الأسير أبو ديّاك.. وضعٌ حرج سببه جرثومة الإهمال الطبي

هذا هو حال الأسير سامي أبو ديّاك، البالغ من العمر 33 عامًا، من سيلة الظهر، قضاء جنين، بعد أن دخل مرحلة حرجة إثر تعرّضه لجرثومة أثناء إجراء عمليّة جراحيّة له لاستئصال ورم خبيث من أمعائهِ في الرابع من أيلول/ سبتمبر، بمستشفى سوروكا.

الأسير أبو ديّاك.. وضعٌ حرج سببه جرثومة الإهمال الطبي

آلاتٌ طبيّة تكرر صوتها الرتيب، وممرضةٍ تتفوه بلغةٍ غير العربيّة يسمعها سامي دون أن يعي لها، ورُبما لا يسمعُ شيئاً من كُلِّ هذا على الإطلاق، كُلّ ما يعاني منه هو الجراثيم اللعينة التي لم تتركه وشأنه في السجن، بل لاحقته حتى غرفة العمليّات في مستشفى سوروكا، مهملٌ وفي رئتيهِ أجهزة التنفس الاصطناعيّ، كي يبقى على قيدِ الحياة، بعد أن تنفسَ هواء السجن البارد لمدة 13 عامًا.

هذا هو حال الأسير سامي أبو ديّاك، البالغ من العمر 33 عامًا، من سيلة الظهر، قضاء جنين، بعد أن دخل مرحلة حرجة إثر تعرّضه لجرثومة أثناء إجراء عمليّة جراحيّة له لاستئصال ورم خبيث من أمعائهِ في الرابع من أيلول/ سبتمبر، بمستشفى سوروكا.

استئصال الورم الخبيث

يشرح منسق لجنة أهالي الأسرى في جنين، وصديق العائلة، علي أبو خضر، أنّ سامي يمكث الآن في العناية المشددة، وقد دخل غيبوبة كاملة ويعتاش على الأجهزة، بدأ ذلك حين شعر بأوجاع في بطنهِ في سجن ريمون، لينقلوه إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع مباشرةً، وهناكَ خضع لعمليّة جراحية لاستئصال ورم خبيث في الأمعاء الغليظة، وفي المستشفى أدّعوا أنّ صحته قد تحسنت، فتم نقله إلى مستشفى سجن الرملة وقد تدهورت حالته هناك في مدّة لا تزيد عن ثلاثة أيام، ليتم نقله بعدها إلى مستشفى 'أساف هروفيه'.

ومن جهة أخرى يؤكد محامي نادي الأسير الفلسطيني، رسلان محاجنة، أنّ المستشفى قد أطلعه على وضع الأسير أبو ديّاك بأنّه غير مستقر، وذلك جراء حدوث تلوّث له أثناء إجراء عملية استئصال ورم خبيث في الأمعاء الغليظة، وهو يعاني الآن من تلوّت شديد في الدم بسبب البكتيريا التي تعرض لها أثناء إجراء العملية الأولى وها هو الآن يخضع للعلاج تحت التخدير في غرفة الإنعاش، درجة حرارته مرتفعة، وموصول بأجهزة التنفس الاصطناعي، ويتلقى أدوية للتخلص من التلوث في دمهِ، في مستشفى 'أساف هروفيه'.

أما آمنة أبو ديّاك، والدة سامي، تقول بصوتها الحزين إن 'صحّته كانت منيحة ولا عُمره شكالي من إشي، ما بعرف شو صار معاه، أنا سمعت خبر تدهور حالته الصحية من التلفزيون، ومكنش سهل أسمع خبر زي هيك على التلفزيون، بتعرفي عاطفة الأم'، وتتابع أنّ هذا فقط الذي تعرفه وليس هناك أي طريقة أخرى للتواصل مع أي أحد.

مطالب مُحرّمة وسط الإهمال

تقول والدته بحسره عن زيارتها له، بأنّها كانت تحمل المعاناة والصعاب حتى استطاعت الوصول له، بعد أن مكثت ساعتين خارج السجن، قائلةً 'لما دخّلونا كثير ضايقونا'، مردفةً أنّه 'حين كان يقظًا في سجن الرملة منعوني من رؤيتهِ، وفي المرة الثانية حين كان تحت تأثير التنويم سمحوا لي برؤيتهِ، ولكنّه لم يراني ولم يشعر بي'، وتابعت وهي تجهش بالبكاء بأنّ وضعه كان صعب للغاية حين رأته.

اقرأ أيضًا| الأسير سامي أبو دياك لا يزال في وضع مخطر

وتتحدث والدته لـ'عرب 48' والحرقة في صوتها، 'أطالب بالإفراج عنه لأنه يتعرض للإهمال الطبي، والسماح لنا بزيارتهِ والاطلاع على وضعهِ عن كثب والبقاء بجوارهِ، وإحضار تقرير طبي مفصّل عنه'، مؤكدةً بأنّ صحته كانت جيّدة وتدهورت جراء تسمم والتهابات حادّة أصابته في المستشفى، وأجريت له عمليتان بسبب سياسة التقصير، فهو حاله كباقي الأسرى الذين يتعرض للإهمال في المستشفيات الإسرائيليّة.

ويطالب أبو خضر بوجود طبيب عربي فلسطيني ليعطيهم تقريرا كاملا عن حالتهِ الصحيّة، فالأسير أبو ديّاك ارتفعت درجة حرارتهِ وهو في مرحلة تتعرض فيها حياته للخطر، مشيراً إلى أنّ سلطات الاحتلال سمحت بزيارة ذويهِ فقط يوم الثلاثاء المنصرم، بعد أن مكثوا ساعتين أمام السجن إلى حين سمحوا لأمه وأبيه بالدخول لرؤيتهِ في حين كان في غيبوبة كاملة، ولايزال لغاية الآن.

'نحن نطالب بزيارة أخرى، ونحاول تنسيق زيارة أخرى مع الصليب الأحمر في جنين بعد أن قام بتنسيق الزيارة الأولى، ونحن نطالب تقرير مفصل عن حالتهِ المرضيّة من خلال وجود طبيب عربي، أو الإفراج عنه ليتماثل للشفاء'، هذا ما قاله أبو خضر، واصفًا أنّ حالته تزداد سوءًا كالجثة على السرير، فقد كان هذا المرض مفاجئًا.

السياسات  

يفيد محاجنة من جهتهِ أنّ المستشفى يحتوي على أطباء عرب، ولكن من حق العائلة أن يكون لها طبيب خاص ونحن نعمل على هذا الموضوع، بالإضافة إلى أننا سنعمل على استصدار تصاريح دائمة للأهل للبقاء بجوارهِ خلال أزمته، وليس زيارات مؤقتة.

ويردف أنّ القانون الإسرائيلي يسمح فقط في حالات معينة بالإفراج عن الأسير المريض، من خلال لجنة طبية تابعة لإدارة السجون الإسرائيليّة، التي توافق بعد أن تفحص الموضوع على تسريح الأسير المريض أم لا، وفقًا لحالته، فإن كانت حالته حرجة جدًا فقط ، أي على 'حافة الموت' كما وصفها، يتم الإفراج عنه.

ويقول محاجنة 'أما عن المواثيق الدولية، فالأسير المريض الذي حالته خطرة أو حرجة يتم تسريحه ليعالج نفسه، وفي إسرائيل هناك لجنة تفحص الموضوع، وسنتطرق لهذا الموضوع في المستقبل القريب لتقديم طلب، واللجوء إلى المحكمة العليا لإطلاق سراحهِ'.

يذكر أن الأسير سامي أبو دياك محكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات و30 عاما ومضى على اعتقاله في سحون الاحتلال 13 عاما.

التعليقات