رام الله: المؤسسات الثقافية تنتقد دور النخب الثقافية في اسناد إضراب الأسرى

السوداني: أصدرنا العدد الأول من مجلة الأسرى وبقي يتيما * العطاري: أخشى أن يصبح الاعتماد النضالي على شبكات التواصل الاجتماعي وأن لا نجد على الأرض ما يبعث الاطمئنان

رام الله: المؤسسات الثقافية تنتقد دور النخب الثقافية في اسناد إضراب الأسرى

قال رئيس اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين مراد السوداني إن النخب الثقافية لم تقم بالدور المناط بها في إسناد إضراب الأسرى الإداريين وكافة الأسرى الفلسطينيين المشتبكين مع الاحتلال.

وأضاف السوداني في حديث خاص مع موقع عــ48ـرب إن المطلوب المشاركة للتأكيد على الحقيقة الفلسطينية، وأن نضيء المناطق المظلمة في الوعي حتى نؤكد هذا الثابت من خلال حرية الأسرى الذين يدافعون عن سقف فلسطين المنهوب.

ووصف السوداني قضية الأسرى بالقضية العادلة بل من "أعدل القضايا التي تتطلب أن نرفع الصوت عاليا، وأن نوصل هذا الصوت إلى الرأي العام العالمي والعربي لأجل قضيتهم التي تعرضت للنسيان".

وقال السوداني إن الاتحاد رفع هذا الصوت في أكثر من مناسبة لتوثيق معاناة الأسرى للحفاظ على هذا الإرث المسيج بالبطولة، وعلى الرغم من الإمكانيات القليلة فقد قام الاتحاد بعمل العديد من الإصدارات، وآخر إصدارين كانا للشاعر ناصر الشاويش، أحدهما على نفقة الشاعر نفسه، كما "أننا في بيت الشعر طبعنا العديد من الإصدارات، وأصدرنا العدد الأول من مجلة الأسرى والذي بقي يتيما".

وأضاف: "من هنا تأتي مطالبتنا في الاتحاد العام بأن تكون هناك مجلة للأسرى، بالتعاون مع نادي الأسير ووزارة الأسرى، وأن يتم هذا التعاون لتوثيق هذه المعاناة مما سيعزز صمود الأسرى ومطالبهم على طريق حريتهم".

وقال إنه من جهة أخرى "في فلسطين المحتلة 48 نرى أن الحراك الثقافي والإبداعي الذي يطلع به اتحاد الكتاب والأدباء، الذي يقف على رأسه الشاعر سامي مهنا وجمهور المثقفين يمنحنا الشعور بأن القضية ما زالت حية".

من جانبه قال مدير الآداب والنشر بوزارة الثقافة في السلطة الفلسطينية الشاعر عبد السلام العطاري إن الحراك الثقافي تجاه إضراب الأسرى الإداريين لم يرتق لمستوى المثقف الفلسطيني سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال وسائل الإعلام التي تتحدث عن إضراب الأسرى.

وأضاف العطاري أن إضراب الأسرى الإداريين يعتبر الأكثر تحديا منذ هجمة قانون الاعتقال الإداري في الانتفاضة الأولى. وقال: "إذا ما نظرنا إلى واقع الكتابة لما يخص قضية الأسرى لا نرى أن هناك انسجاما بين ما يكتب عبر الفضاء الإلكتروني، وبين ما يجري على الأرض، فثمة خمول في الشارع الفلسطيني على صعيد التفاعل مع إضراب الأسرى".

وحمل كافة الشرائح المجتمعية مسؤولية هذا الخمول، وليس المثقف وحده، مؤكدا على خطورة هذه الحالة كون الشارع الفلسطيني اعتاد على الانخراط في كافة القضايا النضالية، وعلى رأسها قضية الأسرى.

وأضاف: كان يتطلب منا جميعا الإعلان عن حملة إعلامية تخص الأسرى على الأرض في مستهل زيارة البابا فرنسيس للأراضي الفلسطينية، وليس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، فلم تكن هناك الهبّة المطلوبة التي تلفت نظر البابا لقضية تشتعل في السجون".

وأبدى العطاري خشيته من أن "يصبح الاعتماد النضالي على شبكات التواصل الاجتماعي كمحطات نضالية وأن لا نجد على الأرض ما يبعث على الاطمئنان لهذه التضحيات ولحجمها".

واختتم العطاري حديثه بالقول: "للأسف أصبح الأسرى وأهاليهم فقط يتجرعون المعاناة، ونحن فقط نكتب وننظر للواقع الذي يعيشونه داخل زنازين الاحتلال، فهذه المسألة تحتاج لقراءة واقعية بسبب إحجام الشارع الفلسطيني الذي كان يثور لأمور أبسط بكثير من إضراب الأسرى، وأصبح التفاعل للأسف مع قضية الأسرى ديكورا اجتماعيا وثقافيا، ولا يرتقي لحجم هذا الإضراب وحجم تضحيات الأسرى".

التعليقات