نادي الأسير: معاناة الأسرى تتفاقم بشكل غير مسبوق

-

نادي الأسير: معاناة الأسرى تتفاقم بشكل غير مسبوق
أعلن نادي الأسير في محافظة طولكرم بالضفة الغربية، اليوم، أن معاناة الأسرى في سجن "شطة" الإسرائيلي تتفاقم بشكل يومي في ظل إجراءات مصلحة السجون بحقهم، والتي باتت لا تطاق، وأدت إلى تردي أوضاعهم وظروفهم الاعتقالية بشكل غير مسبوق.

وناشد الأسرى في رسالة بعثوها إلى النادي، كافة الهيئات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل الفوري لإنقاذهم من تلك الظروف بالغة السوء، ووقف الانتهاكات التي يعيشونها على مدار الساعة ضمن خطة مبرمجة من قبل مصلحة السجون العامة.

وأشار الأسرى، إلى تردي الأوضاع الصحية للعديد من رفاقهم في الأسر بسبب سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج بشكل دائم منذ فترة طويلة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية وزيادتها سوءاً واشتداد الآلام المبرحة للعديد منهم مثل حالة الأسير شادي أحمد توفيق، الذي يعاني منذ سنتين من مرض الشقيقة التي تسبب له آلاماً شديدة ومن "ديسك" في الظهر ولا يتلقى أية علاجات ولو على نفقته الخاصة.

ولفتت الرسالة، إلى حالة الأسير مهدي قميز (19 عاماً) الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، ويعاني من بقاء شظايا الرصاص الذي أصيب به لحظة الاعتقال في صدره وكتفه والتي تسبب له آلاماً مبرحة والتهابات شديدة مكان الإصابة، حيث تم رفض كافة طلباته بالخروج للمستشفى أو إحضار طبيب على نفقة ذويه لإنقاذ وضعه الصعب الذي يتردى يوماً بعد يوم، إضافة إلى فقدانه البصر بعينه بنسبة 90%، نتيجة الضرب الذي تعرض له أثناء فترة التحقيق معه.

كما تطرقت إلى حالة الأسير ياسر ذياب حسن الذي يعاني من طنين مستمر بالأذن اليسرى، بسبب ضربه عليها أثناء فترة التحقيق، إضافة إلى ورم في القدم اليسرى عند المفصل تسبب له آلاماً شديدة ولا يتلقى أية علاج أو دواء من قبل طبيب السجن، الذي لا يجيد سوى صرف المهدئات الوقتية حتى تعود الآلام من جديد، الأمر الذي أدى إلى امتناعهم عن وصول عيادة السجن كإجراء احتجاجي على المعاملة اللا إنسانية التي يتلقوها من قبل الطبيب والسجان في آن واحد.

واشتكى الأسرى، من سياسة العقاب الجماعي التي تمارس بحقهم وتمنع عنهم نقودهم التي يبتلعها غول العقوبات بدون أسباب، فهناك العديد منهم تم إغلاق حساب (الكانتينا) الخاصة به منذ ما يزيد عن أربعة شهور، وتم حرمانه من شراء احتياجاته اليومية والأساسية والعديد منهم تفرض عليهم الغرامات المالية الباهظة التي لا تترك لهم أية نقود ضمن سياسة سرقة تمارس بحقهم كما وصفوها.

وبينت الرسالة أن غرف السجن تشهد اكتظاظاً شديداً تزيد من معاناتهم في ظل النقص الحاد في الفراش والأغطية والملابس بسبب منع صرفها لهم من قبل الإدارة، ومنع إدخالها من قبل ذويهم على الرغم من أن إدارة السجن تقوم بإفراغ العديد من الغرف والزج بالأسرى بغرف أخرى ضيقة بشكل متعمد، مشيرة إلى أنه تم في الآونة القليلة الماضية نقل جميع أسرى قسم (6) إلى سجن مجدو، دون السماح لهم بأخذ حاجياتهم.

وكشف الأسرى، عن معاناتهم كباقي أسرى سجون الاحتلال من سياسة المنع الأمني التي تحرمهم من رؤية ذويهم لفترات طويلة لأسباب لا تستحق الذكر، وأحياناً كثيرة بدون أسباب معلومة يتم خلالها التعامل بهذه القضية حسب أهواء الإدارة، فكثيراً من ذويهم يتجسموا عناء السفر لساعات طويلة ليتم إبلاغهم على بوابة السجن بمنع الزيارة، في شكل متعمد للنيل من صمودهم وللضغط النفسي على ذويهم.

وأفادوا بأن الهجمات التي تشنها الإدارة على غرفهم بحجة التفتيش تسبب لهم حالة من الإزعاج المتواصل، خصوصاً إجبارهم على الخروج من الغرف، رافعين أيديهم في الممرات الضيقة، لتبدأ معها رحلة التخريب والتنبيش لحاجياتهم وملابسهم التي تتعرض معظمها للتلف والمصادرة، بحجة أنها من الممنوعات يتخللها الصراخ وتوجيه الشتائم والألفاظ النابية وأحياناً الضرب.

وحمل النادي، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى خصوصاً المرضى منهم، مطالباً كافة المؤسسات الدولية الحقوقية إلى التدخل الفوري لوقف هذه المعاناة التي يتعرض لها أسرى سجن شطة، والتي تنافي كافة الأعراف الدولية والشرائع السماوية وإنقاذ هذه الحالات من سياسة القتل البطيء، الذي تقوم به إدارة السجن.

التعليقات