منع الأسرى من الدراسة الأكاديمية شرعنة قرار انتقامي

العليا تتبنى موقف الأجهزة الأمنية: تمويل التعليم العالي للأسرى يتم من قبل منظمات إرهابية تهدف الى تدعيم مكانتها داخل السجون..

منع الأسرى من الدراسة الأكاديمية شرعنة قرار انتقامي

وصفت المحامية عبير قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم، بمنع الأسرى من الدراسة الأكاديمية، بأنه شرعنة لقرار انتقامي أصدرته الحكومة.

وكانت قد أصدرت أصدرت المحكمة العليا، مساء اليوم، قرار حكم نهائي في قضية تعليم الأسرى السياسيين في السجون الإسرائيلية. وقررت هيئة القضاة الموسعة رفض الالتماس الذي قدم باسم ثلاثة أسرى، إلا انّ الهيئة اختلفت فيما بينها بما يتعلق بوضع آلية للفحص الفردي لكل أسير يتقدم بطلب الالتحاق بالجامعة المفتوحة أو الاكتفاء بالمنع الجارف والكلي كما هو الحال اليوم.

وجاء على لسان رئيسة المحكمة، القاضية مريام ناؤور، أنّه لا يمكن فرض تقييدات على الأسرى بشكل تعسفي، وانّ على أيّ قرارٍ من قبل إدارة السجون أن يكون تناسبياً ومعقولا.

وأضافت أنّ قرارات الحكم السابقة أقرّت بأنه من الممكن التعامل المختلف مع الأسرى الأمنيين والأسرى الجنائيين فيما يتعلق بظروف السجن، ولكن فقط في الحالات التي يأتي فيها هذا التقييد لتلبية حاجة أمنية أو لفرض النظام داخل السجون ولاعتبارات موضوعية وبالحد المعقول.

كما قالت إنّ تعريف الأسير على أنه 'أسير أمني' بسبب التهم الأمنية التي أدين بها لا يعتبر سببا كافيًا للسلب غير المبرر لحقوق أو امتيازات، مؤكدةً انّ كافة التقييدات على الأسرى يجب أن تكون تناسبية.

إلا أن القاضية ناؤور عللت رفضها للالتماس بعدم تمكن الملتمسين من تفنيد ادعاءات الأجهزة الأمنية بأن ّ تمويل التعليم العالي للأسرى يتم من قبل 'منظمات إرهابية' تهدف الى تدعيم مكانتها داخل السجون.

على الرغم من ذلك، أوضحت القاضية ناؤور أنه من الأجدر أن تقوم سلطات السجن بوضع آلية لفحص التمويل بشكل فردي لكل أسير وأسير.

وانضم إلى موقف القاضية ناؤور قاضيان اثنان، سليم جبران وإستر حيوت، فيما عارضها 4 قضاة مما حسم الأمر لصالح الادعاء الذي يتبنى موقف الجهات الأمنية.

من جهته، رفض رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي المتقاعد آشر غرونيس، ادعاءات الملتمسين جملةً وتفصيلا ، كما عارض 'نصيحة' رئيسة المحكمة بالفحص الفردي لتمويل تعليم الأسرى، معللاً ذلك بأن التمييز بين الأسرى الجنائيين والأسرى الأمنيين هو تمييز قانوني وشرعي، وأنّ قرار سلطة السجون بالمنع الجارف لتعليم الأسرى هو قرار تناسبي ومعقول. كما أضاف أن التطرق لتمويل التعليم شائك قانونياً، ولا يمكن، فعلياً، القيام بفحص حقيقي عما إذا تم تمويل التعليم للأسير الأمني من قبل 'منظمة عدائية' أم من ماله الخاص.

وفي تعقيبهم على قرار الحكم، جاء على لسان الملتمسين، المحاميّة عبير بكر من العيادة القانونّية لحقوق وإعادة تأهيل السجناء في جامعة حيفا، مركز عدالة وجمعية حقوق المواطن، أن 'المحكمة العليا شرعنت قراراً حكومياً انتقاميّاً يمنع التعليم العالي من الأسرى المعرفيين على أنهم 'أمنيون'، على الرغم من أن القرار خال من أي اعتبار أمني، عدا عن كونه محاولة للضغط على حركة 'حماس' حين أسرت الجندي الأسير جلعاد شاليط. ولا توجد أية علاقة بين تعليم الأسرى وأمن دولة إسرائيل، خاصةً على ضوء التحاق الأسرى بالتعليم في الجامعة المفتوحة على مدار 20 عاماً. هذا القرار يؤسس نظاماً مميزاً في السجن، ومن الممكن أن يجيز ممارسات تعسفية ومسيئة ضد الأسرى الفلسطينيين، لكونهم فلسطينيين لا غير، ودون علاقة بمدى الخطورة الناجمة عنهم'.

وجاء هذا القرار بعد أربع أعوام من المداولات في المحكمة المركزية والمحكمة العليا، وبعد أن قبلت الأخيرة في كانون الثاني 2013 طلباً قدمته المحاميّة عبير بكر من العيادة القانونية لحقوق وإعادة تأهيل السجناء في جامعة حيفا، المحامي حسن جبارين من مركز 'عدالة'، وليلى مرجاليت من جمعية حقوق المواطن، لعقد جلسة إضافية بهيئة قضائية موسعة للبت في قرار المحكمة الذي أصدر في كانون أول 2012، حين أقرت المحكمة رفض ثلاثة استئنافات قدّمت باسم أسرى سياسيين، طالبوا من خلالها بالسماح لهم بالاستمرار بالتعليم الجامعي في الجامعة المفتوحة، عبر المراسلة، خلال قضاء فترة محكوميّتهم في السجون الإسرائيلية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد منعت الأسرى من متابعة تعليمهم في شهر حزيران من العام 2011 كخطوة عقابية انتقامية للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط.

وجاء في قرار المحكمة السابق أن منع الأسرى السياسيين من التعليم الجامعي لا يعتبر تمييزًا مرفوضاً بين الأسرى الأمنيين والجنائيين، وعليه قررت رفض الالتماس دون إبداء الأسباب، مع السماح بالاستئناف على القرار.

هذا وشدد مقدّمو الطلب على أن رفض الاستئناف يشرعن التمييز بين الأسرى الأمنيين والجنائيين دون أي سبب موضوعي، وأنّ القرار السابق يناقض بشكلٍ تام العرف القانوني المنبثق عن قرارات المحكمة العليا الساري منذ سنوات طويلة، والذي يمنع أي تمييز تعسفي بين الأسرى الأمنيين والجنائيين بشأن ظروف الاعتقال.

كما شددوا على أن عدم تغيير قرار المحكمة من قبل هيئة موسعة سيؤدي إلى تآكل جدي في المبدأ الأساسي بشأن حقوق السجناء، وهو أن حقوق الإنسان الخاصة بالسجين لا تنتهي عند بوابة السجن. وقد نصت قرارات لمحكمة العليا السابقة على أن المس بحقوق الأسير غير قانوني إلا في حال وجدت مبررات جديّة تهدف للحفاظ على الأمن والنظام العام في السجن، وهو الأمر غير الواقع في حالة الأسرى الملتحقين بالجامعة المفتوحة.

التعليقات