وائل طه أصغر أسير في سجون الاحتلال!

-

وائل طه أصغر أسير في سجون الاحتلال!
ترى من هذا و اين هو ؟؟
و ما هذا الغضب بعينيه ؟؟
اي نسمة هواء دخلت رئته ؟؟
من شهد ميلاده ؟؟
من اول من قبل جبينه ؟؟

انه وائـــــــــــــل ...
وائل طه أصغر أسير في سجون الاحتلال!

يقبع وائل الذي لم يتجاوز عمره العام ونصف العام في الأسر مع والدته الأسيرة ميرفت أبو طه التي حكت زميلاتها المحررات مأساتها ومأساة طفلها داخل سجون الاحتلال.

نور أبو حجلة التي خرجت من الأسر بعد عامين قضتهما في سجون الإحتلال كانت آخر من التقت الأم ميرفت وطفلها ونقلت عنها رسالتها التي قالت فيها: "أبلغي العالم أن وائل قد أصبح عمره عاماً ونصف العام، وبقي له ستة أشهر حتى يأخذوه مني، أشعر أني سأموت إذا فارقني وائل"
بدأت قصة رحلة العذاب لميرفت مع سجون الاحتلال عندما اعتقلتها قوات الاحتلال الصهيوني من القدس في يونيو 2002م بعد ثلاثة أشهر من زواجها، وعندما شعرت بدوام التعب والإجهاد تم نقلها بعد طول عناء للعيادة فاكتشفت أنها تحمل في أحشائها جنيناً.

تقول نور: "لقد منع السجانون عنها الفحوص الطبية للاطمئنان على حياة جنينها، ومُنعت عنها أقراص الحديد التي يوصي بها الأطباء للسيدات خلال حملهن في الظروف الطبيعية.. فكيف في ظل نقص الطعام ورداءته وسوء محتواه وقلة فائدته"؟

وتضيف نور: "قبل عملية الوضع تم نقل ميرفت إلى غرفة مزدوجة مع نزيلة واحدة وعزلها عن عنبرنا الجماعي فأشفقنا عليها واعترضت السجينات، وتوصلنا إلى حل وسط وهو أن تنتقل ميرفت إلى زنزانة مزدوجة، على أن تكون رفيقتها إحدى الأسيرات اللاتي لديهن خبرة سابقة في الإنجاب، واستجابت الإدارة فعلاً لهذا الحل الوسط فاختارت الأسيرات من بينهن قاهرة السعدي من مخيم جنين وهي أم لأربعة أبناء ومحكوم عليها بالسجن ثلاث مؤبدات، وانتقلت مع الأسيرة ميرفت بالفعل".

كانت الأسيرة أبو طه في رحلة حملها ترفض التعامل مع طبيبة السجن. وتعلل نور ذلك بالقول: "طبيبة السجن هي مشرفة إدمان على المخدرات تستخدم لعلاج الأسيرات الجنائيات ولعلاج قسم الأسيرات الأمنيات، كانت ميرفت تعي ما تصفه الطبيبة من أدوية تختص بالأعصاب وتظهر تأثيراتها في المستقبل عدا عن كونها لا تساهم في حل المشكلة، ولذلك رفضت دوماً العلاج المقدم في داخل السجن خوفاً على حياة جنينها".

وعن ظروف وضع الوليد وائل تحكي الأم الأسيرة ميرفت قائلة: "طلبت عائلتي وعائلة زوجي حضور الولادة في سجن الرملة، لكن لم يسمح لأحد.. كنت أتمنى أن يكون إلى جانبي في تلك اللحظات أحد ألجأ إليه، وأشكو إليه آلامي، السجانات وحدهن في الغرفة يقفن غير آبهات لصراخي، أردت أن أضغط على أي شيء ليساعدني في تحمل الأوجاع لم أجد غير طوق الحديد الذي كنت مكبلة به".

وتضيف الأم "وصلت الغرفة التي سأضع مولودي بها في المستشفى في اللحظات الأخيرة، الغربة والوحدة والاعتقال كانت هموماً تثقلني فأنستني أني مثقلة بالحديد أيضاً، لقد وضعت مولودي وأنا مقيدة اليدين والرجلين بسرير الولادة".

أجواء الفرح سادت عندما علمت الأسيرات بنبأ المولود الجديد وائل وانطلقت الزغاريد وقام بعضهن بتوزيع الحلوى ابتهاجاً بقدوم وائل وللتسرية عن أمه التي حرمت من فرحة أهلها وزوجها بوليدهم الجديد، ولكن أجواء الفرح لم تستمر طويلاً، حيث عادت الأم الأسيرة مع مرافقتها وطفلها إلى غرفتهن لتعود الحياة الاعتقالية إلى سوداويتها من جديد.

تقول نور: "منذ اليوم الأولى لولادة وائل لم يحصل على أية خصوصية كطفل رضيع حديث الولادة.... فالخضار واللحوم وكل المواد جيدة القيمة الغذائية ممنوعة، توقعنا أن يسمحوا بإدخالها لأم الرضيع فلم يفعلوا حتى وإن كانت على حسابنا كأسيرات... لقد طالبنا فقط بتغيير الحليب الموجود بالكانتين المقصف واستبدال حليب أكثر دسماً به فرفضوا".

وبدأ وائل يكبر، كان السجن يزيده ذكاءً، وحياة المعاناة تنبئ أنه سينضج قبل أوانه، اخترق صوته وهو يبكي حدود الزنزانة التي يقيم فيها لأول مرة مع موعد الفجر، كان المشهد يوحي برمزية رهيبة، فصمت الطفل ينتهي مع زوال الظلام، واختلطت المشاعر على الأسيرات وهن يسمعن صوته لأول مرة.. كن فرحات لأنه بخير ويشكين الحزن لكونه في الأسر.

وتضيف نور قائلة: "نفذت الفوط الصحية التي خصصت لوائل من المستشفى فطالبنا ببديل لها، أحضروا لنا كمية بعد مماطلة، فتحناها فإذا بها متعفنة، أبلغنا إدارة السجن بذلك، فصدمونا بالجواب: دبروا حالكم إلى الصباح".

وتضيف نور عن مراحل الحياة الصعبة التي عاشها وائل أول أيام ولادته قائلة: "تخيلنا أن يعامل بلطف، أن ينظروا إليه كطفل بريء لكن عندهم لأنك فلسطيني فأنت مذنب وحياتك وحدها جريمة يجب أن تعاقب عليها وهكذا حدث مع وائل".

وتقول: أبلغوا أم وائل عن موعد التطعيم الأول قبل يوم واحد ولم يحضروا وإن كانوا قد منحوه التطعيم في اليوم التالي، وكذلك ماطلوا في التطعيم الثاني وأعتقد أن أحد التطعيمات قد انقضى موعده دون أن يحصل عليه وائل.

وتواصل نور: "بدأ وائل يكبر واقترب الشتاء فطالبنا بمدفأة صغيرة له.. رفضوا، طالبنا ببانيو صغير لتغسله والدته داخله.. رفضوا أيضاً، كانت الأم تغسله وتنظف ثيابه في نفس المغسلة، طالبناهم بالسماح بدخول ثياب جديدة فكانوا يماطلون في ادخالها. وكبر وائل وأصبح يلعب ويميز الأشياء. إنه لا يتوقف نهائياً عن الركض فلا تراه جالساً أبداً وكأنه يريد أن يعوض عن ضيق المكان بكثرة الحركة".

وتشير نور إلى التمييز الذي يحدث مع أبناء الأسيرات الفلسطينيات مقابل العناية التي يلاقيها أبناء السجينات الأمنيات الصهيونيات فتقول: "تقدمنا بطلب للسماح لوائل باللعب مع الأطفال أبناء الأسيرات أو السجينات رفضت الإدارة كذلك، طالبنا أن تخصص لوائل فرصة إضافية ومتسع من الوقت ليلعب ويتسلى في الممر بين الغرف رفضوا كذلك، إنه أسير كوالدته يقضي بين الأسيرات ثلاث ساعات يومياً ثم يعاد لزنزانته مع والدته ومرافقتها السعدي".

وتصف نور مرحلة خطرة في طفولة وائل بقولها: "أصيب باحمرار الجلد، لم نعرف السبب ربما الرطوبة والظروف السيئة، رافقه ارتفاع شديد في حرارة الطفل إلى حد خشينا فيه على حياته، وكان وائل في تلك الفترة لا يتوقف نهائياً عن البكاء ورغم كل ذلك رفضت الإدارة نقله إلى المستشفى أو التدخل لإنقاذ حياته حتى تدخلت الأسيرات بنوع من التجريب بطلاء جسده بزيت الزيتون فإذا به يتماثل للشفاء".

وائل اليوم يمضي أيامه في الشهر الثامن عشر لاعتقاله وميلاده، يلعب بمعلبات المقصف في غرفة والدته المطلية باللون الداكن ويلتصق بأمه لايريد أن يفارقها ولا هي كذلك تريد مفارقته، ولكن قوانين السجون الصهيونية تقضي بعزله عن أمه عندما يبلغ العام الثاني من عمره فهــــل سيتدخل أحد لعدم الفصل بين الأم الأسيرة وابنها الأسير، وهل يسمع العالم والعرب على وجه الخصوص صرخة ميرفت وطفلها الأسير؟






وقد كشفت الأسيرات في سجن تلموند الاسرائيلي للنساء الذي تقبع فيه 123 أسيرة، فظائع وممارسات لا أخلاقية ومعاملة قاسية ترتكب بحقهن من السجانين والسجانات الاسرائيليين.
وقالت الأسيرة ناريمان محمد هصيص لمحامية نادي الأسير حنان الخطيب «إن سجن تلموند أصبح أسوأ من السجن الأميركي غوانتانامو» بسبب المعاملة السادية واللاأخلاقية التي يتعرضن لها، مشيرة الى ان سياسة التفتيش العاري والجسدي للأسيرات أصبحت تستخدم كوسيلة لإذلال الأسيرات والمساس بكرامتهن.

وناشدت الأسيرة ناريمان مؤسسات حقوق الانسان والمجتمع الدولي التدخل لانقاذ حياة أصغر أسير في العالم وهو الطفل الرضيع نور ابن الأسيرة منال غانم والبالغ من العمر 18 شهراً ، موضحة ان الطفل مصاب بمرض الثلاسيميا ولا يتلقى أي علاج ولا يتم إحضار طعام خاص له.

وقالت ان نور يعاني أيضا الفتاق، وقد أجريت له عملية ولا يزال ينتظر العملية الثانية، ويعاني البطء في نمو الأسنان وارتفاع درجة حرارته، مضيفة ان إدارة السجن تماطل في تقديم العلاج له.أما الأسيرة لطيفة محمد أبو ذراع من نابلس، فأكدت أنها تعرضت شخصياً لتفتيش عار ومذل حيث أمرتها السجانة بالتعري وأجبرتها على الانحناء وكانت تنظر الى جسدها بشكل غير أخلاقي.

وفي سياق متصل، اشتكت الأسيرة ألاء حسين للمحامية الخطيب من سياسة الاهمال الطبي الذي تتعرض له الأسيرات، موضحة أن الدواء الوحيد الذي «يعطوننا إياه هو الماء ولا يوجد أطباء أخصائيون داخل السجن».وذكرت من الحالات المرضية الأسيرة لطيفة ابو ذراع التي تعاني من فقر الدم وهبوط في السكر.

ولينا هنداوي تعاني من قرحة في المعدة وآلام في العمود الفقري، وهالة جبر وتعاني من ديسك في الظهر، وأمل جمعة وتعاني من الكلى وأزمة في التنفس.وحسب الأسيرات فقد فوجئن عدة مرات بدخول سجانين رجال الى غرف الأسيرات في الليل وبشكل مفاجئ وتكون الأسيرات من دون غطاء على الرأس مما يمس بكرامتهن الانسانية.

وتنتشر الحشرات داخل غرف الأسيرات مثل الصراصير والنمل والبعوض ولا تقوم إدارة السجن بتزويد الأسيرات بالمبيدات الحشرية.وقالت لطيفة ابو ذراع: الاسيرات وجدن صراصير في الأكل واصفة الطعام المقدم للأسيرات بأنه سييء جداً، وأضافت ان غرف السجن مزدحمة مما يضطر بعض الأسيرات للنوم على الأرض وان الخزائن في الغرف صدئة وغير صالحة.

التعليقات