالب الأسير مصطفى قرعوش المحكوم بالسجن المؤبد ومضى على اعتقاله 23 عاما المؤسسات الحقوقية ووزارة شؤون الأسرى المتابعة القانونية لتحديد المؤبد.

وفي سجن جلبوع زار المحاميان زعبي وعناتي كل من الأسرى إبراهيم أبو حجله، سيطان نمر الولي، عبد الباسط صوافطه، مؤيد عبد الصمد، على المسلماني، عبد اللطيف شقير، أمير أبو رداحه، والذين أشاروا إلى وجود حالة من الاستقرار بالعلاقة مع الإدارة لكن الأوضاع الاعتقالية في السجن كما هي، وفيما يتعلق بالملف الطبي فالعلاج بطيء وهناك مماطلة من جانب الإدارة رغم وجود حالات مرضية متقدمة، منوهين إلى الوضع الصحي للأسير سيطان الولي من الجولان السوري المحتل المعتقل منذ عام 1985 والذي تم نقله إلى مستشفى العفوله يوم 11/5/2008, أجريت له عملية استئصال كلية بسبب وجود ورم خبيث، وفي تاريخ 18/5/2008 نقل إلى مستشفى مراش لمتابعة تطورات العملية الجراحية وإجراء فحوصات دم لمتابعة عمل الكلية الأخرى وهو الآن موجود في مستشفى سجن الرملة، كما تحدث الأسرى الذين تمت زيارتهم عن سياسة التنقلات التي تنتهجها إدارات السجون حيث تقوم بإجراء تنقلات بين صفوف الأسرى لخلق حالة من عدم الاستقرار والانسجام بينهم .

مستشفى سجن الرملة

كما تمكن محاميا " حريات " ابتسام عناتي ورائد الزعبي من زيارة عدد من الأسرى المرضى في مستشفى الرملة وهم: جمعه إسماعيل موسى، سيطان الولي ، على حسن شلالده، أكرم سلامه، والذين وصفوا واقعهم الاعتقالي والصحي بالمستشفى بالسيء رغم وجود حالات مرضية متقدمة وصعبه وإصابات بالغة منها أسرى يعانون من شلل نصفي ولا يستطيعون التحرك إلا باستخدام الكرسي مثل حالة الأسير خالد الشاويش، وهناك أسرى يعانون من الفشل الكلوي ويتلقون جلسات غسيل كالأسير أحمد التميمي، وانه على الرغم من سوء الأوضاع الصحية للأسرى المرضى إلا أن الإدارة تمارس بحقهم سياستها القمعية كأن تقوم بتكبيل الأسير من يديه ورجليه عند خروجه لمقابلة المحامي كما يحدث مع الأسير عصام جندل، لذلك فالأسرى المرضى يناشدون الجميع العمل على إبراز قضيتهم وأوضاعهم الاعتقالية والمطالبة بالإفراج السريع عنهم بسبب تردي أوضاعهم الصحية .

واخير يؤكد مدير مركز حريات على ان ادارات السجون الاسرائيلية لم تعد لمبرر او غطاء قانوني لما تقدم عليه من قتل الاسرى وترك البعض منهم ينهشه المرض والاعياء حتى الموت في ظل غياب المسائلة القانونية لما ترتكبه من انتهاكات سافرة بحق الاسرى والاسيرات الفلسطينين والعرب فلا بد من فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية لاجبار اسرائيل على احترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ولابد من دعوة مجلس الامن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم للتصدي لجرائم الحرب الاسرائيلية من خلال تشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيلية والزام جكومة اسرائيل على التعامل مع الاسرى الفلسطينين والعرب وفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقية جنيف التي تنظم وضع اسرى الحرب.

التعليقات