بعد استشهاد الأسير أبو حمدية: مواجهات في السجون وفي الخليل

الرئاسة الفلسطينية تحمل الاحتلال المسؤولية * حماس تدعو السلطة للتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية * مركز أسرى يطالب بإطلاق سراح 11 أسيرا مصابين بمرض السرطان

بعد استشهاد الأسير  أبو حمدية: مواجهات في السجون وفي الخليل

في أعقاب استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية (64 عاما)، صباح اليوم، الثلاثاء، بدأ الأسرى الفلسطينيون سلسلة من الاحتجاجات في عدد من السجون، كما علم أن الفرق التابعة لمصلحة السجون قامت بقمع الأسرى في سجن "إيشل" في بئر السبع، وسط مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وبحسب تقارير مصلحة السجون الإسرائيلية فإن الأسرى في "كتسيعوت" و"إيشيل" و"رامون" و"نفحة" يواصلون الضرب على أبواب الزنازين، ويقومون بإلقاء أغراض تطالها أيديهم.

في المقابل، فإن مصلحة السجون بدأت بتعزيز قواتها بشكل خاص في السجون المشار إليها.

وأفاد نادي الأسير أن قوات تابعة لإدارة السجون الاسرائيلية اقتحمت قبيل ظهر اليوم قسمي 10 و11 في سجن "ايشل" ونفذت عمليات قمع بحق الأسرى، واعتدت على بعضهم بالهروات والغاز.

وأشارت المصادر إلى أن هناك حالة من الغليان تسود السجن عقب استشهاد الأسير ميسرة ابو حمدية.

وأكد وزير الأسرى عيسى قراقع على أن حالة من الغليان تسود صفوف الأسرى في السجون عقب استشهاد أبو حمدية، وأن اشتباكات وصدامات عنيفة تحدث حاليا بين الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية، عقب استشهاده.

وأضاف أن الوضع متوتر جدا داخل السجون، وبدأ الأسرى بالتكبير والضرب على الأبواب احتجاجا على استشهاد الأسير أبو حمدية، مشيرا أن الأسرى سيخوضون إضرابا عن الطعام اعتبارا من يوم غد في كافة السجون.

وفي الخليل وقعت مواجهات بين العشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث قام الشبان برشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة.

وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن قوات الاحتلال استخدمت وسائل تفريق المظاهرات في مواجهة الشبان، وسط مخاوف الأجهزة الأمنية من امتداد المواجهات إلى باقي أنحاء الضفة الغربية، خاصة مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من الشهر الجاري.

الرئاسة تحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد أبو حمدية

حملت الرئاسة الفلسطينية حكومة الاحتلال مسؤولية استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية صباح اليوم في مستشفى إسرائيلي .

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الرسمية: "هذا ما حذرنا منه منذ وقت طويل، حيث أن استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة"، محذرا من استمرار مسلسل القتل البطيئ للأسرى.

ودعا أبو ردينة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال.

حماس تدعو عباس إلى التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية

وعلى صلة، قالت حركة حماس إنها تتابع باهتمام وقلق كبير التطورات الخطيرة داخل السجون الإسرائيلية والتي كان آخرها استشهاد الأسير أبو حمدية.

وقال بيان صادر عن الحركة، وصل عــ48ـرب نسخة منه، إن مقتل الشهيد أبو حمدية يعكس مدى عنجهية الاحتلال ومدى الخطر الشديد الذي يتهدد حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ولذا فإن حركة حماس تدعو إلى أكبر هبة جماهيرية لنصرة الأسرى، وتؤكد أن الاحتلال سيندم على ارتكاب هذه الجريمة.

ودعت حماس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لـ"ضمان محاكمة قادة الاحتلال القتلة، وتطالب القاهرة وجميع الأطراف العربية والدولية تحمل مسؤولياتهم لوقف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى". بحسب البيان.

الخضري يدعو إلى الوحدة وإنهاء الانقسام

من جهته دعا النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى التوحد الفلسطيني وتفعيل البُعد الحقوقي والشعبي لمساندة الأسرى عقب استشهاد الأسير أبو حمدية.

وطالب الخضري بتشكيل قوة ضاغطة على إسرائيل لحماية الأسرى من الموت البطيئ، داعياً  إلى حراك شعبي وحراك حقوقي عربي ودولي لكشف جرائم الاحتلال بحقوق الأسرى وفضحه في المحافل الدولية.

وشدد على ضرورة التوحد وإنهاء الانقسام والعمل الموحد والسريع محلياً وعربياً ودولياً لمناصرة الأسرى، معتبراً أن قضية الأسرى قضية وطنية وهؤلاء أسرى حرية.

وقال إن مطالب الأسرى عادلة وتنسجم مع اتفاقية جنيف والقوانين الدولية التي يخالفها الاحتلال الإسرائيلي.

مركز أسرى فلسطين للدراسات يطالب بإطلاق سراح 11 أسيرا مصابين بالسرطان

طالب مركز أسرى فلسطين للدراسات كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية الخروج من حالة السلبية التي تتعامل بها مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال، والعمل الجاد وبكل الوسائل من أجل إطلاق سراح الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وفى مقدمتهم المصابون بالسرطان الذين يتهددهم الموت في كل لحظة.

وقال المديـر الاعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر إن استشهاد الأسير أبو حمدية بعد معاناة من مرض السرطان يسلط الضوء مجدداً على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال وعددهم 11 أسيراً، يعانون أشد المعاناة نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، الذي يشكل خطرا حقيقيا عليهم، وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، مما أدى إلى تراجع أوضاعهم الصحية بشكل مستمر، بعد استفحال الامراض في أجسادهم، نتيجة إهمال العلاج لسنوات طويلة، وبذلك انعدم الأمل في شفائهم، هذا إضافة إلى ظروف الحياة القاسية داخل السجون، وفى مستشفى الرملة.

وبيّن الأشقر أن هذا الأمر يتطلب ضرورة التذكير المستمر بخطورة أوضاع هؤلاء الأسرى، وتفعيل قضيتهم، وتشكيل ضغط بشكل دائم من أجل إطلاق سراحهم، ووجوب أن تقوم وسائل الإعلام بدورها وواجبها تجاه هذه الشريحة من الأسرى. واقترح  أن يكون هناك يوم تضامني مع أسرى السرطان، تتوحد فيه كافة الإذاعات المحلية للحديث حول معاناتهم، وكيفية الوصول تدويل قضيتهم.

وأشار الأشقر إلى أن هناك تقصير كبير في تسليط الضوء على الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال رغم خطورة هذا المرض الفتاك، حيث لا يعلم الكثير سواء من أبناء الشعب الفلسطيني ، أو غيرهم عن هؤلاء الأسرى شيئاً ، وذلك لأن وسائل الإعلام لا تتداول أسماءهم أو ظروفهم الصعبة بشكل دائم، إنما في المناسبات فقط ، ولا يتم التطرق إلى خطورة أوضاعهم إلا في حال استشهد احدهم داخل السجن، أو خارج السجن من الذين يطلق الاحتلال سراحهم بعد فقدان الأمل في شفائهم تماماً ووصولهم إلى حافة الموت، كما حدث اليوم مع استشهاد الأسير أبو حمدية.

وبيّن الاشقر أن هناك أسرى مصابين بالسرطان توصف حالتهم بالخطيرة، كالأسير عامر محمد بحر من أبو ديس والمصاب بسرطان الأمعاء، حيث تراجعت صحة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وهناك خشية من انتشار التهابات الأمعاء إلى مناطق أخرى في جسده، وتم نقله إلى من سجن "إيشل" مؤخراً إلى المستشفى للعلاج ، حيث قرر له الطبيب علاجا كيماويا كان من المفترض أن يتلقاه منذ 7 أشهر. كذلك الأسير المصاب بالسرطان معتصم طالب رداد (27 عاما) من سكان طولكرم، الذي يقبع  في مستشفى سجن الرملة، حيث يعالج بالكيماوي من خلال الإبر، إضافة إلى المسكنات، وقد قرر الأطباء إجراء عملية جراحية له لاستئصال جميع الأمعاء الغليظة، إضافة إلى الأمعاء الدقيقة، هذا إضافة إلى أسرى آخرين يعانون من ظروف صحية خطيرة كالأسير منصور موقدة.

وطالب المركز كافة المهتمين والمعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام بالتعاون من أجل تنظيم حملة إعلامية وقانونية قوية لتسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا مصير الأسير أبو حمدية.

كما طالب المركز كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة العمل من اجل إطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية.

القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة تحمل الاحتلال المسؤولية وتحذر الاحتلال من كل التداعيات

ناقشت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة ما أسمته بـ"التدهور الخطير" في أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية والذي انتهى باستشهاد الأسير ابو حمدية ليؤكد ذلك من جديد على حالة الخطر التي باتت تتهدد أرواح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حيث سقط داخل سجون الاحتلال 204 أسرى منهم ثلاثة شهداء خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الإهمال الطبي وسوء المعاملة وظروف الاعتقال السيئة، وهو ما ينذر من جديد بخطورة أوضاع الأسرى وخطورة استمرار الصمت على هذه الجرائم.

وأكد بيان صادر عن القوى الوطنية والإسلامية على ما يلي:

أولاً: تحمل القوى الوطنية والإسلامية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والتداعيات التي ستترتب على مقتل الشهيد ميسرة أبو حمدية داخل السجون الإسرائيلية.

ثانياً: نؤكد أن القوى والوطنية تتدارس هذه التطورات الخطيرة وستتخذ القرارات المناسبة لمواجهة مثل هذه الجرائم.

ثالثاً: تدعو القوى الوطنية والإسلامية جميع أبناء شعبنا إلى التعبير عن غضبهم على هذه الجريمة، وتدعوهم للصمود والتوحد في مواجهة جرائم الاحتلال المتواصلة وآخرها جريمة مقتل الأسير أبو حمدية ولتكن هذه الجريمة لعنة تطارد المحتل ويدفع ثمنها غالياً.

رابعاً: ندعو القيادة الفلسطينية بعدم التردد وضرورة التوجه لمحكمة الجنايات الدولية والمطالبة بتقديم قادة الاحتلال لمحكمة جرائم الحرب لمحاكمتهم على جرائمهم وآخرها جريمة مقتل الأسير أبو حمدية.

خامساً: ندعو الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجميع المؤسسات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها عن هذه الجريمة البشعة وبذل كل الجهود لحماية الأسرى الفلسطينيين ومحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.

سادساً: ندعو الأشقاء في جمهورية مصر العربية إلى القيام بواجبهم في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الأٍسرى الفلسطينيين وإلزامه ببنود اتفاق التهدئة واتفاق الكرامة الخاص بالأسرى.
 

التعليقات